غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

في اليوم السابع بعد المئة..

العدوّ يبدأ عملياته «المركّزة»: المقاومة على شراستها... وأكثر

شمس نيوز -

في اليوم السابع بعد المئة من الحرب، لا تزال العملية البرية تتّجه إلى مزيد من الزخم، في كلّ محاور القتال. ففيما يتركّز المجهود العسكري "الإسرائيلي" على الأطراف الشرقية لمخيم جباليا، حيث المناطق التي حاذرت الدبابات "الإسرائيلية" الدخول منها إلى وسط الحواضر العمرانية، بوصفها الوجهة التقليدية لعمليات التوغّل، وفيها تتركّز خطوط المقاومة الدفاعية وأكثر أنفاقها القتالية، لا تزال فرق جيش الاحتلال تغرق في المحور الجنوبي في قطاع غزة، وتحديداً مدينة خانيونس، التي لم تفلح العملية البرية المستمرّة منذ أكثر من شهر كامل، في خفض وتيرة القتال الميداني فيها. ووسط هذا كلّه، تكشف المقاطع المصوّرة التي تنشرها المقاومة بشكل يومي، اتّجاه العمل القتالي إلى مستوًى أعلى من حيث النوعية والجرأة.

ووفق ما أفاد به مصدر ميداني في المقاومة في محور شمال غزة، "الأخبار"، فإن "العملية البرية في شمال القطاع، تتّخذ في الوقت الحالي، أهدافاً أكثر تركيزاً"، حيث يتركّز محور العمليات في القاطع الشرقي لمدينة جباليا، وتحديداً في حي السلام ودوار القرم القريب من شارع صلاح الدين، وجبل الريس شمالي حي التفاح. هناك، زجّ جيش الاحتلال بالعشرات من الدبابات والبواقر والجرافات الكبيرة، والتي تقوم، منذ سبعة أيام، بعمليات تجريف وبحث عشوائي عن أنفاق المقاومة.

ويتابع المصدر حديثه: "منذ اليوم الأول للتوغّل، بدأ المقاومون بالعمل من الخطوط الدفاعية ذاتها التي جاء جيش الاحتلال للبحث عنها، في منطقة العمليات الحالية. تمتلك المقاومة امتياز أريحية التحرّك من تحت الأرض، وهو ما يفسّر العدد الكبير للآليات التي تمّ تدميرها في غضون مدّة وجيزة".

عمليات نوعية

واحدة من العمليات النوعية التي سجّلتها كاميرا المقاومة، نفّذتها "سرايا القدس" في المحور الشرقي لمدينة غزة، حيث تُظهر كاميرا الإعلام الحربي، رصداً دقيقاً لتجمّع آليات العدو، ثم ترصد عملية تفجير حقل ألغام هندسي كبير، تسبّب بتطاير أجزاء من آليات العدو ودباباته. وعقب انسحاب الاحتلال من المكان، تعاود كاميرا "السرايا" توثيق قدر كبير من قطع الدبابات المدمّرة في ميدان الحدث، فيما يستعرض المقطع بندقية أحد الجنود، وسلاحاً صاروخياً محمولاً على الكتف، بالإضافة إلى جعبة عسكرية.

وفي هذا السياق، يؤكد مصدر مقرّب من المقاومة، أن هذه العملية النوعية "تعكس قدْر التحكّم بأدوات الميدان، حيث استطاع المقاومون أن يسبقوا العدو بخطوتَين، ويتنبّأوا بوجهته التالية. وهم في ذلك، فكّروا في الطريقة التي يمكن أن يختار بها أكثر النقاط أماناً وصلاحية لتمركز آلياته، ثم تمكّنوا، على رغم الرقابة الجوية الكثيفة، من نصب الكمين على نحو هندسي، يضمن تدمير الآليات المستهدفة بشكل كلّي والقضاء على كلّ مَن فيها".

