كشفت ضابطةٌ أمريكيّة مُتقاعدةٌ النقاب عن المزايا الفتاكّة لصاروخ (هيل فاير) الأمريكيّ، والذي قامت واشنطن بتزويد "إسرائيل" بكمياتٍ كبيرةٍ منه، لاستخدامه في حرب الإبادة ضد قطاع غزّة.
وفي تسجيلٍ تمّ تداوله على منصّات التواصل الاجتماعيّ: “عندما سمعتُ عن إسقاط الجيش الإسرائيليّ صاروخًا من طراز (هيل فاير) على مستشفى (الشفاء) في مدينة غزّة، أنا كرائدٍ سابقٍ في العلوم السياسيّة، لم أفهم سبب استخدامهم لهذا النوع المُعيَّن من الصواريخ على المستشفى”.
وتابعت قائلةً: “صاروخ (هيل فاير) الذي ترونه خلفي، هو صاروخ لا يحتوي على جهازٍ حارقٍ في طرفه، وعندما يتّم إسقاط هذا الصاروخ، يُطلِق نوعًا من المُخلفّات، فإنّ أثره يكون إنتاج دائرةٍ نصف قطرها مائة متر حول مكان سقوطه، وهذا النوع من الصواريخ يخلع ويُقطِّع رؤوس الناس ويخلع أيضًا أطرافهم”، طبقًا لأقوالها.
ومضت الرائدة الأمريكيّة قائلةً: “هو أمرٌ غريبٌ أنّهم سيُسقطونه على مستشفى، لأنّه من الواضح أنّ هذا النوع من الصواريخ المُعينَّة مخصصة لأهدافٍ عالية القيمة. الآن عادةً ما يقولون إنّه لا يتّم استخدام هذا النوع من الصواريخ ضدّ المواطنين، ضدّ الناس، لكنْ كمُضّادٍ للدبابات، لأنّه قادرٌ على أنْ يقطع الدبابة إلى أجزاءٍ صغيرةٍ خلال عدّة ثواني”، على حدّ تعبيرها.
وخلُصت إلى القول: “إذن، لماذا تستخدِمون هذه الصواريخ المُضادّة للدبابات ضدّ الناس؟ هذه هي جريمة حربٍ من الأكثر جنونًا التي سمعتها في حياتي كلّها”، كما قالت.
وكانت "إسرائيل" طلّبت المزيد من صواريخ (هيلفاير) السرية، التي استخدمها الجيش الأمريكيّ في قتل الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في أغسطس 2022، كما يستخدمها نظيره الإسرائيليّ في هجماته الأخيرة على قطاع غزة.
ووفق شبكة (إيه بي سي نيوز) الأمريكيّة، فإنّ الطلب الإسرائيلي قيّد النظر من قبل مسؤولي البنتاغون الأمريكيّ، لافتة إلى أنّ واشنطن أرسلت بالفعل مساعدات أمنية عاجلة تضمنت صواريخ وقنابل، كما أن هناك المزيد من الأسلحة والذخائر في طريقها إلى تل أبيب وستصل خلال الأيام المقبلة.
وتشمل الذخائر التي أرسلتها واشنطن، منذ بدء حرب الإبادة التي شنتها "إسرائيل" ضد قطاع غزة، صواريخ اعتراضية لمنظومة القبة الحديدية، والقنابل العنقودية، فضلاً عن قنابل (جدام) التي تحّول القنابل “الغبية” أوْ غير الموجهة إلى قنابل “ذكية” أوْ موجهة بدقة، بالإضافة إلى ذخائر كبيرة.
ما هي صواريخ “هيلفاير” الأمريكيّة؟
وكانت الولايات المتحدة قد باعت صواريخ (هيلفاير) لـ"إسرائيل" في وقت سابق، وهي عبارة عن صواريخ “جو-أرض” موجهة بالليزر ويشار إليها غالبًا باسم صواريخ “أطلق وانس”، لأنّ المُشغل يحدد الهدف ويطلق النار عليه.
ووفق صحيفة (نيويورك تايمز)، فإن صاروخ (هيلفاير) R9X جرى تطويره في البداية منذ نحو عقد زمني، لتقليل الخسائر المدنية والأضرار التي تلحق بالمباني خلال الحروب الأمريكيّة في أفغانستان، وباكستان، والعراق، وسوريّة والصومال واليمن.
وهذا الصاروخ الأمريكيّ، هو سلاحٌ سريٌّ يقتل دون إحداث انفجار كبير، ويمزق الهدف وكأنّه جندي يقتل العدو بالسكاكين، بحسب صحيفة (وول ستريت جورنال)، التي تشير إلى أنّ قدرات هذا الصاروخ يجري استخدامه تحت اسم (جينسو الطائر) وذلك نسبة إلى علامة (جينسو) الشهيرة في عالم السكاكين، كما ضمن قدراته:
يحد من الأضرار مقارنة بالصواريخ التقليدية، مُصمم للضربات الجوية التي تقتل الهدف دون انفجار ما يقلل الخسائر في صفوف المدنيين، نسخة محدثة من صاروخ هيلفاير” AGM-114″ حيث يضرب الهدف بشكل مركز ما يقلص دائرة الاستهداف بشكل كبير.
تم تقديمه كسلاح مضاد للدبابات في الثمانينيات وبدأ استخدامه على الطائرات بدون طيار بعد أحداث 11 سبتمبر لاستهداف الأفراد.
مزود برأس غير متفجر ويتجاوز وزنه 45 كيلوغرامًا، ويتطلب استخدامه معلومات استخباراتية عالية الدقة.
موّجه بالليزر ويحتوي على 6 سكاكين أو شفرات تخترق الهدف وتقتل كل من يتواجد على مقربة مباشرة من الشخص المستهدف.
بمقدوره اختراق أكثر من 100 رطل من المعدن والسيارات والمباني لقتل هدفه دون الإضرار بالأفراد والممتلكات المجاورة للهدف بشكل غير مباشر، ويسقط على الهدف مثل كتلة من الفولاذ التي تسقط من السماء.
يُشار إلى أنّه دخل الخدمة في عهد الرئيس الأمريكيّ الأسبق باراك أوباما، الذي كان يسعى إلى تجنب الوفيات بين صفوف المدنيين نتيجة للغارات الجوية التي تنفذها الطائرات الأمريكيّة في أفغانستان وباكستان ودول أخرى.