شهد مهرجان صاندانس السينمائي تظاهرة شارك فيها فنانون، احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وجرت الفعالية في ولاية يوتاه الأميركية حيث يقام المهرجان سنويًا.
وأعلن منظمو التظاهرة في بيان على منصة إنستغرام: "في حين تتساقط القنابل، لا يستطيع الناس مواصلة مشاهدة الأفلام على شاشاتهم وتجاهل إبادة غزة".
وأضافوا: "في ظل الصمت المتعمد لوسائل الإعلام حيال الإبادة المستمرة في غزة، يتم حجب الحقائق الصارخة عن عيون الجمهور. رغم التحول العالمي المطالب بوقف إطلاق النار".
وحملت التظاهرة شعار "دعوا غزة تعيش"، وصرح المنظمون: "سنتحدى هذا الصمت ونقف تضامنًا مع فلسطين". وكانت المظاهرة قد جمعت مئات الأشخاص أمام مقر المهرجان، حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين هتافات ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة، المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وخلف العدوان الإسرائيلي 25295 شهيدًا وأكثر من 63000 إصابة، فيما تسبب بنزوح نحو 1.9 مليون فلسطيني أي أكثر من 85% من سكان غزة، في ظل دمار هائل في المنازل والبنية التحتية.
"بايدن الجزار"
وذكرت مجلة "فاريتي" الأميركية الشهيرة أن المتظاهرين أعربوا عن غضبهم بشكل قوي في هتافاتهم ضد الرئيس الأميركي جو بايدن، حيث لقبوه بـ "جو الإبادة" وسألوه في هتافاتهم: "كم طفلاً قتلت اليوم؟".
كما رفع بعض المحتجين لافتات كتب عليها "بادين الجزار". ولم يتوانَ البعض أيضًا عن استهداف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وشاركت الممثلة الأميركية المكسيكية الأصل، ميليسا باريرا، في التظاهرة. وكانت باريرا قد تم طردها سابقًا من بطولة فيلم "الصرخة" أو "سكريم" بسبب وصفها لما يحدث في قطاع غزة بـ "الإبادة الجماعية".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وصفت الشركة المنتجة للفيلم موقف باريرا بأنه "تجاوز صارخ لخطاب الكراهية".
وشاركت باريرا منشورات على صفحتها في إنستغرام، تكشف فيها عن حجم الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة. وفي أحد المنشورات على خاصية "ستوري"، كتبت: "يتم التعامل مع غزة حاليًا كمعسكر اعتقال".
وفي منشور آخر، قالت: "إنهم يحاصرون الجميع معًا، بدون مكان يذهبون إليه، وبدون كهرباء ولا ماء. وكما هو الحال مع تاريخنا، لا يزال الناس يراقبون كل ما يحدث بصمت. هذه إبادة جماعية وتطهير عرقي".
غضب "إسرائيلي"
وأثارت التظاهرة في المهرجان المرموق غضبًا "إسرائيليًا" عارمًا، حيث وصفت المنتجة "الإسرائيلية"، نوعا تيشبي، المتظاهرين بـ"الجهلة والمضللين"، خلال تصريحات لها للصحيفة الأميركية نفسها، لا سيما أن المهرجان شهد تجمعًا باسم عائلات المحتجزين "الإسرائيليين" في غزة.
من جهتها، ركزت صحيفة "جيروزاليم بوست" "الإسرائيلية" على مشاركة بطلة فيلم "سكريم" في المظاهرة، وقالت: "لقد انضمت باريرا، المعروفة بأدوارها في سلسلة الأفلام "Scream" و"In The Heights"، إلى الحشد الذي كان يهتف بشعار من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة".
وأضافت الصحيفة العبرية: "بحسب تقرير من مجلة "ديدلاين"، رفضت باريرا إجراء مقابلات، ولكن تم رؤيتها لاحقًا وراء لافتات التظاهرة، حيث كانت تهتف مع المتظاهرين قائلة (بآلافنا، بملاييننا، نحن جميعنا فلسطينيون)".
وكان المتظاهرون قد أغلقوا الشارع الرئيسي المؤدي للمهرجان، وقال المتحدث الأول في الفعالية عبر مكبر الصوت: "نحن لا نحتج على صاندانس، نحن نحتج على تواطؤ وسائل الإعلام الرئيسية وقدرتهم على عدم تغطية هذه الإبادة".
وسأل المتحدث أيضًا من صناع الأفلام والفنانين الحاضرين في المهرجان: "لماذا أنتم صامتون؟"، بحسب ما أفادت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز".
موقع "ديدلاين" الأميركي، واكب المسيرة، وأفاد بأن المتظاهرين، تقدموا من الرصيف باتجاه الشارع الحيوي أمام المهرجان وأغلقوه.
وذكر أن عددًا قليل من الأشخاص، رفعوا بالمقابل أعلام "إسرائيلية"، وطالبوا بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية.