قائمة الموقع

العدوّ ينتقل إلى الغزو الشامل: خانيونس تكشف مفاجآتها

2023-12-07T10:33:00+02:00
شمس نيوز -

انتقلت العملية البرية في يومها الأربعين، إلى مرحلة الغزو الشامل الذي لم يستثن أي محور في قطاع غزة، إذ فتحت القوات المتوغّلة في الأيام الخمسة الأخيرة أربعة محاور قتال جديدة في وقت واحد: الأول في شمال القطاع، ويستهدف مخيم جباليا؛ والثاني في حي الشجاعية شرق مدينة غزة؛ والثالث في دير البلح وسط القطاع؛ فيما الرابع، وهو الأكثر اتساعاً وشراسة، في جنوب القطاع، من جهة مناطق شرق محافظة خانيونس وغربها. وفي مقابل ذلك، تشهد محاور القتال التي كانت مسرح عمل عسكري مكثف قبل الهدنة، من مثل أحياء الشيخ رضوان والنصر والتوام والرمال والميناء، حركة غير مستقرّة للدبابات، حيث تتوغّل في ساعات معينة، ثم تنسحب مجدداً، وتعاود طوال ساعات الليل والنهار الكرّة نفسها.

محاور القتال

في مخيم جباليا وحي الشجاعية، اللذين اعتبرهما وزير حرب العدو، يوآف غالانت، هدفاً رئيسيّاً للعمليات الحالية، طوّقت القوات البرية حتى اللحظة مخيم جباليا من ثلاث جهات، وتوغّلت في مناطق مشروع بيت لاهيا والفالوجا وتل الزعتر. وشهدت الأيام الثلاثة الأخيرة مواجهات شرسة وحرب شوارع، استطاع فيها المقاومون تفجير العشرات من الآليات، وتنفيذ أكثر من سبعة كمائن، وقنص نحو 5 جنود.

وإزاء ذلك، يمكن ملاحظة أن خطة المقاومة انتقلت من الدفاع المستميت لعرقلة تقدّم الآليات، إلى الاقتصاد في الخسائر البشرية، وتمرير فترات التمهيد الناري الكثيف، والتعامل مع القوات المتوغّلة في العُقد الدفاعية المناسبة لها. وهذا التكتيك، وعلى رغم تأثيره المعنوي السلبي على مئات آلاف النازحين الذين تكدّسوا في مناطق ضيقة جداً، أتاح للمقاومة المحافظة على وتيرة متواصلة من التصدي، الذي يحقّق طوال الوقت، منجزات عملانية تتجاوز تدمير الدبابات، إلى عمليات نوعية توقع عدداً كبيراً من الخسائر البشرية في صفوف قوات الاحتلال.

وفي حي الشجاعية الذي أذلّت فيه المقاومة نخبة «لواء غولاني»، توغلت دبابات العدو في شارع مشتهى، ووصلت إلى مفترق السنفور، ما دفع بخلايا المقاومة هناك إلى تعديل خططها الدفاعية، لتشهد منطقة السنفور مواجهات عنيفة جداً، تمكنت خلالها كل من «كتائب القسام» و«سرايا القدس» من تدمير أكثر من 10 دبابات. وهنا، يؤكد شاهد عيان من سكان المنطقة، لـ«الأخبار»، أن قوات جيش الاحتلال تستخدم تكتيك الإغراق المدفعي، الذي يطاول الأبنية والشوارع وكل المناطق المحيطة بتمركز الجيش، لمنع وصول المقاومين إلى مسافات قريبة من الجنود.

