نظمت "حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين" في بيروت مطعم الساحة - طريق المطار، أمس الثلاثاء، لقاء إعلاميا بعنوان: "طوفان الأقصى...والعدوان على غزة - دور الاعلام في مواجهة الدعاية الصهيونية"، في حضور ممثلين عن وزيري الإعلام والثقافة في لبنان، بالإضافة إلى ممثلين عن حركة حماس والفصائل الفلسطينية و"لقاء الاعلام الوطني" ونشطاء سياسيين واعلاميين.
كلمة حركة الجهاد الإسلامي ألقاها عضو المكتب السياسي للحركة ورئيس الدائرة الإعلامية الشيخ علي أبو شاهين، قال فيها: "إن لقاءنا يتمحور حول نقطتين: الأولى هي رؤية حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لمعركة طوفان الأقصى، ودور الحركة فيها، والثانية هي دور وسائل الإعلام في الإضاءة على سلسلة من القضايا التي تصنعها هذه المعركة وتفتح الآفاق أمام رؤية أخرى مختلفة عما قبل المعركة.
وأضاف، إن معركة طوفان الأقصى تشكل مواجهة استراتيجية ستفرض إعادة رسم عناوين الصراع مع الكيان الصهيوني، في أبعادها الفلسطينية والإقليمية والدولية. مشيراً أنه منذ اندلاع المعركة، في صبيحة السابع من أكتوبر، وجد الكيان الصهيوني نفسه في مأزق وجودي فرضتها عليه الإنجازات الميدانية التي حققتها قوى المقاومة في الساعات الأولى للمعركة، وبات الجميع يعلم أن الكيان بدا مكشوفاً عسكرياً وأمنياً واستخبارياً.
وفي ما يتعلق بالمجازر أكد أبو شاهين، إن ما يمارسه العدو هو وحشية تصل إلى حرب إبادة، وهي انعكاس لفشله في تحقيق إنجاز ميداني في مواجهة المقاومة، يسترد من خلاله شيئاً من هيبته أو قدرة الردع لديه. موضحاً بأن الإدارة الأمريكية، برئاسة جو بايدن، هي التي تقود حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني في غزة.
وتابع: "إن موقف الكثير من الحكومات الغربية، وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، جاء متساوقاً مع مواقف الإدارة الأمريكية ومكملا لها..وكأن أوروبا استشعرت من جديد بأن زوال هذا الكيان يعني إعادة تصدير ما يسمونه بالمسألة اليهودية إلى أراضيها".
وأشار إلى إن حركة الجهاد، انخرطت في المعركة منذ اللحظات الأولى، في تجسيد واضح لوحدة المقاومة في الميدان ووحدة مصيرنا كشعب يقاوم الاحتلال في مواجهة مفتوحة ومستمرة. مؤكداً "أننا مستمرون في المواجهة كشريك أساسي في هذه المعركة، حيث تواصل سرايانا المظفرة بكتائبها المسلحة مقاومتها في الضفة المحتلة، من خلال خوضها المواجهات المستمرة والتصدي لاعتداءات العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه. إضافة إلى العمل الجهادي انطلاقاً من جنوب لبنان".
وحذر من الألاعيب السياسية والدبلوماسية والتفاوضية التي تمارسها الإدارة الأمريكية وتسعى إلى تسويقها، قائلاً: "ولا يظن أحد أننا سنخضع للابتزاز الأمريكي والمجازر الصهيونية، أو أن نخون دماء الشهداء والجرحى أو معاناة أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، أو معاناة أهلنا في القطاع".
ولفت أبو شاهين إلى أن الحركة في تنسيق دائم مع حركة حماس على مستوى الميدان، وفي الجهود السياسية المتعلقة بصفقة الاسرى.
ووجه التحية لحزب الله، على ما يقومون به من دور مساند وداعم بالنار، محيياً شهداءهم الأبرار على طريق القدس.
كما وجه التحية إلى الشعب اليمني الشقيق. وللمقاومة العراقية والسورية اللتين تستهدفان رأس الأفعى وتضرب قواعدها في العراق وسوريا.
وإستنكر عضو المكتب السياسي للحركة، القرارات التي صدرت عن القمة العربية – الإسلامية المشتركة، التي تدين وتشجب وتطالب، وكأنها غير ذي صلة بما يجري في أرض فلسطين.
وطالب السلطة الفلسطينية بقراءة المتغيرات جيداً، وإعادة تقييم أدائها، ولا سيما لناحية التنسيق الأمني والرهان على الوعود الأمريكية والأوروبية، وعدم الوقوع مجدداً في فخ الأوهام والوعود الكاذبة.
وقال أبو شاهين أن الإعلام أدى دوراً كبيراً في فضح الدعاية الصهيونية منذ اللحظات الأولى للمعركة، وأن الجبهة الإعلامية كانت أشد إيلاماً على العدو بعدما كشفت كذب دعايته.
ووجه الشكر والتقدير لكل وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، التي شاركت في كشف هذه الفضائح، ولكل الناشطين على وسائل التواصل ومنصاتها. مقدماً التعازي إلى ذوي جميع شهداء الإعلام، الذين ارتقى منهم ما يزيد على ستين شهيداً، حتى يوم أمس في قطاع غزة، كما ارتقى عدد منهم على أرض المقاومة في الجنوب، كان آخرهم الزميلان في قناة الميادين.
