أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي ومسؤول دائرتها السياسية الدكتور محمد الهندي، أن سرايا القدس دخلت المرحلة الأولى للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين من الأطفال والنساء منذ اليوم الأول من اتفاق الهدنة الإنسانية ضمن مسار التفاوض -مدنيين مقابل مدنيين-، مع إشارته إلى استعداد حركته للتفاوض على العسكريين.
وحدد د. الهندي في حوار مع قناة الجزيرة القطرية مساء الثلاثاء (28 نوفمبر 2023) مسار التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي؛ للإفراج عن الضباط والجنود الإسرائيليين، قائلًا: "مستعدون للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل تبيض السجون من جميع الأسرى الفلسطينيين ضمن معادلة -الكل مقابل الكل-".
وأشار إلى أن ""إسرائيل ترفض معادلة "الكل مقابل الكل"، لذلك فإن التفاوض على هذه القاعدة قد يأخذ وقتًا طويلًا لأن المقاومة متمسكة بالهدف الذي أعلنته وهو تبيض كل السجون الإسرائيلية مقابل الجنود والضباط الإسرائيليين.
ولفت إلى أن قبول "إسرائيل" بهذه المعادلة سيفجر أزمة كبيرة داخل الكيان، إذ ستعمل جهات إسرائيلية عدة؛ لاستغلال "فشل نتنياهو"، بتصفية الحسابات ومحاسبته ووزير حربه بالفشل الذي مُني به العدو في (السابع من أكتوبر 2023).
الخيارات صعبة جدًا
وأوضح بأن الخيارات أمام قادة الاحتلال الإسرائيلي محدودة، وصعبة جدًا بما فيها مبادلة المدنيين؛ مرجعًا السبب إلى أن الاحتلال رفع سقف الأهداف منذ اليوم الأول للحرب على غزة بتحرير جميع الأسرى الإسرائيليين بالقوة العسكرية المميتة ضد الشعب الفلسطيني.
وقال د. الهندي: "إن فشل الاحتلال في تحقيق أيٍ من أهدافه المعلنة على مدار نحو 48 يومًا من الحرب على غزة فجر جدلًا كبيرًا وأسس لشرخ عميق في المؤسسات العسكرية والسياسية والمجتمع الإسرائيلي الداخلي.
وأضاف: "هناك تبدد وتمزق واضح في الاجماع الإسرائيلي الذي كان بداية الحرب ضد غزة"، مشيرًا إلى أن أصوات كثيرة خرجت من قلب الكيان والكنيست الإسرائيلي تطالب بإقالة نتنياهو لفشله في تحقيق الأهداف التي حددها منذ بداية الحرب".
وذكر د. الهندي بأن "إسرائيل" فقدت أيضًا الاجماع الدولي والغربي الذي كانت تتستر خلفه؛ لارتكاب الجرائم ضد شعبنا منذ بداية الحرب على غزة، وذلك بسبب المسيرات الشعبية المتضامنة مع فلسطين إضافة إلى التغييرات الكبيرة في الغرب والانقسام داخل الإدارة الأمريكية وتحديدًا في الحزب الديمقراطي الحاكم.
المقاومة تستعد لكل الاحتمالات
وفيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية المستمرة من الجيش الإسرائيلي باستمرار الحرب بعد انتهاء الهدن الإنسانية قال نائب الأمين العام للجهاد: "ربما يكون ارتفاع لغة التهديد والوعيد من قادة الاحتلال تأتي ضمن سياق التأثير على المفاوضين في الدوحة لا سيما الأمريكيين؛ لكن د. الهندي أكد بأن الذي يحسم الأمور في قطاع غزة هو أداء المقاومة، وصمود شعبنا في الميدان، هو الذي أفشل مخططات الاحتلال الرئيسية بدفعه للهجرة من القطاع إلى سيناء.
إلا أن د. الهندي شدد على أن "المقاومة تتحضر وتتجهز لكل الاحتمالات لأن العدو الإسرائيلي لا يؤمن مكره وشره"، لافتًا إلى أن المقاومين معنوياتهم عالية جدًا في قطاع غزة بعد تسليم الأسرى الإسرائيليين وسط جماهير وحشود كبيرة من أبناء شعبنا".