أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بأشد العبارات تصعيد "إسرائيل" هجماتها على مدارس تأوي نازحين وتتبع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مناطق متفرقة من قطاع غزة.
ورصد فريق الأورومتوسطي هجمات جوية ومدفعية "إسرائيلية" مكثفة في الساعات 24 الماضية على خمس مدارس على الأقل خلفت مئات الشهداء والجرحى، في انتهاك جسيم للحصانة القانونية التي تتمتع بها منشآت الأمم المتحدة.
وتضمنت الهجمات الليلة الماضية وصباح اليوم استهداف مدرسة (فلسطين) التابعة للأونروا في مخيم جباليا شمال القطاع، ومدرسة (الفلاح) في حي الزيتون جنوب مدينة غزة إضافة إلى مدرسة (صلاح الدين) في البلدة القديمة بغزة، ومدرسة أخرى في منطقة بني سهيلا في خان يونس.
ويوم أمس الثلاثاء، استشهد وأصيب عشرات النازحين جراء هجمات "إسرائيلية" استهدفت مدرسة (معن) في خان يونس التي شهدت كذلك تعرض مدرسة أخرى لأضرار جانبية نتيجة لقصف مدفعي أسفر عن استشهاد أربعة نازحين على الأقل وإصابة 20 آخرين بجروح.
ونبه المرصد الأورومتوسطي إلى أن جميع المدارس التابعة للأونروا يتكدس فيها مئات آلاف النازحين الفلسطينيين ممن يبحثون عن ملجأ آمن هربا من هجمات "إسرائيل" التي تلاحقهم بغاراتها دون هوادة.
وتظهر الإحصاءات الأولية للأورومتوسطي بأن ما يقرب من 1.9 مليون شخص في غزة (من أصل 2.3 مليون نسمة)، أصبحوا نازحين داخليا، منهم ما يقرب من 1.2 مليون يقيمون في 156 منشأة تابعة للأونروا في جميع أنحاء قطاع غزة.
ووثقت الأونروا أكثر من 120 استهدافا لمرافقها منذ بداية حرب "إسرائيل" على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بما في ذلك ضربات مباشرة لأكثر من 30 منشأة للوكالة الدولية.
واللافت أن بعض المدارس التي تأوي النازحين وتتبع للأمم المتحدة تعرضت لهجمات متكررة من "إسرائيل"، منها مدرسة (الفاخورة) في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
فقد تعرضت المدرسة إلى هجوم "إسرائيلي" في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ما خلف مئات الشهداء والجرحى بعضهم وهم نيام. وفي الرابع من الشهر نفسه تعرضت ذات المدرسة إلى قصف مدفعي مكثف خلف عشرات الشهداء.
بموازاة ذلك تعرضت مدرسة (تل الزعتر) في شمال قطاع غزة، لعدة هجمات "إسرائيلية" متكررة، كان أشدها في18 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 50 شخصا وإصابة العشرات بجروح.
وترفع منشآت الأونروا مثلها مثل جميع مرافق الأمم المتحدة، علم الأمم المتحدة على سطحها، وتتم مشاركة إحداثيات جميع المدارس والمراكز التي تحولت إلى ملاجئ طواري للمدنيين بشكل دوري مع السلطات "الإسرائيلية" ذات الصلة.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أنه ينبغي "لإسرائيل" الوفاء بكل التزاماتها وفق القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك وقف استهداف المدنيين ومنشآت الأمم المتحدة، واحترام المبدأ الأساسي لحرمة وحصانة المنشآت الدولية، بموجب قواعد الحرب.