قائمة الموقع

كيف ستنعكس عمليّة "خانيونس" على الوضع "الإسرائيليّ"؟

2024-01-26T13:12:00+02:00
المغازي.jpg
هبة دهيني – وكالة القدس للأنباء

لم يغِب اسم "خانيونس" في عمليّات المقاومة الفلسطينيّة منذُ بداية العُدوان، فبقيَت بذلكَ شوكةً في حلق المُحتلّ وهواجسه.. اشتباكاتٌ ضاريةٌ وقصفٌ لتجمّعاتِ جنود العدوّ وآليّاته، بالرّشقات الصّاروخيّة والقذائف والأسلحة الرّشّاشة. وبعد كلّ هذا، كابوسٌ ناجعٌ لاحقَ المُحتلّ من فوّهة "نفق"، في عمليّةٍ بمخيّم المغازي، أسفرت عن مقتل عشرات الجنودِ "الإسرائيليّين". 

في تفاصيلِ الحدث، ووفقًا لمصادرَ مطّلعة، خرج مقاومٌ من فتحة نفقٍ لا يبعد سوى مئات الأمتار عن الخط الحدوديّ شرقيّ مخيم المغازي، وسط قطاع غزّة، إذ كانت دبّابة "الميركافا" هدفَهُ الأساسيّ، هذه العملّيةُ خلّفت ثلاث عمليّاتٍ أخرى. إذ أطلق المُقاوم قذيقة واحدة مضادّة للدروع. وقبل إنهاء عمليّته، انتبه إلى وجود عشرات الجنود المتحصّنين داخل أحد المنازل، فأشارَ إلى مُقاومٍ آخر، ثمّ خرج الثاني من فتحة النفق، وأطلق قذيفة فراغية مضادّة للحصون الإسمنتية، تجاه مجموعة من جنود قوة الهندسة، فخّخ بها منزلين متلاصقين. بعدها، انفجارٌ مهوّلٌ ظهر، ليقتل العشرات من جنود الاحتلال، فغرقوا بذلكَ في بركة الوحل الّتي جاؤوا لإغراق المقاومين فيها، فالمبنيانِ اللذانِ تمّ تفجيرهما من قبل المقاومة، كانا محطّ تحصينٍ للعدوّ لتفخيخهما وهدمهما فيما بعد، على الشريط الحدودي بين غلاف غزة ومخيم المغازي.

أمّا وفي بيانٍ رسميّ أعلنت عنهُ "كتائب القسّام"، فإنّ أحد مقاوميها أطلق قذيفة "الياسين 105" على الدّبّابة "الإسرائيليّة"، قبل أن يتمكّن رفاقه من تفجير حقل ألغام مُعدّ سلفًا، ما تسبب بمقتل العشرات من الجنود. وعقب ذلك، أعلن المتحدث باسم "جيش" العدو، مقتل نحو 24 ضابطًا وجنديًّا من لواء الهندسة، غير أن حصيلة القتلى والإصابات، أكبر بكثير مما نشره هذا الأخير.

انعكس الحدث يومًا أسودَ على قادةِ الكيان المُحتلّ، إذ أعلن رئيس وزرائه "بنيامين نتنياهو" بعد العمليّة الملحميّة بيومٍ واحد "عشنا أمس أحد أصعب الأيّام منذ اندلاعِ الحرب"، وكان قد سبقه رئيسُ الكيان يتسحاق هرتسوغ قائلًا صباحَ الحادثة "هذا الصّباح هو صباح حزين وقاسي"، وقد وافقهُ الرّأيَ وزيرُ "الحرب" يوآف غالانت حين قال "هذا الصّباح صعبٌ ومؤلم"، أمّا "وزير الماليّة" بتسلئيل سموتريتش، فقد وقع الخبرُ عليه وقعًا مُفجعًا، بينما اعتبر "وزير الطّاقة" يسرائيل كاتس أنّ مقتل "21 جنديًّا إسرائيليّا" ثمنٌ باهظٌ جدَّا.

جاءت هذه التّصريحاتُ دليلًا جليًّا على الهزائم النّفسيّة الّتي لحقت بالعدوّ وجنوده، والرّعب الّذي التفّ حول أعناق حكومته.

من هنا، وبعد أكثر من 111 يوماً على العدوان "الإسرائيليّ" على قطاع غزّة، تدرس المقاومة "جيش" العدوّ أكثر، وتصيبُهُ في أعمق نقاط ضعفه، امّا عن العدوّ، فتتآكلُ قوّتُه، وتزيد احتمالاتُ وقوع عمليّاتٍ كهذه في مخيّم المغازي وغيره، وبالتالي، يمكننا القول، إن ما أنجزته المقاومة الفلسطينية، يؤكد أنّها ماضية في فرْض معادلات ردع جديدة على الأرض، تكسر الخطوط الحمراء للعدو الصهيوني، الّتي يعتبرها صعبةَ التّجاوز، وبعيدة المَنال، فقد عكست هذه العمليّة الملحميّة، جرأة المقاومة، في مقابل التّفكير الضّحلِ للعدوّ، وأكّدت فشل سياسة الردع التي يدّعيها ويعمل -فاشلَا- على تثبيتها، مرسّخةً بذلك فكرةً واحدةً ستبقى تلاحق الكيان في كوابيسِ عمليّاته: "الفلسطينيّ المُقاوم سيجدُ مخرجًا لدحر المحتلّ، حتّى ولو من فوّهة نفق"!..

اخبار ذات صلة