قائمة الموقع

بالصور "الممر الآمن".. مصيدة إسرائيلية لإعدام واعتقال وإهانة المدنيين الفلسطينيين

2023-11-20T23:47:00+02:00
الممر الآمن ليس آمنا
شمس نيوز - مطر الزق

أوهم الاحتلال الإسرائيلي العالم أجمع والمؤسسات الدولية والإنسانية منذ أيام عدة بأنه جهز ممرًا آمنًا على طريق صلاح الدين جنوب حي الزيتون؛ لنزوح المدنيين الفلسطينيين من شمال إلى جنوب قطاع غزة خشية على أرواح المدنيين؛ إلا أن الفلسطينيون وصفوا الممر بـ"المصيدة"؛ لإهانة وإذلال واعتقال من أبناء شعبنا.

وأكد عدد من النازحين لمراسل "شمس نيوز" بأن الممر الآمن بات غير آمنًا مطلقًا، إذ يتعرضون لأبشع الممارسات الإرهابية والإجرامية الإسرائيلية؛ إذ يطلق جنود الاحتلال نيران أسلحتهم الرشاشة صوب النازحين بشكل جنوني ويذلونهم بطرق متعددة منها إجبارهم على تجريد ملابسهم رغم الطقس البارد ومرورهم عبر بوابة ضيقة جدًا؛ إضافة إلى اعتقال عددٍ منهم.

 

أجبرونا للتوجه للمصيدة

 


 

هرعت انتصار طمبورة من حجرة الصف المدرسي حافية القدمين، تصرخ بشدة من هول المشهد، عشرات الجثث الممزقة تتكدس في ممرات مدرسة تل الزعتر شمال قطاع غزة، حاولت الوقوف برهة من الوقت لتبحث عن أبنائها وأحفادها؛ لكن قذائف المدفعية لم تتوقف مطلقًا، فهربت بسرعة خارج المدرسة عَّلها تنجو بجسدها وروحها.

بسبب الدخان المتصاعد وشظايا القذائف المتطايرة، فرت المسنة انتصار طمبورة (65 عامًا) بأبنائها وأحفادها، فقد حاولت التوجه إلى منزلها القريب من المدرسة؛ لكن القصف كان أسرع منها للوصول إلى الشارع ما اضطرها إلى تغيير وجهتها مباشرة صوب شارع صلاح الدين متجهة صوب الجنوب عبر ما يطلق عليه "الممر الآمن".

فقد توقعت المسنة انتصار هدف الاحتلال الإسرائيلي من استهداف مدراس الايواء وارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء الآمنين في بيوتهم مشيرة إلى أن الاحتلال يريد تهجيرنًا قسرًا من أرضنا وبلادنا، "حاولنا البقاء؛ لكن بشاعة المنظر والجثامين المقطعة بالعشرات دفعتنا لإنقاذ أرواحنا والهرب من بيت حانون باتجاه جنوب الوادي".

لم تحمل عائلة طمبورة أي ملبس معها أثناء هروبها من الشمال للجنوب، فقد سارت على أقدامها منذ الساعة السادسة فجرًا إلى أن وصلت إلى -الممر الآمن- الحاجز العسكري الإسرائيلي الذي أقيم حديثًا جنوب حي الزيتون حينها كانت عقارب الساعة تُشير إلى الرابعة عصرًا تقريبًا.

 

إذلال وإرهاب واجرام

تروي المسنة انتصار حادثة مروعة وقعت لنجلها وابنته على الحاجز العسكري تقول: "جلست حفيدتي ميرا على كرسي متحرك يجرها والدها نتيجة التعب الشديد التي أصيبت به الطفلة والعائلة"، لافتتًا إلى انها سارت مشيًا على الأقدام من بيت حانون إلى الحاجز العسكري.

