تسارع مجموعة من الكلاب للتجمع حول الفلسطيني سعيد العر، داخل باحة منزلٍ أرضي قديم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، استخدمت كملجأ للحيوانات.
ويحمل العر رئيس جمعية سلالة لرعاية الحيوانات، في يديه طعامًا لهذه الكلاب الجائعة والتي جمعها رفقة فريقٍ من الشبان داخل هذا الملجأ لرعايتها وإطعامها وتقديم العلاج اللازم لها.
ويجد العر صعوبة في توفير الطعام المخصص للحيوانات من الأسواق في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ويقول العر: "كنا نملك ملجأ كبيرًا للحيوانات قبل الحرب، وكنا نستطيع الوصول إلى جميع الحيوانات في غزة نقوم برعايتها ومعالجتها وإطعامها لكن في الحرب انحصر عملنا في منطقة جديدة صغيرة".
ولم يتمكن العر ورفاقه من إجلاء كل الحيوانات الموجودة داخل الملجأ الموجود في مدينة غزة، ما اضطرهم لإجلاء جزء بسيط فقط، نظرًا لعددها الكبير وعدم توفر وسيلة نقل مناسبة في ظل الحرب المدمرة وكثرة التنقل من مكان إلى آخر ومن منطقة إلى منطقة أخرى.
ويصف وضع الحيوانات في قطاع غزة بـ"الصعب والكارثي، فهناك حيوانات مصابة شمال غزة وهناك حيوانات مريضة وأخرى جائعة التي لا تجد شيئًا تأكله".
ويضيف: "بداية الحرب كان لدينا رؤية بإمكانية أن تستغرق الحرب فترة زمنية طويلة فقمنا بشراء كمية كبيرة من طعام الحيوانات، لكن نزوح المواطنين زاد علينا العبء وأصبحنا نطعم القطط والكلاب لدينا ونساعد النازحين بتزويدهم بالطعام الخاص بحيواناتهم أيضًا".
ويوضح أن الكمية المتوفرة استنفدت مع مرور الوقت ولم تجد الجمعية أي كميات في الأسواق، بفعل استمرار الحرب والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
وناشد العر الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بسرعة التدخل والضغط على "إسرائيل" لإدخال طعام جميع الحيوانات إلى قطاع غزة سواء كانت كلاب أو قطط أو أحصنة أو حمير أو طيور وغيرها.
ويبين أن آخر كمية طعام "بسيطة" حصلت عليها الجمعية من خلال طبيبة أمريكية متطوعة ضمن أحد الوفود الطبية التي وصلت إلى قطاع غزة.
واضطر العر إلى إطعام الكلاب والقطط الموجودة لديهم من الطعام المخصص للبشر كعلب الفول ولحم الدجاج واللحم البقري والخبز وغير ذلك، في ظل عدم توفر الطعام الخاص بها.
ويبين أن الجمعية تنتظر وصول شحنة طعام مخصص للحيوانات قادمة من أستراليا، معربًا عن أمله في وصول الشحنة والسماح بإدخالها الى قطاع غزة.
ويطمح رئيس جمعية سلالة بتوسيع عمل الجمعية بعد الحرب وانشاء ملجأ متكامل للحيوانات، لتقديم رعاية كاملة لها.