شهدت الأيام القليلة الماضية تضييقاً من السلطات المصرية على المسافرين الفلسطينيين، خصوصاً فئة الجرحى والمرضى، المضطرين لمغادرة قطاع غزة عبر معبر رفح البرّي للعلاج في المستشفيات المصرية.
وقال أحد المرضى الذين وصلوا أخيراً إلى مستشفى بئر العبد في محافظة شمال سيناء شرقي مصر، لـ"العربي الجديد"، إن السلطات المصرية فرضت تضييقات على الفلسطينيين المضطرين لمغادرة قطاع غزة بمن فيهم المرضى والجرحى، تمثلت في ضرورة أن يحمل المسافر جواز سفر ساري المفعول رغم أن المعبر كان يسهل سفر الفلسطينيين عبر بطاقة الهوية الفلسطينية. ولفت المصدر إلى أن ذلك يحصل في ظلّ فقدان عشرات آلاف الفلسطينيين أوراقهم الثبوتية وفي مقدمتها جوازات السفر، خصوصاً الجرحى الذين قصفت منازلهم ولم يخرجوا منها بشيء.
تضييق متزايد على معبر رفح
كما تحصل التضييقات في ظل عدم وجود جهاز حكومي فعّال لإصدار جوازات السفر التي كانت في الوضع الطبيعي تصدر من رام الله بالضفة الغربية المحتلة بعد أسبوعين من تقديم طلب الحصول على جواز سفر، وحاليا لا يوجد نقل بريد من غزة إلى الضفة بشكل كامل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي نتيجة إغلاق حاجز بيت حانون شمالي القطاع، بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع، بحسب المصدر.
وأضاف المواطن الفلسطيني، الذي رفض الكشف عن هويته ، أن المرضى والجرحى الفلسطينيين كانوا يضطرون لاصطحاب من تبقى من أفراد عائلاتهم للسفر باتجاه مصر، لا سيما في ظل نزوح كل سكان القطاع إلى المناطق الجنوبية، خصوصاً مدينة رفح، وعدم وجود أماكن إيواء للعائلات فيها، إلا أن السلطات المصرية تراجعت عن هذه التسهيلات ولم تعد تسمح باصطحاب الأطفال، وكذلك لا تسمح بمغادرة مرافق واحد مع مريض أو جريح إلا إذ كان حاملاً جواز سفر ساري المفعول.
وعن ظروف معاملة المرضى والجرحى في المستشفيات، قال المواطن الفلسطيني إن هناك تشديدات متزايدة داخل المستشفيات على الفلسطينيين، إذ لا يسمح لهم بالتحرك خارج أسوار المستشفى، حتى لو كان ذلك لشراء احتياجات أساسية في ظل تراجع الخدمات المقدمة لهم، لا سيما الأغراض الشخصية التي يحتاجونها بعد مغادرتهم قطاع غزة من دون أي متعلقات شخصية.
وكانت السلطات المصرية قد أعلنت، مع بداية الحرب على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، عن فتح المعبر أمام سفر الجرحى والمرضى الفلسطينيين بشكل دائم للعلاج في المستشفيات المصرية أو خارج مصر وفق ما تسمح به الدول التي استعدت لاستقبالهم. وسجلّت مغادرة مئات الجرحى والمرضى حتى ممن لا يملكون جوازات سفر، مراعاة للظروف الراهنة في القطاع.
من جهته، كشف مصدر أمني مسؤول في معبر رفح البري، لـ"العربي الجديد"، أن تعليمات جديدة بخصوص سفر المرضى والجرحى الفلسطينيين صدرت عن الإدارة الجديدة التي تسلمت مهمة إدارة معبر رفح قبل أسابيع. وأوضح أن التعليمات تنص على أن "أي مرافق لجريح أو مريض واسمه في كشف السفر ولا يحمل جواز سفر سيُرجَع من الجانب المصري، وتُمنع إضافة أي مرافق مع المريض أو الجريح لا يوجد له اسم في الكشف حتى لو كان طفلاً، فيما يمنع اصطحاب الأطفال مع المرافقين والمرضى والجرحى".
شروط مشدّدة للسفر عبر شركة "هلا"
وأشار المصدر الأمني إلى أن الإجراءات الجديدة تشمل منع سفر المواطنين العاديين على الهوية الفلسطينية، ويجب التسجيل للسفر من خلال جواز السفر الفلسطيني حتى الذين يسجلون عبر شركة "هلا" السياحية ويدفعون مبالغ مالية مقابل ذلك.
وأوضح أن بعض القرارات التي تخص المسافرين عبر شركة "هلا" بأنه لا يُقبَل التسجيل بشهادة الميلاد المصرية في حال عدم وجود بطاقة مصرية أو جواز سفر مصري ويُتعامل مع حملة شهادات الميلاد بسعر المسافر الفلسطيني البالغ 5 آلاف دولار للبالغ وتحت سن 14 سنة 2500 دولار، حتى لو كان عمره يوماً واحداً..
وأمس السبت، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن إعادة إعمار قطاع غزة يحتاج إلى 90 مليار دولار، مضيفاً أن "ما حدث في غزة تحد لمصر وللمنطقة بأكملها"، بحسب ما نقلت عنه قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية الخاصة. وأكد السيسي أن "معبر رفح مفتوح على مدار 24 ساعة ونحرص على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة".