لم تدم طويلاً نشوة تكهّن جيش الاحتلال بتمكّنه من اغتيال الرجل الثاني في «كتائب القسام»، مروان عيسى، في قصف قالت وسائل إعلام العدو إنه استهدفه قبل أيام في مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة، إذ عاد إلى الترجيح أن الأخير نجا من محاولات اغتيال عدة، حاولت الوصول إليه من خلال تنفيذ عدد كبير من الأحزمة النارية في المنطقة الوسطى، وتحديداً في المخيم. الإعلان "الإسرائيلي" عن احتمال اغتيال عيسى، اتّخذ شكل التساؤل: «هل تم اغتياله؟»، وهو إعلان قدّر مصدر في المقاومة تحدّث إلى «الأخبار» أن هدفه إثارة حالة من الجدل، تدفع الأهالي إلى الحديث في هذا الموضوع، بهدف الحصول على معلومات.
بمعنى آخر، فإن جيش العدو لم يقم بعملية دقيقة ومبنية على معلومات استخباراتية استهدفت اغتيال القيادي في المقاومة، وإنما نفّذ غارات جوية مكثّفة، في مناطق يَفترِض أن الرجل الأمني المطارد منذ قرابة 30 عاماً، سيتحصّن فيها. وعلى كل الأحوال، لم يجد العدو ولا الصديق جواباً عن مصير الرجل.
أما على صعيد التطورات الميدانية في شمال القطاع وجنوبه، فكثّف جيش العدو من ارتكاب المجازر، إذ افتتح اليوم الأول من شهر رمضان، بقصف سبعة منازل مأهولة في رفح وخانيونس جنوبي القطاع، وفي حي الزيتون وبيت لاهيا وجباليا شماليه، ما أوقع 67 شهيداً و106 جرحى.
وفي المقابل، كثّفت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية من حضورها الميداني، وبدا واضحاً تركيزها الشديد على استخدام قذائف الهاون النظامية، تلك التي تؤدي دوراً مهماً في تشتيت الجنود، وحرمان الاحتلال من تركيز القوات وتثبيتها في المناطق التي يتوغّل فيها. وفي محور القتال في مدينة غزة، تمكّنت «سرايا القدس»، بمشاركة «مجموعات الشهيد عمر القاسم»، من استهداف تجمع للجنود في محيط عمارة بكرون جنوب حي الزيتون، بوابل من قذائف الهاون. كذلك، قصفت "السرايا" مقر قيادة وسيطرة لجيش العدو بالعشرات من قذائف الهاون، جنوب مدينة غزة. وقالت «كتائب شهداء الأقصى»، بدورها، إن مقاوميها خاضوا اشتباكات عنيفة مع قوات العدو المتوغّلة في مدينة خانيونس.
القسام يحيّي الحوثي
وفي ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، نشر «الإعلام العسكري لكتائب القسام»، مقطعاً مصوّراً، أظهر مقاوميها وهم ينفّذون عملية قنص، طاولت جندياً في محور القتال في مدينة خانيونس. وظهر في المقطع صوت أحد المقاومين، وهو يهدي عملية القنص لقائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، في رسالة أرادت منها الكتائب أن تزيد من التحام الجبهات، وتأكيد ارتفاع مستوى التنسيق بين كل قوى محور المقاومة، والتشديد على أن أي هدوء يسعى العدو إلى تحقيقه في البحر الأحمر أو لبنان، لا بد أن يتحقّق أولاً في غزة. (المصدر: الأخبار/يوسف فارس)