غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

صواريخ المقاومة تجنّن الاحتلال: عودة إلى شمال غزة

شمس نيوز -

يوسف فارس

تعيش الأوساط العسكرية والسياسية والإعلامية في )كيان العدو)، حالة من الجنون، نتيجة صليات الصواريخ التي تواصل المقاومة الفلسطينية إطلاقها من شمال غزة، على مستوطنات ومدن "إسرائيلية". وفي أعقاب ذلك، توغّلت الدبابات "الإسرائيلية" في عدد من محاور شمال القطاع، ما أعادها إلى أجواء اليوم الأول للتوغل، رغم أن مصدراً مقرباً من المقاومة، تحدّث إلى «الأخبار» عن احتمال أن الاحتلال يتحرّك بناءً على معلومات يحصل عليها عن بعض الأنفاق، باعتبار أن هذا هو عماد المرحلة الثالثة من العملية البرية.

ودفع القصف بالصواريخ، بمستوطنين هاربين من غلاف غزة إلى رفض العودة، رغم سماح الاحتلال بذلك، على حد تعبير «القناة 12» العبرية. وسُجّل سقوط وابل من أكثر من 10 صواريخ على مستوطنة «سديروت» صباح أمس، ووابل آخر من 50 صاروخاً على مستوطنة «نتيفوت». وعلّقت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على تلك الصواريخ التي أُطلقت من شمال غزة بالقول إن «هذه ليست هي الطريقة التي تُربح بها الحرب. هذا هو بالضبط ما نعود به إلى الوضع الذي سبق السابع من أكتوبر، وتريدون عودة المستوطنين إلى المنازل؟».

وكانت دفعات من الصواريخ قد استهدفت عدة مستوطنات ومدن في جنوب فلسطين المحتلة، مساء أول من أمس، لتتزامن مع تصريحات أطلقها وزير الحرب، يوآف غالانت، أعلن فيها أن جيشه أنهى العملية البرية الكبرى في شمال وادي غزة، وأن المقاومة لن تكون قادرة على تشكيل أي تهديد لمدن ومستوطنات الغلاف بعد انتهاء الحرب، كما تزامنت أيضاً، مع سحب جيش العدو كبرى فرقه من ميدان القتال. وأعلنت «سرايا القدس» أنها دكّت في «تاسعة البهاء» (نسبة إلى شهيدها بهاء أبو العطا الذي ارتبط اسمه بالساعة التاسعة لاستشهاده في تلك الساعة أثناء إطلاق صواريخ عام 2019)، مساء أول من أمس، مستوطنات «أشدود» و»سديروت» برشقة صاروخية كبيرة.

كل تلك الوقائع أحدثت حالة من الجنون في أوساط جيش الاحتلال، الذي شنّ مجدّداً عملية توغّل بري في مناطق كان قد انسحب منها في شمال غزة. وتزامنت هذه العملية مع غطاء مدفعي وقصف جوي كثيف، أشعر سكان شمال القطاع، بأن العملية البرية بدأت مجدداً.

وتشير خريطة الميدان، إلى أن جيش الاحتلال بدأ منذ ساعات الصباح الأولى، أمس، توغلاً جديداً على أكثر من محور في محافظتَي غزة وشمالها، حيث تقدّمت الدبابات في منطقة شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وشرق مفترق السنافور، وفي محيط منطقة جبل الريس شرق بلدة جباليا شمال القطاع. كذلك، تقدّمت في منطقة السكة غرب بلدة بيت حانون شمال القطاع، وقرية أم النصر شمال شرق بلدة بيت لاهيا. أيضاً، توغّلت إلى منطقة كلية الزراعة شمال شرق بيت حانون، بالإضافة إلى محور شمال غرب مدينة غزة في محيط أبراج الكرامة والمخابرات.

في غضون ذلك، خاض المقاومون مواجهات ضارية مع الدبابات المتوغّلة. على أن هذا التطور اللافت، لا تقرؤه المقاومة في سياق ردّة الفعل على إطلاق الرشقات الصاروخية من مناطق قريبة جداً من حيث تتمركز الآليات، إذ يُقدّر مصدر أمني مقرّب من المقاومة، أنه من الممكن أن يكون جيش العدو قد حصل على معلومة، من خلال تحقيقه مع بعض الأسرى الذين اعتقلهم، عن وجود فتحة نفق أو منصة صواريخ في منطقة طرفية يمكن العبور إليها من دون أكلاف كبيرة، وهو ما يحرّكه للقيام بجهد جراحي. ويتابع المصدر، في حديثه إلى «الأخبار»، أن «الأطراف ستكون عرضة لعمليات من هذا القبيل في الأيام المقبلة، ويمكن التقدير أن هذه العمليات الجراحية، هي عماد المرحلة الثالثة من العملية البرية في شمال غزة».

وفي جنوب القطاع، واصلت قوات الاحتلال تكرار السلوك الميداني ذاته، إذ شرعت في تدمير مناطق سكنية بأكملها، فيما تزداد المواجهات ضراوة، وتقف الأنفاق، عائقاً أساسياً يعترض طريق تحقيق أي إنجاز مكتمل.

وفيما كثّفت «سرايا القدس» و«كتائب القسام» من استهداف تحشّدات العدو بقذائف الهاون النظامية الدقيقة، بثّت «كتائب المجاهدين»، مقطعاً مصوّراً يظهر استهداف وحدات الدفاع الجوي لديها، بعدد من صواريخ «سام» المحمولة على الكتف. وفي المقابل، أقرّ جيش العدو بمقتل رائد، وإصابة 26 جندياً في خلال 24 ساعة. (المصدر – الأخبار)