تتواصل الاستعدادات الشعبية والتنظيمية لإحياء الذكرى الـ48 ليوم الأرض الخالد، في الثلاثين من آذار/ مارس الجاري، في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
يؤكد ناشطون سياسيون أن ما يتعرض له أبناء غزة يجسد إبادة جماعية بحق الفلسطينيين منذ أعوام طويلة، فالقصف المتكرر والمستمر على المدنيين والبنى التحتية الحيوية، والحصار الجائر على القطاع، يشكلان عدوانا قمعيا بهدف تدمير هوية وكيان شعب بأكمله.
ويرى الناشطون أنه لا يمكن الفصل بين ما حدث في يوم الأرض عام 1976 وبين ما يحدث في القطاع في هذه الأيام.
وقالت ابنة شهيد يوم الأرض، جليلة أبو ريا، من سخنين لـ"عرب 48" إنه "في هذا العام توجد ضرورة خاصة لإحياء ذكرى يوم الأرض بمشاركة واسعة للجماهير العربية، فلا يمكن رؤية المشاهد الصادمة في قطاع غزة دون أدنى تفاعل مع هذه المأساة".
وأضافت أن "الشهداء الذين سقطوا في يوم الأرض عام 1976، والشهداء الذين سقطوا قبلهم وبعدهم سقطوا من أجل القضية ذاتها، هي هذه الأرض وشعبها الواحد في كل مكان سواء في الداخل أو في غزة والضفة ومناطق اللجوء".
وختمت أبو ريا بالقول إنه "يجب أن يكون الصوت بشكل واضح وجلي ضد الحرب على غزة وتأكيد صمودنا على أرضنا، فنحن شعب واحد وقضيتنا واحدة ووطنا واحد".
وقال عضو اللجنة الشعبية في دير حنا، مجدي أبو الحوف، لـ"عرب 48" إنه "نحيي هذه الذكرى كما في كل عام، ونركز في يوم الأرض على القضايا الأخرى التي تشغل شعبنا، كما في الماضي قضايا الهدم والعنف وغيرها، أما في هذا العام نشهد العدوان على غزة ولذلك يتخذ إحياء ذكرى يوم الأرض على شكل رسائل مساندة لأهلنا في غزة ورسالة تظهر ظلم الحكم العسكري الذي عشناه نحن في الداخل منذ خمسة أشهر، وكذلك الأحداث في القدس وأعمال العنف الذي يمارسها المستوطنون في الضفة الغربية".
وأكد أن "كل هذه الأحداث بطبيعة الأمر ستسيطر على إحياء ذكرى يوم الأرض".
وختم أبو الحوف بالقول إن "لب الصراع هو الهوية والأرض، ولا يمكن استثناء قضية الأرض وما نتعرض له من تضييق منذ عشرات السنوات وحتى اليوم. نطالب بوقف الحرب على غزة، وأعتقد أنه سيكون حشد لإحياء استثنائي لذكرى يوم الأرض".
وقال عضو اللجنة الشعبية في عرابة، إسماعيل نعامنة، لـ"عرب 48" إنه "في هذا العام وبدون شك سيكون إحياء ذكرى يوم الأرض بشكل مختلف، فنحن نعيش أجواء حزينة للغاية في ظل الحرب على غزة، نحن نعيش أحداث العدوان على غزة على مدار الساعة".
وأكد أنه "بالطبع سيكون الموضوع الأساسي لذكرى يوم الأرض الـ48 الحرب على غزة والمطالبة بإيقافها، ونتوقع أن تكون المشاركة واسعة من قبل الجمهور حتى في رمضان، لأننا نعيش حالة واحدة وصراعا واحدا لأننا أبناء شعب واحد".
وقال شقيق شهيد هبة الأقصى، وعضو اللجنة الشعبية في سخنين، وليد غنايم، لـ"عرب 48" إنه "نحي الذكرى الـ48 ليوم الأرض هذا العام في ظل الحرب على أهلنا في غزة، وفيما يتعلق بالطقوس فإنها ستكون كاملة دون نقصان".
ودعا غنايم أبناء المجتمع العربي في البلاد إلى "المشاركة الواسعة في إحياء الذكرى، لأنها ذكرى غالية على قلوبنا، ولا ننسى أن شهداء يوم الأرض سقطوا بالسلاح الذي يسقط فيه أبناء غزة اليوم، أي أن القاتل واحد في العام 1976 وكذا في العام 2000 واليوم في غزة".
وختم عضو اللجنة الشعبية في سخنين حديثه بالقول إن "هؤلاء أبناء شعبنا، وعلينا الاحتجاج ضد الحرب، وأن نورث الصمود من جيل إلى جيل، ونحث أهلنا على المشاركة الواسعة بالفعاليات لإحياء الذكرى الـ48 في سخنين هذا العام".