قائمة الموقع

مناطق جديدة في الوسطى تنزح تحت أزيز الطائرات وقذائف الدبابات

2024-01-05T08:59:00+02:00
هدنة انسانية - نزوح غزة.webp
شمس نيوز - مطر الزق

حالة من التوتر والقلق تسود مخيمات المنطقة الوسطى لقطاع غزة تزامنًا مع قصف عنيف جدًا استهدف المنطقة الفاصلة بين مخيم البريج والمغازي من الجهة الشرقية حتى شارع صلاح الدين غربًا ما دفع عشرات الأسر المدنية إلى ترك منازلهم والنزوح في ساعات الفجر الأولى اليوم الخميس.

بدأت الأحزمة النارية تضرب المنطقة الوسطى في الساعة الثالثة فجرًا تزامنًا مع إطلاق نار واشتباكات ضارية مع رجال المقاومة، إذ استخدم جيش الاحتلال طائرات من نوع "كواد كابتر" للاشتباك مع المقاومين، ما أدى إلى وقوع شهداء وإصابات.

وفي خضم الاشتباكات الضارية والقصف المستمر لساعات عدة أطلقت طائرات "كواد كابتر" الرصاص صوب المواطنين في مناطق متفرقة من المنطقة الوسطى لا سيما جامعة فلسطين التقنية التي تبعد مئات الأمتار عن منطقة القتال الخطير.

الطبيب مهند الذي يعمل متطوعًا في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح شعر بتوتر شديد منذ ساعات الفجر فلم يعد يدرك ماذا يفعل؟، فقد تشتت أفكاره وارتجف جسده إذ يقول: "لم أعد قادرًا على امساك الإبرة أو الشاش لتطبيب جراح المصابين، وكنت أخشى أن يكون أحد المصابين هو من أفراد عائلتي".

تعيش عائلة الطبيب مهند بعد النزوح من تل الهوا غرب مدينة غزة، في منطقة المغازي وسط القطاع، وعندما علم من أحد المصابين أن الاستهداف المكثف والقوي جدًا قرب منطقة عائلته بدأ يشعر بالتوتر يقول: "صوت القصف شديد جدًا ومرعب كنت اعتقد أنه قرب المستشفى لكن المصابين أبلغوني أن القصف في المنطقة التي تفصل المغازي والبريج".

زاد التوتر على الطبيب مهند الذي كرر سؤاله مرة أخرى، وفي تلك اللحظة أكمل علاج المصاب على عجل، وابتعد قليلًا عن قسم الاستقبال والطوارئ محاولًا التواصل مع عائلته في المغازي لكن الهاتف كان يرد تلقائيًا: "جوال مرحبًا لا يمكن الوصول إلى الرقم المطلوب حاليًا" حاول أكثر من 10 مرات دون فائدة.

لجأ الطبيب مهند إلى خيمة الصحفيين في مستشفى شهداء الأقصى للسؤال عن الطريقة التي تمكنه من الوصول إلى منزل عائلته في منطقة المغازي، فرد عليه أحد الصحفيين: "الدبابات الإسرائيلية فصلت ما بين المغازي والبريج ولا يمكن الوصول للمنطقة نظرًا لشدة القصف والاشتباكات الضارية هناك".

وأبلغ الطبيب مهند عن رغبته بالتوجه للمغازي لكن الصحفيين حذروه وأكدوا له أن التوجه هناك صعب لكن النزوح من المغازي أمرًا سهلًا نظرًا لرؤية مئات النازحين الذين اتخذوا منطقة المصدر ممرًا للوصول إلى منطقة دير البلح.

وبعد ساعات من الاشتباكات الضارية والقصف المكثف تفاجأ مراسلنا باتصالٍ من زميله لؤي حمدان الذي نزح في إحدى مدارس منطقة المغازي يقول له: "هناك أكثر من 14 دبابة و4 جرافات عسكرية قطعت طريق صلاح الدين الفاصل ما بين المغازي والبريج".

ويشير الصحفي حمدان إلى أن أعمدة الدخان الأسود لم تتوقف منذ ساعات الفجر الأولى نتيجة استهداف المنازل والمباني السكنية والمحال التجارية ومحطة تعبئة الغاز في المنطقة الوسطى، لافتًا إلى أن جيش الاحتلال استهدف المباني على خط صلاح الدين ودمرتها بالكامل.

وبين أن الأوضاع في منطقة المغازي صعبة جدًا والعائلات أصيبت بحالة من الذعر والقلق والخوف الشديد واصفًا ما يراه بعينه بـ"كأنه الحشر في يوم القيامة"، إذ ربط ما يراه أيضًا في المغازي بما جرى من نزوح شمال قطاع غزة.

وقبل أيام وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي من نطاق عملياته العسكرية داخل قطاع غزة، وطلب من سكان أحياء جديدة في مخيم النصيرات الإخلاء الفوري من مناطق سكنهم، والتوجه جنوبا نحو مدينة دير البلح وسط القطاع، في الوقت الذي تزداد فيه مأساة النازحين الذين يفوق عددهم بسبب الحرب الإسرائيلية نحو مليون و900 ألف مواطن.

وألقت طائرات الاحتلال منشورات فوق مناطق جديدة في مخيم النصيرات، وطلب جيش الاحتلال من سكان أحياء عين جالوت والشهداء والفاروق، والبلوكين رقمي 2347 و2348، والمصنفين حسب الخارطة التي سبق وأن نشرها قبل أكثر من شهر كبلوكات سكنية، الإخلاء الفوري.

وأعلن جيش الاحتلال في بيانه الذي ألقته الطائرات الحربية، أن قواته تعمل بكثافة في هذه المناطق، وطالب سكانها بالإخلاء الفوري إلى مدينة دير البلح، باعتبار أن هذه المناطق أصبحت “منطقة قتال خطيرة”.

وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” إن مراكزها المخصصة للإيواء، يتواجد فيها 1.4 مليون نازح، يقيمون في 155 “مركز إيواء”، مع وجود أكثر من 400 ألف آخرين مسجلين كنازحين، ويحصلون على الخدمات التي تقدمها.

وتشير “الأونروا” إلى أن متوسط عدد النازحين المتواجدين في مراكز إيوائها يبلغ أكثر 12 ألف نازح في المركز الواحد، أي أنه يمثل أكثر من أربعة أضعاف طاقتها الاستيعابية.

ومن شأن عمليات الترحيل الجديدة أن تزيد من أعداد النازحين، وتضاعف من مأساتهم خاصة في ظل هطول الأمطار وتدني درجات الحرارة.

وسبق وأن قال توماس وايت مدير عمليات “الأونروا” في قطاع غزة، إن إصدار قوات الاحتلال المزيد من أوامر الإخلاء للسكان في المنطقة الوسطى من غزة للانتقال إلى دير البلح لتوسيع الحرب ضد المدنيين لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن، إثر على أكثر من 150 ألف شخص، لافتا إلى أن المنطقة بالأصل مكتظة بالنازحين بما في ذلك ملاجئ “الأونروا”.

ويشتكي النازحون من ندرة خيام السكن، والأغطية والملابس الشتوية، كما يشتكون من تسرب مياه المطر إلى داخل الخيام.

اخبار ذات صلة