وعلى التخوم الجنوبية الغربية لمدينة غزة، نفّذت "كتائب القسام" دفعة من العمليات الميدانية المدروسة؛ ففي مقطع مصوّر نشره الإعلام العسكري، مساء الأحد، يَظهر مقاتلو "القسام" وهم يستهدفون العشرات من جنود الاحتلال بالقذائف المضادة للدروع والأفراد. على أن الخصوصية التي تحملها تلك المشاهد، لا تتعلق بعدد القتلى الكبير الذي يتكتم عليه الاحتلال فحسب، إنّما كون الحيّز الجغرافي الذي التُقطت فيه، ظلّ طوال العملية البرية تحت سيطرة دبابات الاحتلال، بل واتّخذ العدو من مساحات واسعة منه نقاطاً لتخييمه، وانسحب منه لمدة أسبوعين، وعاد إليه خلال الأيام الأربعة الماضية، على نحوٍ ظنّه مريحاً، ليلاقي هناك مواجهة هي الأعنف منذ بداية الحرب البرية.

طائرات التجسّس هدفاً

أعلنت كلّ من "سرايا القدس" و"كتائب القسام"، أمس، تمكّنهما من السيطرة على طائرتَي تجسّس: الأولى التي أعلنت عنها "السرايا" هي من نوع "إيفو ماكس فور تي"؛ أما الثانية فهي من طراز "سكاي لارك". وتانِك الطائرتَان، ليستا سوى اثنتين من عشرات أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة تمكّنها من إسقاطها طوال أشهر القتال. ويبدو لافتاً أن غالبية تلك الطائرات، جرت السيطرة عليها من دون استخدام وسائط نارية، ما يطرح الكثير من الأسئلة حول طريقة تحقّق ذلك.

ويجيب مصدر مقرّب من المقاومة، في حديثه إلى "الأخبار"، بأن "هناك وحدات قتالية تمتلك خبرات جيدة في التعاطي مع الطائرات المُسيّرة. صحيح أن عدد الطائرات التي جرت السيطرة عليها لا يُذكر قياساً بأعداد تلك التي تحلّق في الجو، لكنّ السيطرة على واحدة من طراز سكاي لارك مثلاً، وهي الطائرة التي يسيّرها كل قائد كتيبة في جيش العدو، تعني إصابة الكتيبة التي تعمل في حيّز مكاني معيّن، بالعمى الاستخباري لمدّة زمنية تسمح بتنفيذ مهمّة سريعة وخاطفة. تلك الدقائق أو الساعات، ثمينة جداً لنجاح المهمّات".

حصاد دسم

خلال يوم أمس، أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، تنفيذ العشرات من المهمّات القتالية في مختلف محاور القتال. ففيما كان يسمع أهالي شمال غزة، طوال ليل السبت - الأحد، أصوات الاشتباكات التي لم تنقطع في محور التقدّم، أعلنت "القسام" استهداف دبابتَين في منطقة شرق جباليا بقذيفتَي "الياسين 105". وفي المحور نفسه، قالت قوات الشهيد عمر القاسم التابعة لـ"الجبهة الديموقراطية"، إنها تمكّنت من استهداف قوّة متحصّنة داخل أحد المنازل بقذائف الـ"تي بي جي" المضادة للتحصينات. كذلك، أعلنت "القسام" أنها أَطلقت وابلاً من قذائف الهاون تجاه حشود العدو شرقي حي التفاح.

وفي محور القتال شرقي مخيم البريج، وسط القطاع، أعلنت "سرايا القدس" أنها قنصت جنديَّيْن "إسرائيليَّيْن"، وأَطلقت رميات مركّزة من قذائف الهاون، بالشراكة مع "القسام"، تجاه موقع "صوفا".

وفي محور القتال في مدينة خانيونس، قالت "السرايا" إن مقاوميها أوقعوا عدداً من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، حين استهدفوا دبابة بقذيفة "تاندوم"، كما قصفوا تجمّعات الجنود في شرق ووسط المدينة بقذائف الهاون النظامية الثقيلة. (المصدر: الأخبار / يوسف فارس)