ورغم التركيز "الإسرائيلي" الكبير على هذين المحورين، حيث سعى جيش الاحتلال إلى السيطرة على المساحة الأكبر من الأرض، إما بالوجود الفعلي، أو بالنار وسلاح القناصة وطائرات «الكوادكابتر» التي تطلق الرصاص على كل ما يتحرك، لم يستطع المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي"، دانيال هاغاري، ولا وزير الحرب، يوآف غالانت، الزعم أنه استطاع «تطهير» تلك المناطق بشكل ناجز. ويسجّل، في هذا السياق أيضاً، أن المقاومة واصلت منذ العودة من وقف إطلاق النار، إطلاق رشقات متفرقة من الصواريخ، باتجاه مستوطنات «غلاف غزة» ومدن العمق، وهو ما يتزامن مع تهليل كبير من الأهالي والنازحين.

خانيونس.. المرحلة الثالثة

المقتلة الكبرى التي يقاسيها جيش الاحتلال، تشهدها المناطق الشرقية والغربية من مدينة خانيونس. هناك، نفذ جيش الاحتلال هجوماً جبهياً متزامناً من محورَي الشرق والغرب. ووثقت المقاومة، خلال 24 ساعة، تدمير أكثر من 22 دبابة، وتنفيذ ثلاثة كمائن، أكدت فيها «كتائب القسام» الإجهاز على العشرات من الجنود من مسافة صفر، فضلاً عن تنزيل بناية سكنية بشكل تام على رؤوس جنود العدو. ويُلاحظ في ذلك المحور، أن جيش العدو استعجل الدخول البري، من دون أن يعطي مساحة زمنية كافية من التمهيد الناري من الجو.

ففيما استمر في تمهيد القاطع الغربي من شمال وادي غزة طوال 23 يوماً، قبل الانتقال إلى المناورة البرية، لم يمهد الأحياء الشرقية والغربية من مدينة خانيونس، سوى يومين فقط. والمرونة التي تحدّث عنها الناطق العسكري باسم «كتائب القسام»، أبو عبيدة، في خطاب سابق، تتجلّى في محور القتال جنوب القطاع بأعلى مستوياتها، إذ لا يعترض المقاتلون تقدّم القوات البرية في الخواصر الرخوة غرباً، ويسمحون للدبابات بالوصول إلى عقدهم القتالية، بينما يعرقلون تقدم القوات الغازية في المناطق الشرقية، التي أعدّوها للقتال جيداً طوال سنوات، ولم يكن التوغل من خلالها مفاجئاً لهم.

وفي إعلانه عن حصيلة المواجهات حتى مساء أمس، أكد «الإعلام العسكري» أن «مجاهدي القسام خاضوا اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال في جميع محاور التوغل في قطاع غزة، وقد أحصينا تدمير 24 آليةً عسكرية كلياً أو جزئياً فقط في محاور القتال في مدينة خانيونس»، مضيفاً أن «المجاهدين استهدفوا 18 جندياً بالهجوم المباشر، وأوقع القناصة 8 جنود بين قتيل وجريح، ونسفوا منزلاً تحصنت فيه قوة خاصة بالعبوات، كما أوقعوا قوة أخرى في حقل ألغام أُعدّ مسبقاً، ودكّوا التحشدات العسكرية بمنظومة رجوم قصيرة المدى، ووجّهوا رشقات صاروخية مكثفة نحو أهداف متنوعة وبمديات مختلفة إلى أراضينا المحتلة".

في خلاصة الأمر، دخلت المقاومة والعدو في المرحلة الصفرية؛ إذ لا «كتائب القسام» ولا «سرايا القدس» في وارد الاستسلام، كما أن جيش العدو ليس في وارد التراجع. وأمام ذلك، لا يمكن الحكم على الأفق الزمني لهذا القتال من خلال تقييم الجهد المقاوم في يوم أو يومين، إذ يحتاج الوصول إلى فهم الصورة الكلية إلى مراجعة مستوى العمل المقاوم طوال أسابيع. وتلك حتى اللحظة، تشير إلى أن الوقت لا يلعب في مصلحة العدو، إذ تسمح بعض فترات الهدوء بتطوير أساليب العمل المرنة بشكل مستمر، للتعاطي مع وقائع الميدان الجديدة. (المصدر: الأخبار/يوسف فارس)

اخبار ذات صلة