مارس جنود الاحتلال الإسرائيلي في تلك اللحظات أقصى أنواع الإذلال والإرهاب والإجرام بحق المدنيين الذين يرغبون بالتوجه جنوبًا عبر الممر الذي يدعي المحتل بأنه آمن، تشير إلى أن المشهد كان صعبًا جدًا، جندي قذر تحكم بالآلاف من النازحين مرة يطلب السير ومرة أخرى يطلب التوقف والعودة إلى الوراء.

لم يتوقف المشهد عند هذا الحد إنما أقدم جندي آخر بإطلاق رشاش الدبابة الآلي فوق رؤوس النازحين، بدا صوتها شاحبًا عندما روت التفاصيل المؤلمة: "خرجت من الحاجز المذل بأعجوبة فأنا أعاني من أمراض عدة وكبيرة في السن".

 

استشهاد ميرا

بعد تجاوز المسنة انتصار الحاجز وقفت دقائق ثم ساعات؛ لتنتظر أبنائها وأحفادها؛ لكن الوقت داهمها وبعد وقت قصير وصل الخبر المؤلم: "ميرا استشهدت على الحاجز"، أصيبت الجدة بالصدمة وبدأت حدقات عيناها تتسعان فتنفجر باكية.

التقت المسنة انتصار وأبنائها وحفيدتها الشهيدة ميرا في مستشفى شهداء الأقصى وكان لقاءً مؤثر جدًا فقد احتضنت الجدة ميرا؛ فكشفت عن وجهها الملائكي وشعرها الأحمر المثبت بمشابك الشعر.

أطالت المسنة انتصار احتضان جثمان حفيدتها ميرا تقول: "كانت روح البيت، دلوعة أبواها، تساعد جميع من يطلب منها الأغراض، كانت جميلة تحب الحياة وتعشق المرح والفرح والسرور، لكن المحتل المجرم قتلها وقتل فرحتنا بها".


 

لم أتخيل بأن أعيش

وفي السياق قال المواطن طاهر الذي اضطر قسرًا للتهجير من غزة إلى جنوب وادي غزة عبر ما يدعي الاحتلال أنه "ممرًا آمنًا": "عشت أصعب أيام حياتي ولم أتخيل أن أعيش دقيقة واحدة بعد إطلاق النار فوق رؤوسنا من الدبابات الإسرائيلية".

وسط الآلاف من النازحين يرفع طاهر عينه إلى السماء مستغيثًا بقدرة -الله عز وجل-، إذ قال" "كنت أدعو -الله- في كل خطوة بأن أكون على قيد الحياة؛ لأعيش لأبنائي وأطفالي بأمن وسلام؛ لكن ما جرى معي أمام الآلاف من النازحين على الحاجز أمر لم أكن أتخيله مطلقًا".

"على الرغم من البرد القارص أجبرني جندي إسرائيلي مختبئ وراء تل رملية وأمامه رشاشه الثقيل وإلى جانبه عدد من كاميرات المراقبة والعشرات من الدبابات المجنزرة إلى خلع ملابسي والاستدارة مرة ومرتين إلى النازحين لإذلالي، وأوقفني لمدة ساعتين رافعًا يديَّا الاثنتين إلى السماء" كما روى طاهر.

 

اعتقال وتهديد

لم يكن علي محمد أفضل حالًا من طاهر، بل شاهد أمرًا أكثر رعبًا وإجرامًا من جنود الاحتلال يقول لمراسلنا: "شاهدتُ عدد من الجنود يضربون أحد الشبان بشكل جنوني وراء التلة بعدما أجبروه على خلع ملابسه كاملة".

ويشير إلى أنه بعد مرور ربع ساعة من الإذلال والإهانة قاده أحد الجنود إلى المجنزرة حينها، تأكد علي بأن الجنود قرروا اعتقاله، يقول والخوف يسيطر عليه "كنت أتوقع أن يتم اعتقالي؛ لكن بعد 4 ساعات أفرج الجنود عني وطالبوني بسرعة المغادرة وكانت أصواتهم مليئة بالصراخ والشتائم المؤذية والبذيئة والقذرة، وبالتهديد.

 

اخبار ذات صلة