دخلت المعارك بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة ومخيم جنين يومها الثالث، وبينما واصل جيش الاحتلال حملات الاعتقال الليلية بالضفة الغربية، وصفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) العام 2023 بأنه "الأكثر دموية" في الضفة.
وفجر اليوم الخميس استشهد 3 شبان فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي استهدف الحي الشرقي من مدينة جنين، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني.
وقال الهلال الأحمر إن القصف الإسرائيلي أسفر كذلك عن إصابة 6 شبان آخرين، جراح 3 منهم وصفت بالخطيرة.
وبهذا يرتفع عدد الشهداء في مدينة جنين منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في المدينة إلى 11 شهيدًا وعشرات المصابين.
في حين أفادت مصادر محلية بان قوات الاحتلال استدعت آليات إضافية لتعزيز قواتها في محيط الحي الشرقي وسط تصاعد في حدة الاشتباكات مع المقاومين من أبناء المدينة.
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات اندلعت بين المقاومين وقوات الاحتلال في بلدة رمانة غرب جنين.
وأظهر مقطع مصور تمكّن المقاومة من تفجير عبوة ناسفة في آلية عسكرية تابعة لقوات الاحتلال خلال اقتحامها مدينة جنين.
استنكار فلسطيني
وقد قالت حركة الجهاد الإسلامي: "إن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مخيمات الضفة ومدنها، واستمرار المجازر لا سيما في مخيم جنين، هي محاولة يائسة للتعويض عن خسائره في أرض غزة التي أثخنت جيش الاحتلال وجنوده وأوقعتهم بين قتيل وجريح".
وأكدت حركة الجهاد، أن مسيرة المقاومة ماضية في مقارعة العدو، وأن المقاومين في غزة وجنين مستمرون في المواجهة المفتوحة ضد الاحتلال.
من جانبها قالت حركة حماس: "إن العملية العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال منذ فجر الثلاثاء الماضي هي امتداد للحرب الشاملة التي تشنّها حكومة الاحتلال على شعبنا الفلسطيني في جميع أماكن وجوده، في محاولة يائسة لإخماد جذوة المقاومة التي تسري في روح شعبنا الفلسطيني البطل.
ودعت حماس الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية إلى تصعيد المقاومة في كافة المدن والقرى حتى دحر الاحتلال عن أرض فلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
اعتقالات متواصلة
وفي سياق متصل، قالت مصادر صحفية: "إن قوات الاحتلال نفذت فجر اليوم الخميس حملة مداهمات واقتحامات واسعة طالت عدة مدن وبلدات بالضفة الغربية".
وأضاف: "إن جيش الاحتلال اقتحم فجر الخميس قرى قباطية ورمانة والزبابدة والسيلة الحارثية واليامون بقضاء جنين شمال الضفة الغربية وشن سلسلة اعتقالات في صفوف المواطنين".
كما اعتقل الاحتلال 30 فلسطينيا في قرية تلفيت جنوبي نابلس، وداهم منازل في بلدة بيت إيبا شمال غرب نابلس، واعتقل شابين.
ويتواصل ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين بالضفة الغربية إثر تنفيذ الجيش الإسرائيلي يوميا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مداهمات واقتحامات لقرى وبلدات الضفة والقدس، تصحبها مواجهات وإطلاق للرصاص وقنابل الغاز، اعتقل خلالها نحو 3792 فلسطينيا، وفق أحدث إحصائية لمؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.
الأكثر دموية
بدورها، وصفت وكالة الأونروا عام 2023 بأنه "الأكثر دموية" في الضفة الغربية منذ بدء الأمم المتحدة في تسجيل وتوثيق عدد ضحايا ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة في العام 2005.
جاء ذلك في تقرير يكشف الأوضاع الإنسانية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، مع مرور أكثر من شهرين على اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع، وتصاعد حدة المداهمات والاعتقالات التي تنفذها القوات الإسرائيلية في الضفة.
وقالت الأونروا إن 2023 بمثابة العام الأكثر دموية بالنسبة لحالات استشهاد فلسطينيين في الضفة، حيث استشهد 271 على يد قوات الاحتلال، بينهم 69 طفلا، بالإضافة إلى 8 فلسطينيين استشهدوا على يد المستوطنين الإسرائيليين.
كما أشارت إلى استشهاد فلسطينيين اثنين آخرين، لكن دون معرفة المسؤول عن مقتلهما سواء كانوا من "جيش الاحتلال أو مستوطنين"، وفقا للبيان.