قائمة الموقع

تسريح أربعة ألوية من شمال غزة

2024-01-03T09:17:00+02:00
شمس نيوز -متابعة

في أعقاب تكبّده خسائر فادحة منذ بدء الاجتياح البري لقطاع غزة، والذي اعترف خلاله بمقتل 172 جندياً على الأقل، وإصابة آلاف آخرين، قرّر جيش العدو تسريح ألوية بكاملها وإبعادها عن المشاركة في الحرب الدائرة، فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن هذا القرار يدخل في إطار «إعادة التنظيم لصفوف القوات، وتدريب ضباط جدد وتأهيلهم»، إثر فقد الجيش عدداً كبيراً من الضباط.

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن سحب الألوية يُعدّ جزءاً من «استعدادات الجيش لمواصلة القتال في العام الجديد؛ إذ أن تقليص القوات الخاصة في صفوف الاحتياط وإدارة الموارد البشرية في الجيش يأتي في إطار إدراك الأخير أن الحرب في قطاع غزة ستستمرّ لعدة أشهر إضافية، وهو ما يدفع به إلى إجراء تدريبات في صفوف الضباط والجنود النظاميين عبر دورات للقيادة ودورات للضباط وللقوات الخاصة».

وفي وقتٍ سابق، ذكر موقع «واللا» الإلكتروني أن قرار رئيس هيئة أركان الجيش، هرتسي هليفي، إخراج أربعة ألوية من القطاع، يعود إلى «تقلّص نطاق المعارك»، بعد ما زعم أنه «تفكيك العديد من كتائب حماس، وقتل ثمانية آلاف مقاتل، وتطهير العديد من المناطق في غزة، من ضمنها أنفاق، وفتحات أنفاق، وبيوت ومستودعات أسلحة ومواقع لإطلاق الصواريخ والقذائف»، علماً أن محلّلين "إسرائيليين" يشكّكون في هذه الأرقام، ويؤكدون أن «الإنجازات» التي حقّقها الجيش لم تقرّب هزيمة حركة «حماس».

ووفقاً للموقع، فإن سحب الألوية يشير إلى أن «الجيش معنيّ بالانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، والتي ترتكز على توجيه غزوات موضعية، ومداهمات لمواقع معيّنة» للمقاومة، و«عمليات اغتيال مُركّزة»، تقوم على معلومات استخبارية دقيقة مسبقة.

وفي هذا الجانب، لفت المحلّل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، إلى أنه بالمقارنة مع الأسبوعَين الماضيَين، «سُجّلت نسبة خسائر منخفضة في صفوف الجيش»، عازياً ذلك إلى «تقليص المناطق التي يدور فيها قتال»، علماً أن قادة الحرب يؤكدون استمرار هذه الأخيرة «لمدة طويلة»، فيما كرّر وزير الحرب، يوآف غالانت، ما دأب على قوله من أنّ القتال سيستمرّ لسنة. وقال هرئيل إنه بناءً على الخطط العسكرية، فإن عديد القوات سيتراجع قياساً بحجمها خلال المناورة البرية في القطاع، غير أنه «سيبقى كبيراً، بالمقارنة مع المدة التي سبقت الحرب، وذلك لاحتياجات دفاعية وأخرى متعلّقة بمواصلة الهجوم على غزة». إضافة إلى ذلك، سيبقي الجيش على قواته منتشرة على الحدود اللبنانية - الفلسطينية في العام الجديد، «حتى لو لم يتوسّع التصعيد الأمني".

وفي موازاة سحبه الألوية، أجرى جيش العدو سلسلة من العمليات خصوصاً في المناطق المحاذية لمستوطنات «غلاف غزة»، من أجل إنشاء منطقة أمنية عازلة، يُحظر دخول الفلسطينيين إليها، في وقتٍ تمكّن فيه آلاف الفلسطينيين من العودة إلى الأحياء المدمّرة شمال القطاع، وهو ما يعني، وفقاً لهرئيل، أن «الجيش لا يسيطر بشكل كامل (هناك)؛ إذ إن مقاتلي حماس يتحرّكون بلا زي عسكري أو أسلحة ظاهرة بين المدنيين. وهذا يحدث في الأساس في المناطق التي قلّص الجيش قواته فيها، في شمال القطاع».

وتطرّق المحلّل إلى المجريات على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلّة، حيث لا يزال «حزب الله» يطلق القذائف والصواريخ في اتّجاه المستوطنات "الإسرائيلية" الشمالية «بشكل محدود نسبياً»، معتبراً أن الحزب «حذرٌ من الانجرار إلى حرب شاملة مع إسرائيل»، لكن ذلك لا ينفي أن ما يحدث هو «مصيبة» لأن «الجانبَين يسيران على الحافة (في خضم) ما يُنسب إلى "إسرائيل" من شنّ عمليات ضدّ أهداف إيرانية".

واعتبر أن تقليص القوات البحرية الأميركية في المنطقة، والذي تمثّل في مغادرة حاملة الطائرات «جيرالد فورد»، «قد يكون مرفقاً برسائل سرّية إلى إيران مفادها بأن لا تصعّد الوضع المتوتّر». لكنه لم ينفِ أن «ينشأ هنا تقدير أميركي خطأ قد يفسّره حزب الله كفرصة لرفع المخاطر».

كذلك، لفت هرئيل إلى أن تقليص القوّة البحرية «ليس بشارة خير لإسرائيل»، مكرّراً القول إن الدعم الأميركي لإسرائيل في حرب الإبادة التي تشنّها على غزة «ليس غير محدود»، خصوصاً أن المدة الماضية شهدت محادثات «مشحونة» بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على خلفية رفض الأخير التداول في مسألة «اليوم التالي»، وتسليم الحكم في القطاع للسلطة الفلسطينية. وحذر من أن التصريحات المكررة لوزراء تكتّل أحزاب «الصهيونية الدينية» خصوصاً، حول ضرورة تهجير الفلسطينيين والعودة إلى إقامة المستوطنات في القطاع، «لا تسهم في زيادة ثقة واشنطن بالنوايا الإسرائيلية".

 

اخبار ذات صلة