غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خاص/ نازحو غزة: معاناتنا لا يعلم بها إلا الله

وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي

يواجه النازحون الغزاويون الفارون من جحيم القصف الصهيوني أوضاعاً إنسانية مأساوية، تضاعفها الأجواء الجوية شديدة البرودة، والأمطار الغزيرة التي أغرقت خيمهم، ناهيك عن قلة الطعام والشراب، وعدم توافر أبسط وسائل التدفئة، وهي الحرامات، فأكثر العائلات لا يملكون سوى حرام واحد للعائلة، ما أدى إلى إصابتهم بالانفلونزا مع عدم توفر الدواء أيضاً، وناشدت السيدة حنين رزق السماك، عبر "وكالة القدس للأنباء"، بضرورة التدخل العاجل أمام المأساة الجديدة التي تضاف إلى معاناتهم من نقص الغذاء والمياه والكهرباء والمستلزمات والمقومات الأساسية للحياة.

صراع البقاء..

وقالت السماك، إن "هناك قصصاً يومية لحالة المعاناة التي نعيشها"، مبينة أنها "خرجت يوم الجمعة الساعة السابعة في البرد القارس، بعد اتصال من صديقتي التي شعرت بالقهر نتيجة عدم توزيع المساعدات بطريقة عادلة، بالإضافة إلى العنف الذي تتعرض له النساء في النزوح، فهو عنف مضاعف، عنف من النزوح، وعنف في أماكن النزوح، مع اختلاف العادات والسلوكيات حسب طبيعة المكان والزمان، وللتخفيف عنها، ذهبنا إلى السوق، وأي رب أسرة بحاجة إلى 100$ على الأقل، لتأمين طبخة للنازحين الموجودين معه من أفراد أسرة متوسطة العدد، فالأسعار جنونية، والخيارات محدودة، وصراع البقاء موجود"، مشيرة إلى "أننا نعيش قصصاً كثيرة من العنف، وبحاجة لحماية، وبحاجة لأمن غذائي وصحي وإنساني".

وأضافت: "وقفت في الشارع أمام خمس خيم، ونظرت إلى داخلها، وقلت لصديقتي: إنه في كل خيمة حكاية ومأسأة، لترد امرأة من الخيمة، نازحة من خانيونس، لم يجدوا سوى الشارع العام،  بجانب مكان تصفّ فيه الحمير مع مخلفاتها الكريهة، لا صحة.. ولا حياة..،  تخيل أن تعيش في الشارع العام، ويفصلك عن جارك نايلون شفاف، وبينك وبين الشارع الكثير من المارة".

"لا يوجد طعام ولا دفا"

وعندما وصفت السماك وضعها، قالت: "عادي إنو أكون صاحية كل الليل، مش عارفة أنام، بردانة وجوعانة، بس طبعاً لا يمكنني ترك الفراش، بخاف يروح شوية الدفا، وحتى لو تركت مكاني لا يوجد طعام، لأن موعد الأكل يخلص عالمغرب"، مضيفة: "نحن نعيش أوضاعاً لا يعلمها إلى الله، لم نكن نتخيل يوماً أن تصبح  الموزة حلماً، وشرب القهوة مستحيلاً، وأكل الشوكولا من النوادر، وقلي البطاطا هو الهدف، أما سلق البيض فنراه بالمنام".

وفي نهاية حديثها، قالت: "كنت أفكر دائماً بإيجابية وبنفس عالي قبل الحرب المسعورة، وأعطي من طاقتي للآخرين، وجاءت الحرب، عملت بروح عالية ضمن المسؤولية المجتمعية، لكن وصلت إلى درجة صعبة، ورغم كل المآسي لن أستسلم، وصامدون للنهاية".

420188.jpeg