دون أن يعلم بوجهة سفره أحد، حتى عائلته وأقرب الناس إليه، عبر جراح التجميل العمّاني أيمن السالمي، إلى قطاع غزة الذي يعيش تحت نيران القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول المنصرم؛ في رحلة؛ من أجل القيام بدوره الإنساني في مداوة جراح الغزيين بقدر ما يستطيع.
ووفق ما أوردته صحيفة "الرؤية" العمانية، فإن الطبيب أيمن السالمي، يعمل في مستشفى "خولة" بالعاصمة مسقط، ووصل إلى معبر رفح البري في 20 شباط/ فبراير المنصرم، بعد رحلةٍ وصفها بـ "الطويلة والشاقة"، ليبدأ بعدها بمعالجة المصابين في مستشفيات غزة؛ جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم.
وعزا السالمي سبب قدومه إلى غزة، لمبدأ "إنساني بحت بعدما شاهد البشاعة التي تحدث في القطاع"، قائلًا: "رأيت حربًا ظالمة، وأطفالًا يقتلون هناك، فتواصلت مع منظمة عالمية (لم يُسمها) ثم وصلت إلى غزة، ولم أخبر أي شخص بوجهتي، وبعد أن عبرت معبر رفح أبلغت الجميع أنني في غزة".
وكشف أنّه يُجري وبمعية طاقم طبي متكامل، يجرون يوميًا ما بين 10 لـ 11 عملية جراحية لمصابين يأتون بأعداد كبيرة يوميًا إلى المستشفيات جراء الحرب المتواصلة في القطاع.
وأضاف في مقابلة صوتية أنّه يُجري العمليات على وقع أصوات الصواريخ التي تسقط في بعض الأحيان بالقرب من المستشفى الذي يتواجد فيه وتهز أرجائه، متابعًا أنّه حين "نسمع أزيز الطائرات نعرف أنه سيكون بعدها قصف قريب وانفجارات".
وانتشرت صورًا للجراح العماني وهو يُمارس دوره الإنساني، ويُرافق في أخرى أطفال غزة، وسط احتفاءٍ كبير من رواد منصات التواصل الاجتماعي، معبرين عن إعجابهم بشجاعة ما يفعله السالمي.
ومن أبرز الذين أشادوا بالطبيب السالمي، مفتي سلطنة عمان، أحمد بن حمد الخليلي، الذي وصف خطوته بأنها "جريئة في إسعاف إخوانه في أرض غزة العزة".
وتمني الخليلي، في منشور سابق، بأن "يحذو حذوه الأطباء في بلادنا وسائر الدول الإسلامية، ممن تسمح لهم أحوال عملهم، وتتوفر لهم الأسباب الميدانية هناك لخدمة المرضى والمتضررين من هذا العدوان الغاشم".
تجدر الإشارة إلى أنّ أيمن السالمي أول طبيب عماني، يصل قطاع غزة، مخاطرا بحياته، من أجل علاج الجرحى.
ومنذ 7 أكتوبر الفائت، يشن الاحتلال حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.