غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

أوهام تهجير الغزيين لن ينهي الصراع ولا القضية

شمس نيوز -

أسماء بزيع

في تداول بين التاريخ والحاضر، يتجسّد اليوم الفلسطيني كمشهد حيّ للصراعات التاريخية والتحديات المستمرة، حيث تثير خُطط "إسرائيل" الراهنة تساؤلات كثيرة حول مستقبل الغزيين في ظل تخوّف من نكبة جديدة عبّر عنها بيان مشترك للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومركز الميزان ومؤسسة الحق لحقوق الإنسان.

تحوم خطة تهجير الغزاويين في أجواء الصراع الفلسطيني كمحطة حساسة، حيث يراوح الحديث حول مشروع يهدف لنقل واقع غزة إلى دول الجوار. تتضمن هذه الخطة أربع مبادرات اقتصادية تشكل نظامًا شاملا لإدارة التحولات السريعة في القطاع تأتي كجزء من خطة تستهدف تحقيق هجرة طوعية للفلسطينيين نحو بلدان عربية، بما في ذلك مصر والعراق واليمن وتركيا. حيث كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن خطة "إسرائيلية" تقدمت لمسؤولين أميركيين بارزين، تحظى بتأييد كبير، تتضمن مشروع مبادرات اقتصادية لدول مثل مصر والعراق واليمن وتركيا، مع تشجيع "هجرة طوعية" للفلسطينيين إلى تلك الدول.

تنفّذ "إسرائيل" خطتها للتهجير القسري للفلسطينيين، حيث تقسم قطاع غزة إلى مربعات سكنية وتلجأ إلى سياسة الأرض المحروقة، ويعبّر عن هذه السياسة ارتفاع عدد الشهداء لـ 15300 منذ بدء عملية طوفان الأقصى، مما يثير تساؤلات حول رغبة الإحتلال الفعلية في فرض التهجير. كما تظهر معلومات حول مشروع قدّم إلى مسؤولين في الكونغرس الأميركي في هذا السياق والذي يعزز المخاوف المصرية من تداول سكان القطاع بوسائل شتى نحو أراضيها.

في ظل رفض دولي تصفه الأمم المتحدة بالمروع، أعلنت تركيا رفضها الشديد لمحاولة الاحتلال "الإسرائيلي" تهجير أكثر من مليون شخص من سكان قطاع غزة، في حين أدانت الأمم المتحدة الخطة ووصفتها بـ"الأمر المروع". في المقابل، أكد البيت الأبيض تفهمه الطلب "الإسرائيلي" رغم صعوبة تنفيذه.

من جانبها، أدانت وزيرة الخارجية النرويجية أنيكين هويتفيلدت الحصار المشدد الذي فرضته القوات "الإسرائيلية" على القطاع ومحاولة تهجير سكانه. وقالت في تصريحها لإذاعة "إن آر كيه" المحلية "إسرائيل تمتلك حق الدفاع عن نفسها ولكن لا تستطيع استعمال كافة الوسائل في سبيل ذلك". وأضافت عندما تحاصر "إسرائيل" غزة ثم تطلب من هذا العدد من الناس المغادرة من غزة وليس لديهم طعام أو دواء فإنه يجب علينا إدانة ذلك.

بدوره، قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين للجزيرة إن "إسرائيل" ملزمة بوقف الأعمال القتالية وفتح ممرات لدخول المساعدات.

لكن الرفض الدولي يقابله موافقة أميركية، حيث يعزز اللواء فايز الدويري فكرة مضي "إسرائيل" في خططها، وتوجيهها لتحقيق التهجير القسري. وبدا ذلك واضحًا فيما كتبته «يسرائيل هيوم» بأن المبادرة يرعاها علناً عضو مجلس النواب الأميركي جوي ويلسون، وتقضي بأن الولايات المتحدة ستشترط استمرار مساعداتها الاقتصادية لمصر وتركيا واليمن بشرط خروج السكان من غزة من أجل الاستقرار في أراضي تلك الدول. ووصف ويلسون المقترح بأنه "الحل الأخلاقي الوحيد لضمان أن تفتح مصر حدودها، وتسمح للاجئين بالهروب من سيطرة "إسرائيل" و(حماس)".

ان مشاريع تهجير الفلسطينيين، ولا سيما اللاجئين منهم وإعادة توطينهم في بلدان بعيدة عن فلسطين، والتي تقف خلفها سلطات الاحتلال الصهيوني، وتدعمها الإدالاات الأمريكية المتعاقبة، قديمة ومتجددة، وتعود في معظمها الى خمسينيات القرن الماضي، والهدف منها إنهاء قضية اللاجئين، من جهة، وتقليص عدد فلسطينيي الوطن المحتل، وصولا لإنهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها.

لقد أفشل الفلسطينيون كل تلك المشاريع، وهم اليوم يؤكدون بمقاومتهم الباسلة للحرب الكونية، وبصمود الغزيين، ورفض النزوح الى سيناء المصرية إصرارهم على إفشال مخطط التهجير المدعوم أمريكيا!..