وركز أبو شاهين على نقطتين أساسيتين في سياق هذه المعركة الإعلامية المحتدمة حالياً، الأولى ضرورة التركيز على ما كشفته هذه المعركة من زيف كل الأبعاد الأسطورية والتلمودية التي روج لها الكيان ورعاته طويلاً حول طبيعة الكيان. والثانية ضرورة استمرار التركيز على صحوة الضمير الغربي الذي بات يردد في مظاهرات بمئات الآلاف في شوارع العواصم الغربية بأن فلسطين حرة من نهرها إلى بحرها.
والقى مستشار وزير الاعلام زياد المكاري، مصباح العلي، كلمة في المناسبة قال فيها: "دعوات الشجب والاستنكار لا تكفي لوصف وحشية وهمجية "إسرائيل" في استهداف الطواقم الإعلامية في جنوب لبنان، آخرها قصف سيارة الزملاء في قناة الميادين الذي أدى لاستشهاد الزميلة فرح عمر والمصور ربيع المعماري والمواطن حسين عقيل، لقد سقط على أرض الجنوب 4 شهداء صحافيين الى جانب قافلة من الزملاء من غزة، وهذه ضريبة الدم التي يسددها الإعلام العربي دفاعاً عن الحق والحقيقة".
وأضاف: "عند أسوار القدس، ستتحطم آخر المشاريع الاستعمارية في التاريخ الحديث، هذه حقيقة ثابتة تحاول "إسرائيل" التعمية عليها عبر العمل على موجة تعاطف وولي والتأثير على الرأي العام في الغرب.
ولفت إلى أن "إسرائيل" تحاول قلب الحقيقة، وتصور نفسها بأنها ضحية تعرضت الى اعتداء ومن حقها الدفاع المشروع، وهذه أكذوبة جديدة من سلسلة تاريخية قائمة على الخداع، وباتت مكشوفة ومفضوحة، في ظل سرعة انتشار المعلومات وحيوية وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن "إسرائيل" أدركت منذ الساعات الأولى لعملية طوفان الأقصى، بعمق المأزق بصورتها التي تحطمت، وهي تحاول حتى الآن تظهير ولو أنجاز عسكري بسيط بعد انهيار معنويات أجهزتها الإعلامية.
وختم بالقول: "ليست مصادفة، أن تعمد آلة الحرب "الإسرائيلية" الى استهداف الطواقم الإعلامية في قطاع غزة كما في جنوب لبنان، إنها حرب الصورة والتي اشعلت الوعي العام، فما عادت "إسرائيل" قادرة على الإنكار على عقدة الاضطهاد لتبرير احتلالها واستيطانها ووحشيتها".
وفي الكلمة التي ألقاها الكاتب والاعلامي روني ألفا ممثلاً وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، أكّد أن "الدولة الوحيدة التي لا حدود لها شمالاً وغرباً وجنوباً وشرقاً في كتب الاطلس في الدول الغربية هي "إسرائيل".
وتابع ألفا قائلاً: ان "موضوع لقاءنا حول دور الاعلام في مواجهة الدعاية "الإسرائيلية" المغرضة، يتعلق اولاً بأول بتشريح الخطاب الاعلامي للعدو "الاسرائيلي"، الذي "يعتمد على التحشيد وعلى اضفاء هوية وحمية دينية على الكيان الموقت، بغية خلق حالة تضامنية لدى الداخل "الإسرائيلي"، يعطي المشروعية لما تقوم به "إسرائيل" من اعتداءات وحشية على غزة".
وأردف: ان نتنياهو يسعى لجر دول الغرب على تشكيل تحالف شبيه بذلك الذي تشكل لمحاربة داعش، والهدف من كل ذلك هو خلق التماهي والتماثل بين داعش وبين حماس.
وفي الحديث عن الدور الذي يجب ان يؤديه الاعلام في لبنان، أكّد ألفا ان "أصوات النشاذ لا يجب ان تعطى اي اهتمام يذكر". وان "ثمة نافذة تاريخية فُتحت بفضل طوفان الأقصى، أدت في ما أدت اليه الى تحرك حشود مليونية في اكثر من عاصمة غربية، ويجب علينا ان ننتهز هذه الفرصة لنخاطب العقل الغربي بالنمط الذي يفهمه هذا العقل".
الإعلامي في قناة الميادين كمال خلف، قال: "اننا كصحفيين وأصحاب رأي وعاملين في فضاء الاعلام العربي وخاصة الاعلام المقاوم، علينا مسؤولية تاريخية، نحن جيل من الصحفيين وقع على عاتقنا ثقل هذه المهمة في هذه المرحلة من تاريخنا المعاصر، وبالتالي ما يجري الان في فلسطين هو الجزء الأهم من شكل وملامح المستقبل ومصير أجيال للمئة عام المقبلة. واخص الصحفيين في غزة الذين وثقوا ونقلوا جرائم الاحتلال الى العالم وتحملوا المخاطر وسقط منهم شهداء".
وأشار، إلى أنه "علينا ونحن في هذا المخاض، ادراك ان نكون الاجنحة لهذه البندقية في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وفي كل مكان فيه نبض مقاومة رافض لاستمرار لهذا الواقع المذل لامتنا وشعوبنا".
وختم "نحن كصحفيين و اعلاميين وكتاب وعاملين في حقل الرأي العام، في قضية مصيرية لامتنا ومستقبل منطقتنا، وقضية تحرر وطني، لا يجب ان نتردد في خوض المعركة كجنود ومقاتلين في مجالنا، والوقوف الى جانب المقاومة واعتبارها معركة مصير، بموضوعية وابداع وتواضع امام هذا الدم وهذه التضحيات، وان نكون أصحاب موقف منحاز للحق والعدالة، وقضايا شعوبنا".