أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أنها ستواصل المساعي الرامية لتمديد الهدنة الإنسانية في غزة، في حين توقع مسؤولون أميركيون استئناف الحملة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي ضد القطاع.
ففي مؤتمر صحفي بـ"تل أبيب" مساء الخميس، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تمديد الهدنة في غزة "ليوم ثامن وأكثر"، وقال إن بلاده ملتزمة بتحقيق أهداف الهدنة، وإنها تتعاون مع قطر ومصر وإسرائيل من أجل ذلك"، مضيفا أنه يجري العمل لزيادة تدفق المساعدات وخاصة الوقود للقطاع.
وأضاف بلينكن أن "إسرائيل" أعربت عن نيتها استئناف عمليتها العسكرية بغزة حال استكمال تبادل المحتجزين، مشيرًا إلى أن طريقة شن الحرب الإسرائيلية ضد غزة مهمة وعليها التزام القانون الدولي، إذ أنه طالب المسؤولين الإسرائيليين بخطط لحماية المدنيين في غزة.
وحث الوزير الأميركي إسرائيل على ضمان "مناطق آمنة" وسط وجنوب غزة في حال استئناف العمليات العسكرية، قائلا إن الجانب الإسرائيلي أعرب عن موافقته على حماية المدنيين واستمرار المساعدات قبل بدء أي هجوم في جنوب القطاع.
وبشأن مستقبل غزة بعد الحرب، قال بلينكن إنه يجب ضمان أن يكون الحكم في القطاع مختلفا عما كان عليه تحت حركة حماس ثم يتم لاحقا بحث الانتخابات هناك، بحسب تعبيره.
وكان وزير الخارجية الأميركي التقى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وشارك في اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي بتل أبيب، وصرح بأنه يؤيد استمرار وقف القتال بالنظر للنتائج التي حققها.
وفي واشنطن، قال منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: "إن واشنطن ستواصل العمل مع قطر ومصر لتمديد الهدنة الإنسانية وتأمين إطلاق سراح المحتجزين في غزة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا تدعم حاليا وقفا لإطلاق النار.
وأضاف كيربي أنه خلال الأيام الستة الأولى من الهدنة تم إطلاق أكثر من 100 شخص كانوا محتجزين في غزة، مشيرا إلى أن 6 أميركيين غادروا القطاع حاليا.
كما تحدث عن زيادة نسبة المساعدات إلى غزة بشكل كبير خلال الهدنة الإنسانية التي بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي مقابل الحديث عن رغبة واشنطن في تمديد الهدنة، قال منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي إنه في حال قررت إسرائيل العودة لضرب حركة حماس فستواصل بلاده دعمها لها في ذلك.
يوم إضافي
وكانت الخارجية القطرية أعلنت صباح الخميس توصل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة يوما إضافيا ينتهي صباح الجمعة، بالشروط السابقة نفسها.
وأكد المتحدث الرسمي للخارجية القطرية ماجد الأنصاري استمرار تكثيف الجهود للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وكشفت مصادر فلسطينية على صلة بمحادثات الدوحة للجزيرة نت، أن المحادثات الجارية تركز حصرا على الهدن الإنسانية في غزة، ولم تتطرق في الحوار لوقف إطلاق النار الدائم، أو إنجاز صفقة تبادل أسرى شاملة.
وأشارت المصادر إلى أن موضوع وقف إطلاق النار الدائم لا يزال بعيد المنال، في ظل إصرار إسرائيل على استكمال عمليتها العسكرية ضد غزة وإلحاق ضرر إستراتيجي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقبل دقائق من انتهاء الهدنة الإنسانية، أعلنت حركة حماس عن تمديدها ليوم سابع.
وفي الإطار، نقلت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن مسؤولين أن الوسطاء يسعون للحصول على يوم إضافي في الهدنة، وأن لدى الجانبين استعدادا حقيقيا للتمديد.
وخلال أيام الهدنة الستة أفرجت المقاومة الفلسطينية عن أكثر من 82 إسرائيليا وعدد من الأجانب، وأكدت أنه لن يكون هناك تفاوض حول الجنود الإسرائيليين الأسرى إلا بعد وقف العدوان ورفع الحصار. وفي المقابل أفرج الاحتلال حتى مساء الخميس عن 180 فلسطينيا.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري مساء الخميس إن الجيش مستعد لاستئناف القتال في قطاع غزة على الفور.
وفي تصريحات متزامنة، قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت إن تل أبيب تخوض ما سماها حربا عادلة، وإنها لن تتوقف حتى استعادة المحتجزين في غزة وتدمير حركة حماس، بحسب تعبيره.
وفي الإطار، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين أنهم يتوقعون استئناف الحملة العسكرية الإسرائيلية وبدء التحرك إلى جنوب قطاع غزة.
من جهتها، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن وزير الخرب الإسرائيلي أخبر وزير الخارجية الأميركي بأن العملية العسكرية في غزة قد تستغرق أشهرا وليس أسابيع.
كما نقل موقع أكسيوس الإخباري عن مصادر أن رئيس الأركان الإسرائيلي أبلغ بلينكن بأن العملية العسكرية قد تستغرق أكثر من بضعة أسابيع.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن بلينكن أبلغ نتنياهو بضرورة حماية المدنيين في جنوب قطاع غزة إذا ما استؤنف القتال.
وفي مواجهة احتمال عدم تمديد الهدنة، طلبت كتائب القسام مساء أمس من مقاتليها الاستعداد تحسبا لتجدد المعارك في غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا شاملة على غزة خلّفت أكثر من 15 ألف شهيد و30 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة".