غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

مرشح من أصول عربية لمجلس الشيوخ: “أيباك” تتحكم بالكونغرس الأمريكي

شمس نيوز -

قال ناصر بيضون، المرشح الديمقراطي عن ولاية ميشيغان لعضوية مجلس الشيوخ، إن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية “أيباك” تسيطر على قرارات الكونغرس.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع رجل الأعمال بيضون، حول “أيباك” والنظام الانتخابي في الولايات المتحدة، وفرص نجاح الرئيس جو بايدن في الانتخابات المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل على ضوء دعمه المطلق لإسرائيل وأوكرانيا.

وتأسست “أيباك” عام 1951، باسم لجنة الشؤون العامة الأمريكية الصهيونية، ثم غيرت اسمها إلى لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، وهي معروفة بدعمها المطلق لليمين الإسرائيلي، وبتأييدها للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأضاف بيضون أن عائلته هاجرت من لبنان إلى الولايات المتحدة عام 1969، وأنه نشأ في مدينة ديربورن بمقاطعة وين في ولاية ميشيغان.

وذكر أنه شغل منصب رئيس غرفة التجارة العربية الأمريكية لمدة 6 سنوات، وعمل مديرا لرابطة الحقوق المدنية العربية الأمريكية لمدة 8 سنوات.

وأوضح أن لديه معرفة وخبرة واسعة في القضايا والسياسات المحلية والدولية، ولهذا السبب قرر الترشح لعضوية مجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي، لخوض غمار الانتخابات.

وكشف بيضون أن رئيس الحزب الديمقراطي السابق في ميشيغان، لون جونسون، عرض عليه التبرع بمبلغ 20 مليون دولار لحملته إذا خاض الانتخابات ضد عضوة مجلس النواب من أصول فلسطينية رشيدة طليب.

رئيس وزراء "إسرائيل" أقوى من الرئيس الأمريكي في الكونغرس

بيضون أشار إلى وجود شخص ثالث في الغرفة، عندما قدم جونسون العرض له بقيمة 20 مليون دولار. وقال: “كما تعلمون، لا أحد في السياسة الأمريكية لديه هذا القدر من المال باستثناء أيباك، التي تقول إنها ستنفق 20 مليون دولار لإقالة رشيدة، وإلهان (عمر)، وكوري بوش، وجمال بومان، وجميع التقدميين في مجلس النواب الأمريكي”.

وحول تأثير “أيباك” على السياسة الأمريكية قال: “أيباك واللوبي (جماعة ضغط) المؤيد لإسرائيل قويان جداً، ولهذا السبب، يمكنهم بسهولة التخلص من شخصيات كثيرة”.

وأوضح بيضون أن “الشيء الآخر هو أنهم يكتبون القوانين بشكل أساسي للسماح لهم بالإفلات من المحاسبة، أما النظام السياسي الأمريكي، فهو الأكثر فسادا في العالم”.

وأضاف أن “الفرق الوحيد بيننا وبين دول العالم الثالث، هو أننا نؤطّر الفساد ضمن قوانين التمويل السياسي، حيث جعلناه قانونًا حتى يستطيع الناس حياكة الألاعيب”.

وشدد بيضون على أن المرشح للكونغرس يجب أن يجمع ملايين الدولارات من التبرعات حتى يتم انتخابه، وأن جماعات الضغط مثل “أيباك” تنفق أموالاً غير محدودة، لدعم أو منع انتخاب أيًا من المرشحين.

وتابع: “لذلك فإن النظام السياسي في الولايات المتحدة مصاب بالشلل، والكونغرس يرزح تحت وطأة الفساد، فيما يتم شراء الذمم من قبل مجموعات المصالح الخاصة”.

وبهذه الطريقة، وفق بيضون، “تسيطر أيباك على الكونغرس، حيث يتمتع رئيس الوزراء الإسرائيلي بسلطة أكبر من الرئيس الأمريكي”.

وأضاف معللا: “لأن الشيء الوحيد الذي يمكننا الاتفاق عليه في الكونغرس هو مقدار الأموال التي يجب إرسالها لإسرائيل، ولا نتفق على أي شيء آخر، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمال لإسرائيل، فإن الجميع متفقون”.

الكونغرس يخضع لسيطرة “أيباك”

وذكّر بيضون بأنه مرشح مهاجر عربي مسلم، وأنه تلقى دعما من الجمهور بعد أن كشف وفضح حقيقة “أيباك” والنظام السياسي القائم.

وقال: “هناك الكثير من الناس الذين سئموا من هيمنة اللوبي المؤيد "لإسرائيل" في الكونغرس الأمريكي، وكذلك السياسات الخارجية الأمريكية، لاسيما تلك المتعلقة بالشرق الأوسط”.

وأشار إلى أن “واشنطن متواطئة في الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" بقطاع غزة، من خلال المساعدات التي توفرها لتل أبيب وخاصة المساعدات المالية والتسليح”.

وأضاف: “إذا كان 96 بالمئة من أعضاء الكونغرس الأمريكي يشاهدون الإبادة الجماعية في غزة، و4 بالمئة فقط يدعون إلى وقف إطلاق النار، فعلى المتابع وقتئذ أن يعلم علم اليقين، بأن هذه المؤسسة مفلسة وفاسدة أخلاقياً”.

ونوه رجل الأعمال إلى أن “الاستطلاعات أظهرت أن 70 بالمئة من الجمهور الأمريكي يريد وقف إطلاق النار في غزة، بينما دعا 4 بالمئة فقط من الكونغرس إلى وقف إطلاق النار”.

المواطن الأمريكي لم يعد مستفيدا من هذا النظام

وذكر بيضون أن “الكثير من الناس في الولايات المتحدة غير راضين عن سياسات البلاد الخارجية والداخلية على حد سواء”.

وقال: “المصالح الخاصة لجماعات الضغط اغتصبت العملية السياسية برمتها، ولم يعد المواطن العادي قادرا على الاستفادة من هذا النظام”.

وعن السياسة الخارجية، قال: “لكي نرى النفاق في سياستنا الخارجية، خذوا مثال أوكرانيا وروسيا وانظروا كيف نتصرف، وانظروا أيضًا إلى ردود الأفعال الأمريكية عندما تكون "إسرائيل" هي المعتدية والغازية والمحتلة، والفلسطينيون يدافعون عن أنفسهم ويقاومون الاحتلال، تماما مثل الأوكرانيين”.

وتابع: “نصوّر الروس على أنهم أشرارٌ غزوا أوكرانيا، وفي الوقت نفسه فإننا نصور الفلسطينيين أيضًا على أنهم الأشرار يقاومون الاحتلال الإسرائيلي”.

وذكر بيضون أن “الشعب الأمريكي بدأ يستيقظ بعد إرسال بلاده 14 مليار دولار من المساعدات العسكرية "لإسرائيل"، أو 100 مليار دولار لأوكرانيا، بينما يعاني المواطن الأمريكي من مشاكل مختلفة، أبرزها تلك التي تتعلق بالبنية التحتية، وعدم القدرة على تلقي الرعاية الصحية، والتعليم”.

وأكد المرشح أن “الأمريكيين قد انتبهوا أخيراً إلى الخلل الوظيفي في الكونغرس الأميركي، ونفاقنا في الداخل والخارج”.

وحظيت أوكرانيا بدعم أمريكي كبير خلال الحرب الروسية عليها المستمرة منذ فبراير/ شباط 2022، وأعلن بايدن في سبتمبر/ أيلول الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع عقده مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالبيت الأبيض، عن حزمة مساعدات جديدة لكييف، لدعمها في هجومها المضاد ضد روسيا.

من المستحيل أن يتمكن جو بايدن من استعادة أصواتنا

وقال بيضون إن “على الحزب الديمقراطي أن يجد مرشحا غير بايدن للسباق الرئاسي، لأنه لن يفوز في الانتخابات المقرر إجراؤها في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل”.

وأكد بيضون أن “الرئيس بايدن خسر أصوات السكان المسلمين والعرب، بسبب دعمه "لإسرائيل" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي”.

وفي 12 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قال بايدن خلال احتفال في البيت الأبيض بمناسبة “عيد حانوكا” اليهودي، إن بلاده ستواصل تقديم الدعم العسكري "لإسرائيل" حتى تتخلص من حركة “حماس”، وأكد التزامه بدعم "إسرائيل".

وقال بيضون: “لا يمكن لجو بايدن أن يفوز بالرئاسة لأنه وقبل كل شيء خسر أصواتنا ليس فقط في ميشيغان، ولكن في كل مكان يتواجد فيه مواطنون مسلمون أو من أصول عربية”.

وأوضح أن “بايدن لن يتمكن من استعادة أصواتنا من الآن ما لم يعلن عن قيام دولة فلسطينية ويضع اللمسات الأخيرة على حل الدولتين، وهذا لن يحدث”.

وختم حديثه بالقول: “الجالية المسلمة سوف تركز على المرشحين الذين يدعمون قضاياها ويمثلون مصالحها”، كما انتقد نوعية المرشحين الرئاسيين الحاليين في الولايات المتحدة، واصفا إياهم بأنهم “مجانين”.