غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

العمليّاتُ النوعية البطوليّة فداءً للبلاد!

عمليات فدائية.jpg
شمس نيوز - هبة دهيني

أمامَ مشاهد الدّمار في قطاع غزّة المحاصر، والأساليب الوحشيّة الّتي يستخدمها الكيانَ المحتلّ بأسلحته  المتعدّدة، من التّجويع إلى القصف والدّهس بالدّبّابات على جثث الشّهداء، وصولًا إلى قصف المساعداتِ وتقويض ما تبقّى من حجارة في بيوت الغزّاويّين، يقف الشّباب الفلسطينيّ المقاوم، مُنعتقًا من نَير الاحتلال، حاملًا وصيّة من سبقه من الشّهداء، أمام الحرب الشّعواء من كلّ حدبٍ وصَوب، ليكسر صَلَف المحتلّ، وليَخمش بالذّلّ وجهه، ولينتزع حرّيّته من بين براثن جنديّ "إسرائيليّ" دميمٍ جاوز طورَه في الوحشيّة.

في هذا السّياق، أتت العمليّة الّتي نفّذها فلسطينيّون قبل أسبوع عند حاجز عسكري قرب مستوطنة معاليه أدوميم شرق القدس المحتلة، لتعيد تذكير المحتلّ بالتّوتّر والقلق الّذي يلاحقه، إذ قُتل في العمليّة جنديّ "إسرائيليّ" وأصيب ثمانية آخرون بجروح متفاوتة، كي يتوجّسَ العدوّ من العمليّات القادمة، الّتي كان ختامها حتّى اللحظة، عمليّة إطلاق نارٍ في مستوطنة عيلي جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، حيثُ قُتل مستوطنان إسرائيليّان، وأصيبَ مستوطنون آخرون.

هذا وكانت قد شهدت كريات ملاخي شرق أسدود عملية إطلاق نارٍ في فبراير/شباط الفائت، أسفرت عن مقتل "إسرائيليين" اثنين وإصابة أربعة آخرين بجراح بينها إصابات خطيرة، كما واستشهد المنفذ فادي جمجوم بنيران الاحتلال، وهو من مخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة، كما شهد الشّهر نفسه صفعةً أخرى على "هيبة" المحتلّ، إذ أطلق فلسطيني النار على قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في بلدة دير شرف شمال غربي مدينة نابلس بالضفة، واستشهد في المكان نفسه.

أمّا على مقلب شهر يناير/كانون الثاني، فقد أقبل هذا الشّهرُ على العدوّ بشعار "لا أمان للمستوطنين"، بعدما نفّذ مقاومٌ -وقد اتّضح بعدها أنّه قد يكونُ هناك أكثر من مقاومٍ واحد مشارك في العمليّة- عملية إطلاق نار مزدوجة عند وادي عيون الحرامية شمال مدينة رام الله، أسفرت عن استشهاد فلسطينيّ وإصابة طبيبة فلسطينية بجروح خطيرة من سكان رام الله والقدس، كما واستُشهد في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي فلسطيني من صور باهر بنيران جنود الاحتلال على حاجز مزموريا جنوبي القدس المحتلة، وذلك بعد طعنه مجندة و"حارس أمن" "إسرائيليين"، كما أطلقت قوات الاحتلال النار على شاب فلسطيني في الشّهر عَينه، عند حاجز حوارة العسكري جنوب مدينة نابلس بالضفة، بذريعة محاولة طعن أحد الجنود الموجودين على الحاجز.

أمّا في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، فقد قُتل "إسرائيليان" وأصيب سبعة آخرون في عمليّة مُقاومةٍ استهدفت محطة لانتظار الحافلات عند المدخل الشمالي الغربي لمدينة القدس، حيث استشهد شابّان فلسطينيّان من بلدة صور باهر في القدس المحتلة، يأتي هذا في حين، قُتل "إسرائيليُّ" وأصيب خمسةُ جنودٍ بجراح متفاوتة في عمليّة نفذها ثلاثة شبان فلسطينيين من مدينة الخليل، على حاجز النفق جنوبي مدينة القدس وغرب بيت لحم، وقد أعلن عن استشهاد منفذي العملية برصاص الاحتلال.

مع اقترابِ دخول الحرب الكونية المجرمة على قطاع غزة يومها ال150، تمتدّ عمليّاتُ المقاومة أكثر، وتُري العدوّ كيفَ يستميتُ الشّعب الفلسطينيّ في انتزاع حقّه، حين يحفظ وصايا من سبقه من الشّهداء في العمليّات البطوليّة، وحين يدرك جيّدًا أنّ سبيل المقاومة واحد، وأنّ دحرَ المحتلّ واجبٌ مطبوعٌ على جبهات العالم أجمع، وكأنّ دم الشّهيد في العمليّة البطوليّة الأولى امتدّ سبيلًا جليًّا يسلكُه الشّهداء اليوم، وسيظلّ يمتدّ راسمًا بلونه القاني حدود البلاد، حتّى يُعَبَّدَ طريقُ النّصر بالدّماء، وحتّى تُدرك فلسطينُ أنّ شبابها استُشهدوا كي تحيا، وأنّ البلادَ محفوظةٌ في قلوب أبنائها، حتّى التّحرير القريب.