غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تقرير تعليق تمويل "الأونروا".. كوابيس تلاحق اللاجيء الفلسطيني في لبنان

شاتيلا.jpg
وكالة القدس للأنباء – مصطفى علي

يتخوَف اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وسائر الأقطار الخمسة من مغبة انقطاع تام لتمويل "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" ، وذلك على خلفية تعليق أمريكا ودول أوروبية عدة تمويلها للوكالة التي توفَر الرعاية الصحية والخدماتية والتعلمية للآلاف في مخيمات اللجوء.

نحو نصف مليون لاجيء فلسطيني يتوزعون على 12 مخيما وتجمعا في لبنان، 80% منهم يعانون من أوضاع إنسانية ومعيشية قاسية جدًا، حيث يقبع أغلبهم تحت خط الفقر، يتكدسون في منازل متلاصقة غير صحية ولا تصلح للسكن حيث تنخرها الرطوبة والتصدع.

نبأ تعليق عمل الأونروا شكَل صدمة كبيرة للاجئي مخيم شاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت، الذين أكدوا لـ"وكالة القدس للأنباء" أن القرار سيكون له عواقب جسيمة على الخدمات التي توفرها الوكالة.

يقول الشاب خالد عبد الهادي بأن وضع أخاه الصحي والمادي معدوم جدًا، وهو يعاني من مرض الضغط والسكري وهو بحاجة إلى عناية ومتابعة خاصة، فالمرض اشتد عليه وقد تكررت معه حالات الإغماء وفقدان البصر للحظات .

ويؤكد عبد الهادي أن "الوضع المعيشي بالأساس كارثي بوجود الأونروا التي نتهمها بالتقصير إذ لا تؤمن بعض الأدوية الباهظة الثمن، متسائلاً بحرقة قلب قائلاً: "فكيف رح يكون الوضع إذا أوقف التمويل المالي عن الوكالة؟".

اللاجئة أم محمد البساط تعاني من مشكلة الربو ولا تستطيع شراء أدويتها لأن ثمنها باهظ إن وجد في عيادة الأونروا، حيث تقول لـ "وكالة القدس للأنباء": الوضع تعتير في ظل وجود الوكالة، يا دوب عم بتأمنلنا دواء الربو شهريًا، وأنا في كتير مرضى الربو بالمخيم مثلي بسبب الرطوبة اللي عم تنخر جسمنا".

أما اللاجيء محمد مرق فيضيف مأساة على مأساة، وهو يلهث بحرقة قلب وعين دامعة، قائلاً: "وضعي المادي كارثي فأنا منذ شهور عاطل عن العمل، ولا استطيع دفع تكلفة علاج ابنتي التي تعاني من الشلل وصعوبة في النطق".

ويضيف: " نؤمن بعض الأدوية من الأونروا وهي ليست ذات جودة عالية، ولكن ليس باليد حيلة، فالأونروا نعتبرها سند لنا في ظل الحياة القاسية التي نعيشها".

ويشير عضو اللجنة الشعبية في مخيم شاتيلا، خالد أبو النور، لـ"القدس للأنباء" إلى أنه منذ خمس سنوات تقلصت خدمات الأونروا لشبكة أمان للحالات الاجتماعية والتي تدعم

الحالات الأكثر فقرًا، وهذا غير مقبول فهناك حالات اجتماعية كثيرة بحاجة إلى مساعدات دائمة".

ويؤكد أبو النور في ختام حديثه، بأن "اللجان الشعبية في كافة المخيمات تقوم بتحركات واعتصامات أمام مراكز الأونروا رفضًا لهذا القرار المجحف بحق اللاجيء الفلسطيني وسنصعد من تحركاتنا حتى عدول الدول الأوروبية عن قرارها الظالم".

تقول "الأونروا" في تقريرها الأممي بأن أكثر من 250 ألف لاجيء فلسطيني يستفيدون من خدماتها الصحية والتعليمية والتي سيكون لانقطاعها تداعيات كارثية على قاطني مخيمات الشتات.

فهل تشهد المخيمات تحركات لحماية الأونروا والحفاظ على وجودها ودورها الذي تأسست من أجله؟