قائمة الموقع

أوّل اختبارات المرحلة الثالثة: لا مناطق رخوة في شمال غزة

2024-01-18T12:19:00+02:00
شمس نيوز -

كشفت الساعات الأخيرة تفاصيل الانقلاب الميداني المفاجئ في محاور شمال قطاع غزة، حيث توغّلت دبابات الاحتلال، مدعومةً بغطاء مدفعي وجوّي كثيف جداً، في المناطق الشرقية من مخيم جباليا وأحياء التفاح والشيخ رضوان.

ويلخّص مصدر في المقاومة ما حدث بالقول إن «القوات الخاصة "الإسرائيلية" توغّلت في بداية الأمر في محيط منطقة جبل الريّس شرقيّ حيّ التفاح، وبدأت بالعمل على إنجاز بعض المهام. وبعد مدة وجيزة جداً، اكتشفها المقاومون الذين كانوا يرابطون في تلك المنطقة، وخاضوا معها اشتباكات من مسافة صفرية مع الجنود الذين حوصروا في جيوب ضيقة»، فيما كثّفت وحدات المدفعية استهدافهم بقذائف «الهاون» النظامية الدقيقة.

ويتابع المصدر في حديثه إلى «الأخبار»: «اضطرت القوة المحاصرة إلى استدعاء الدبابات وسلاح الطيران لفكّ الحصار عنها، وهو ما تسبّب باجتياح للدبابات من عدة محاور، وإقامة مناطق تثبيت نارية لإجلاء القوة الخاصة».

ويمكن القول إن ما حدث في مناطق شمال قطاع غزة في خلال اليومين الماضيين، هو التطبيق الفعلي لما تعنيه المرحلة الثالثة من العملية البرية، التي تستند إلى افتراض تمكّن جيش العدوّ من توجيه ضربات مركّزة خلال التوغل، تؤدي إلى تحويل تلك المناطق إلى مناطق رخوة، يسهل العمل فيها. وهي الفكرة التي استمر رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، في التنظير لها منذ بداية الحرب، وتقوم على استنساخ النموذج الأمني للضفة الغربية المحتلة في غزة، أي مناطق يسكن فيها الفلسطينيون فيما يستطيع الجيش "الإسرائيلي" دخولها وقت ما يشاء، بأقل قدر ممكن من المقاومة.

غير أن ما لاقاه العدو خلال عمليات إجلاء القوات الخاصة، يبدّد ذلك الوهم، حيث تمكنت «كتائب القسام» من الالتحام بشكل مباشر مع القوة المكتشفة، كما تم تفجير ناقلة جند هندسية "إسرائيلية" في منطقة جبل الريس شرقي حيّ التفاح، حيث اعترف العدو بمقتل جندي وضابط. أيضاً، واكبت المقاومة عمليات التوغل بإطلاق عشرات قذائف «الهاون»، التي قوّضت فرص تنفيذ المهام العملانية التي جاءت لأجلها القوات الخاصة.

وفي المناطق الغربية في شمال غزة، حيث أعادت قوات العدو تموضعها، في السودانية والكرامة والأنحاء الغربية من حيّ الشيخ رضوان، لاقت القوات المتوغلة مقاومة شرسة، حيث دكت المقاومة الحشود بقذائف «الهاون». وأعلنت «كتائب القسام» تمكّنها من الإجهاز على جندي كان يعتلي إحدى الآليات، بينما استطاعت الإيقاع بقوة "إسرائيلية" خاصة توغلت في حيّ الكرامة، في كمين نوعي محكم.

ووفقاً لبيانات «القسام»، فقد دخلت القوة إلى أحد المنازل الذي جرى تفخيخه سلفاً بعبوة مضادة للأفراد، ثم تمكّن المقاومون من تفجيرها، ما أوقع الجنود بين قتيل وجريح.

بالنتيجة، فإن فرصة تحويل المناطق الشمالية من قطاع غزة إلى مناطق رخوة، هي «حلم بعيد المنال». ذلك أن أعداد المقاومين وخبراتهم وإمكاناتهم التي راكموها خلال سنوات لا يمكن مقارنتها بما هي عليه الحال في الضفة الغربية المحتلة. إلى جانب ذلك، يشكل امتلاك الخبرة الكبيرة في تصنيع كل أنواع الأسلحة الدفاعية، عاملاً مهماً في تقويض أيّ فرصة للرهان على فرضية الموات اللوجستي، حيث سيكون بوسع المقاومة دائماً، أو أيّ خليّة تتمكن من إعادة تشكيل نفسها، الحصول على السلاح بالكمية التي تشاء.

وفي السياق، يقول مصدر ميداني تحدّثت معه «الأخبار»، إن "الجهد الدفاعي أولاً وأخيراً، لا يستنزف ذلك القدر من الإمكانات الذي يتطلّبه الجهد الهجومي، وبناءً على ذلك، فإن فرص المقاومة لمواصلة المشاغَلة ورفع تكلفة بقاء العدوّ في حواضرنا الآمنة، لا يمكن الرهان على تقويضه في خلال شهور أو حتى سنوات".

أما في جنوب القطاع، وتحديداً في مدينة خانيونس، فلا تزال المقاومة تخوض قتالاً عنيفاً، حيث تمكنت «القسام» من تدمير دبابة بالقرب من منطقة معن، كما قصفت «سرايا القدس» الآليات المتوغلة في محور العلوم والتكنولوجيا، جنوب خانيونس، بقذائف «الهاون»، وتمكنت من استهداف مقر قيادة للعدوّ في المحور نفسه بصاروخ موجّه من طراز «ماليوتكا».

وفيما أعلن المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي"، أمس، أنه أجرى عملية إمداد لوجستي لقواته في الأيام القليلة الماضية، أوردت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن «عملية إمداد جوية جديدة» جرت في قلب خانيونس لقوات «الفرقة 98» العاملة هناك، مشيرة إلى أن العملية تضمّنت «إسقاط حوالي 16 طناً من الذخيرة والوقود والمياه والغذاء»، تُضاف إلى "خمس عمليات إمداد جوي منذ بداية القتال، تم خلالها إدخال حوالي 60 طناً من الإمدادات للقوات المناورة".

وفي غضون ذلك، رصد مقاومون هبوط طائرة مروحية "إسرائيلية" في مخيم البريج وسط القطاع لإجلاء الجرحى والقتلى، حيث أعلن جيش العدو إصابة 35 جندياً في خلال 24 ساعة.

من جهتها، أعلنت «سرايا القدس» تمكّنها من إسقاط طائرة "إسرائيلية" من نوع «كواد كابتر» خلال تنفيذها مهمة استخبارية في المخيم نفسه، الذي شهد عدة مناطق اشتباك، أمس، حيث قصف مقاومو «السرايا» تجمعاً لجنود العدو واستهدفوا آلية عسكرية وجرافة من نوع «D9» بقذائف «RPG»، وذلك شرق البريج. وفي جنوب المخيم، قصفت «السرايا» بقذائف «الهاون» تجمعات لجنود الاحتلال خلف موقع «عيسى» وقرب موقع "أبو مدين".

اخبار ذات صلة