شمس نيوز/بروكسل
احتضن قصر الفنون الجميلة ببروكسل أمس الثلاثاء حفلا موسيقيا لمجموعة "لا مكان" المكونة من موسيقيين أتراك وأوروبيين قدّموا أعمالا موسيقية تعود للفترة العثمانية وموشحات تعود إلى القرنين الـ17 والـ18 الميلاديين.
وجاء العرض الذي حمل عنوان "من ميراغي إلى كانتمير"، نتيجة لبحوث موسيقية معمقة قامت بها المجموعة بشأن أشكال موسيقية مختلفة لموسيقييْن ينتميان للحقبة العثمانية، وهما ميراجي الذي توفي عام 1435، وديمتري كانتمير الذي عاش بين عامي 1673 و1723.
ويعتبر ديمتري كانتمير أحد أبرز الموسيقيين والفلاسفة والمؤرخين، وقد ولد في مولدافيا، وهو ابن الأمير قسطنطين كانتمير حيث تعلم اليونانية واللاتينية واللغات السلافية.
وفي سن الخامسة عشرة، وقع أسره في القسطنطينية حيث أمضى أكثر من عشرين عاما بعد أن أكمل دراسته فيها وفقا للتقاليد العثمانية وتعلم اللغات الغربية (الفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية) والشرقية (العربية والفارسية والتركية).
وأكد مؤسس المجموعة أن نمط الموسيقى العثمانية الذي تم تقديمه في هذا العرض "استفاد من الموسيقى الفارسية والعربية والبيزنطية حتى أصبح مركزا لتلاقي الأنماط الموسيقية المختلفة، الأمر الذي جعله يحمل توقيعات حضارات متعددة وعريقة".
وفي إطار هذا "المشروع الموسيقي"، أشركت مجموعة "لا مكان" رمزين من رموز الموسيقى العثمانية في تركيا وهما عازفة الناي بوركو كاراداخ، ومراد إيدمير عازف "الطنبور العثماني"، وهو عبارة عن آلة وترية تشبه العود.
وتكونت مجموعة "لا مكان" عام 2011، وتضم عازفين وموسيقيين من تركيا وأوروبا يجمع بينهم البحث الدؤوب في المخزون الموسيقي الكلاسيكي التركي العثماني وإعادة تقديمه للجهور في مختلف عواصم العالم، في محاولة لتقريبه من الجمهور للمحافظة على طابعه.
وكان العرض مناسبة استمتع خلالها الحاضرون بأنغام الموسيقى الكلاسيكية العثمانية، مما أجبر الموسيقيين في ختام العرض على صعود المنصة مرة ثانية وتقديم المزيد من هذه الموسيقى.