قائمة الموقع

عصابات المستوطنين المسلّحة في الضفّة امتداد لـ "الأرغون" و"شتيرن" و"البلماخ"!

2023-12-27T14:01:00+02:00
مستوطنون
شمس نيوز -

بقلم: هاديا حُجيري

بالتزامن مع الحرب الكونية، التي يشنها جيش العدو الصهيوني على قطاع غزة، تنفذ قطعان المستوطنين المسلحة، المحمية من الجيش، حربًا أخرى عنوانها تهويد الضفة الغربيّة والقدس المحتلّتين. بحيث يستغلّ المستوطنون انشغال العالم بأسره بالعدوان الدموي المفتوح على قطاع غزّة لتصعيد اعتداءاتهم الوحشيّة والهمجيّة في الضفّة الغربيّة والقدس المحتلتين، لترهيب المواطنين الفلسطينيين، بهدف تهجيرهم، والاستيلاء على أراضيهم وأملاكهم، لتوسيع وإقامة المزيد من المغتصبات.

وينطلق المستوطنون في هجماتهم من ادعاءات ومزاعم "دينية" متطرّفة قائمة على شعارات تلمودية، أن فلسطين هي "أرض الميعاد" وأن "ما بين النهر والبحر دولة واحدة لهم" باعتبار أن نسبة 30% منهم مستوطنين "عقائديّين" بحسب الخبير الفلسطيني بشؤون الاستيطان خليل التفكجي.

منذ بداية 2023 والمستوطنون في الضفة الغربية والقدس المحتلتين يصارعون الزمن لتنفيذ مخططاتهم القائمة على سياسة القتل والتهجير للإستيلاء على أكبر مساحة من الأرض مع أقل عدد من السكان الفلسطينيين ممّا ينذر بتوسيع وتيرة العنف لديهم باعتبار هذه الفترة فرصة ذهبيّة لن تتكرّر.

يبرز قطعان المستوطنون في هجماتهم تحت مسميات عدّة أبرزها "كهانا حي" و"شبيبة التلال" و"تدفيع الثمن" وقد نشطت وتصاعدت أعمالها الإجرامية في السنوات القليلة المنصرمة حيث قام المستوطنون بأكثر من 1600 اعتداءً منظّمًا خلال السنة الحالية فقط في سياق حدث استيطاني ينفّذ بالضفة الغربية.

الجدير ذكره أن أعداد المستوطنين باتت 750 ألفاً موزّعين على 145 مستوطنة كبرى و140 بؤرة استيطانيّة بين الضفّة والقدس. 400 ألف مستوطن منهم يحملون السلاح كما تم تسليح 26 الف مستوطن ببنادق رشاشة حديثة منذ بدء العدوان على غزة بدعم من الوزير اليميني المتطرّف، ايتمار بن غفير.

وتلقّى المستوطنون تدريبات مسبقة ومكثّفة بحماية قوات الاحتلال، كما وحصلوا على الضوء الأخضر خاصّة بعد المصادقة على قانون تغيير قواعد إطلاق النار وتصاريح باستخدام السلاح واستهداف أي فلسطيني دون حسابٍ أو مساءلة.

وقد تم تسجيل 320 اعتداءً على الفلسطينيّين بالتزامن مع العدوان على غزة. وهجّروا نحو ألف فلسطيني من عشرات التجمّعات البدويّة وسط الضفّة الغربيّة وجنوبها. كما مارسوا إرهابًا غير مسبوقا و"تطهيرًا عرقيًّا" كاملًا في 5 قرى شرق رام الله وطردوا أهلها بقوة السلاح.

لا تعد هذه العصابات حديثة العهد، فما هي إلا امتداد لجماعات تتشابه معهم في السياسات والأهداف مثل "الهاغانا"، "شتيرن"، "الأرغون" و"البلماخ" الّتي قتلت وهجّرت الفلسطينيّين عام 1948 ثم عادت وانطلقت عقب احتلال "إسرائيل" الضفة الغربيّة عام 1967 وفي سجلّاتهم السوداء عدة مجازر أبرزها الحرم الإبراهيمي عام 1994 بالإضافة إلى اعتداءات استهدفت الشخصيات البارزة سياسيًّا في الخليل ونابلس والبيرة.. وغيرها.

اخبار ذات صلة