غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

استراتيجية نتنياهو للتعامل مع واشنطن: قدم باعاً وخذ ذراعاً

شمس نيوز -

يرى مسؤول "إسرائيلي" كبير أن رئيس الوزراء يتراجع مراراً وتكراراً قبل أن يوافق في نهاية المطاف على المطالب الأمريكية التكتيكية، ما يمنحه الفضل في تجاهل المزيد من المطالب الإستراتيجية المتعلقة بحرب غزة.

طغى القرار "الإسرائيلي" بالسماح بدخول شحنة كبيرة من الدقيق إلى غزة للمرة الأولى عبر ميناء أشدود، جنوب "إسرائيل"، إلى حد كبير، على الجدل الدائر حول ما إذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد ترك الباب مفتوحا أمام حل الدولتين المحتمل خلال مكالمته الهاتفية يوم الجمعة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.

أوضح مسؤول "إسرائيلي" كبير أن هذه الخطوة هي جزء من استراتيجية نتنياهو لإدارة العلاقات مع إدارة بايدن خلال الحرب بين "إسرائيل" وحماس، والتي تتميز بمماطلة كبيرة بشأن "المطالب التكتيكية" التي قدمتها الولايات المتحدة.

وافق رئيس الوزراء في نهاية المطاف على عدد قليل من هذه الطلبات – خاصة تلك المتعلقة بالمساعدات الإنسانية لغزة – ولكن ليس قبل إجبار المسؤولين الأمريكيين على استخدام قدر كبير من الوقت والطاقة، ما أدى إلى استنفاد قدرتهم على الدفع باتجاه "المطالب الإستراتيجية" التي يعارضها نتنياهو الذي تمسك بموقفه، بحسب المسؤول.

وأشار المسؤول إلى القرارات "الإسرائيلية" بالسماح بدخول المساعدات إلى غزة عبر مصر وإعادة فتح معبر كرم أبو سالم، على غرار القرارات التي اتخذها نتنياهو بعد أسابيع من الدبلوماسية المكوكية المكثفة من كبار المسؤولين الأمريكيين.

وقال المسؤول: "هذه ليست خطوات شعبية يجب اتخاذها في وقت يبقى فيه الرهائن [في غزة]، ولكن هناك اعتراف بأن هناك حاجة إلى الحد الأدنى من المساعدات لدخول القطاع من أجل منع وقوع كارثة إنسانية من شأنها أن تجبرنا على وقف القتال".

في غضون ذلك، أعاق رئيس الوزراء بايدن في التخطيط المتعلق بمن سيحكم غزة بعد الحرب، ما ترك للولايات المتحدة قدرة محدودة على تعزيز رؤيتها المتمثلة في إعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع كجزء من مبادرة دبلوماسية تشمل كذلك تطبيع المملكة العربية السعودية العلاقات مع "إسرائيل"، التي توافق في المقابل على اتخاذ خطوات لا رجعة فيها نحو حل الدولتين في نهاية المطاف.

واعترف مسؤول في إدارة بايدن بالاستراتيجية التي شرحها المسؤول "الإسرائيلي" الكبير، وقال لـ"تايمز أوف إسرائيل": "هناك بالتأكيد شعور بأن نتنياهو يمنحنا شبرًا من أجل منعنا من قطع مسافة ميل واحد".

يبدو أن الاستراتيجية ذاتها تتكشف فيما يتعلق بمراحل الحرب.

ظلت الولايات المتحدة، طيلة شهرين تقريباً، تحث "إسرائيل" على الانتقال إلى قتال أقل حدة في غزة للحد من عدد الضحايا المدنيين والسماح بزيادة وتيرة إيصال المساعدات الإنسانية.

في الأسبوع الماضي، أعلنت "إسرائيل" أن عملياتها المكثفة في شمال غزة قد انتهت، وهو التطور الذي أشادت به الولايات المتحدة بسرعة.

لكن المسؤول "الإسرائيلي" أوضح أن القتال العنيف مستمر في جنوب غزة وأن التعهد الذي قطعه نتنياهو بمواصلة الحرب حتى هزيمة حماس لا يزال قائماً، حتى مع قيام الجيش "الإسرائيلي" بسحب إحدى فرقته من القطاع – وهي خطوة مخطط لها مسبقاً.

وحين يتعلق الأمر بالنقاش حول ما إذا كان نتنياهو قد استبعد إقامة دولة فلسطينية خلال مكالمته مع بايدن، رفض المسؤول الكبير تقرير شبكة سي إن إن الذي كشف أنه لم يفعل ذلك.

وقال: "حتى لو ترك الباب مفتوحاً أمام إنشاء كيان فلسطيني أو دولة ناقصة، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك من قبل وعمل في نهاية المطاف على منع حدوث ذلك على الإطلاق"، في إشارة إلى خطاب نتنياهو في العام 2009 في جامعة بار إيلان الذي أعرب فيه عن دعمه لحل الدولتين.

وفي تعليقه على هذه الاستراتيجية، قال أفيف بوشينسكي، مساعد نتنياهو الذي تحول إلى محلل سياسي، إنها لم تكن متعمدة كما صورها المسؤول "الإسرائيلي" الكبير.

بدلاً من ذلك، قال بوشينسكي إن رئيس الوزراء لديه ببساطة ميل لتأخير القرارات لأطول فترة ممكنة.

وأضاف: "يحب نتنياهو إطلاق العديد من الكرات في الهواء في وقت واحد، لأن هذا يمنحه الوقت قبل أن يضطر إلى اختيار واحدة منها"، موضحاً: "في حالة الحرب، فإنه يماطل لأطول فترة ممكنة، على أمل أن يؤدي الهجوم العسكري إلى ظروف أفضل [لكي يتخذ قراراً]".

----------------------

العنوان الأصلي: ‘Give an inch, block a mile’: Netanyahu’s strategy for ties with the US

الكاتب: JACOB MAGID

المصدر: Times of Israel

التاريخ: 22 كانون الثاني / يناير 2024