غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر الثوابت الغزاوية في ذكرى النكبة.. إسمنت ومعبر ورواتب

شمس نيوز / عبدالله عبيد

يصادف الخامس عشر من أيار، الذكرى الـ 67 للنكبة الفلسطينية التي نتج عنها طرد العصابات الصهيونية لأكثر من 800 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم وممتلكاتهم، ليتحول هذا الرقم إلى لاجئين، لصالح إقامة الدولة اليهودية (إسرائيل) عام 1948م، حيث تم هدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية.

تعتبر قضية الـ 800 ألف فلسطيني الذين هجروا أراضيهم وقراهم، منهم من فر خارج البلاد كسوريا ولبنان والأردن وغيرها من الدول المحيطة، ومنهم من بقي داخل فلسطين من بحرها إلى نهرها، القضية الأهم بالنسبة للفلسطينيين بعد المسجد الأقصى، إلا أن مراقبين للشأن الفلسطيني يرون أن قضية اللاجئين غابت عن سلم الاهتمام منذ فترة طويلة.

وبحسب المراقبين، فإن المسؤولين الفلسطينيين منشغلون الآن بقضايا أخرى كمعبر رفح والإسمنت والرواتب، وهذا ما نجحت فيه إسرائيل لشغلهم عن قضية "اللاجئين وحق العودة".

قضية "اللاجئين" غائبة

والنكبة الفلسطينية عام 1948م هي المأساة الإنسانية الكبرى المتعلقة بتشريد عدد كبير من أبناء الشعب الفلسطيني خارج ديارهم، لذلك أطلق الفلسطينيون هذا الاسم على تهجيرهم حتى أصبح الخامس عشر من مايو يوما حزيناً للفلسطينيين يحيون فيه ذكرى نكبتهم.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، البروفسور عبد الستار قاسم يرى أن قضية اللاجئين الفلسطينيين غائبة عن جدول أعمال القادة والفصائل الفلسطينية، مشدداً على أن الفصائل والقوى الفلسطينية قد أفلست تجاه هذه القضية المهمة.

وقال قاسم لـ"شمس نيوز": هناك أمران هامان جداً بالنسبة لنا كفلسطينيين، أولاً حق العودة وثانياً ميثاق فلسطيني، نحن نعمل بدون ميثاق، كيف ستصلح أمورنا من دون ميثاق؟" منوهاً في الوقت ذاته إلى أن حق العودة ألغي يوم اعترفت منظمة التحرير بإسرائيل.

وأضاف: أصبحت قضايا المعبر والأسمنت والرواتب هي قضايانا الرئيسية اليوم، ونسينا القضايا الأساسية كالقدس واللاجئين"، لافتاً إلى أننا اليوم نسكت عن مبدأ وحق، وهو حق العودة.

وشدد د.قاسم على أن هذه القضية تراجعت بصورة خطيرة، " وذلك بسب الانقسام البغيض الذي أخرنا سنوات للوراء"، مؤكداً أننا "بحاجة إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية لنسترد حقوقنا" بحسب وصفه.

و"النكبة".. هي المصطلح الذي ينكأ جراح الفلسطينيين في مثل هذه الأيام من كل عام، حاملا معه الأوجاع والآهات التي ارتسمت على تجاعيد وجوه بقية ممن لا زالوا يتنفسون هواء فلسطين مع كل شهيق، لترجع بهم الذاكرة إلى الوراء 67 عاما، حيث أشجار الجميز في المجدل، وكروم العنب والتين في يافا، والأرض المفروشة بألوان الزهور في عكا وصفد، وإلى رائحة خبز البلاد، الذي لاكته وعجنته جداتنا يرتدين الثوب الفلاّحي، ويسقين تراب الأرض المسلوبة بعرق منهمر من جبين شامخ.

ليست أولوية فلسطينية

وبالنسبة للمحلل السياسي، أكرم عطاالله فإن الفلسطيني استدرج إلى مربع هو الأخطر من نوعه منذ أن بدأت النكبة، مشيراً إلى أن الكمين الذي نُصب له أبعده عن قضاياه الرئيسية وأولها "اللاجئين".

وبيّن عطاالله في حديثه لـ"شمس نيوز" أن التغيرات الإقليمية وانشغال العرب بقضاياهم الداخلية وأزماتهم التي من الواضح أنها لن تنتهي سريعاً، أنتج نوعا من التراجع للقضية الفلسطينية.

وقال: لم تعد فلسطين أولوية للوطن العربي، بالإضافة إلى قدرة إسرائيل ودهائها في إبراز قضية المعيشة والحياة اليومية للفلسطينيين على حساب قضية اللاجئين والقدس"، منوهاً إلى أن الفلسطيني دخل في قضايا طغى عليها الهم اليومي على الهم الوطني، بحسب تعبير عطالله.

وأضاف المحلل السياسي: أصبح الحديث عن حق العودة يتراجع عاما بعد عام، لأن المواطن لا يهتم إلا بما يوفر له الحد الأدنى للقدرة على البقاء، وصار حق العودة بعيد المنال".

ويعتبر حق العودة مقدساً بالنسبة للفلسطينيين وثابتا من الثوابت الفلسطينية التي لا يمكن التنازل عنها في أي مفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، لأنه عاش على أمل خلال 67 عاماً ، وتشرد في أنحاء الأرض وهو متمسك به ، ومن أجله بدأت حركة الفدائيين منذ الخمسينيات ، وأنشئت منظمة التحرير، وأنشئ المجلس الوطني، واستطرد الميثاق الوطني، وتكونت عشرات النقابات والهيئات للمعلمين والمهندسين والأطباء والمحامين والفنانين، عبر أقطار مختلفة من العالم .