غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خاص عائلة الطباطيبي.. مجزرة مروعة في ثالث أيام عيد الفطر

شمس نيوز -

"كل عام وأنتم بخير" قالها رمضان الطباطيبي وفي قلبه غصة ووجع عميقين، أما الدموع فهي تقف على باب وجنتيه كلما أغمض جفنيه جرت الدموع كالنهر الجارف؛ لتعلن عن حسرة كبيرة لقدوم عيد الفطر السعيد وسط أجواء الحرب والدمار والنزوح.

ختم المواطن رمضان اليوم الأول والثاني للعيد الذي فقد كل أجواء السعادة بتهنئة الأقرباء والجلوس معهم وشرب القهوة وتوزيع الحلويات والشوكولاتة وأكل السمك المملح (الفسيخ) بمرارة وحرقة كغيره من أبناء قطاع غزة؛ لكن رمضان كان على موعد آخر من الوجع والقهر.

وضع رمضان رأسه على الوسادة في ليلة الجمعة (12 إبريل 2024) عله يستيقظ على خبر من شأنه وقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد المواطنين في قطاع غزة منذ (السابع من أكتوبر 2023)؛ لكن المفاجأة كانت فجر الجمعة وتحديدًا في تمام الساعة الثانية فجرًا.

دق جرس الهاتف مرارًا وتكرارًا، المتصل رقم مجهول، رغم ذلك التقطت يداه الخط بسرعة عالية، ليقول بصوتِ يملأه القوة: "ألو من المتصل؟" ليجيبه صوت باكيًا متقطع ليخبره بأن "طائرات الاحتلال قصفت منزل مختار عائلة الطباطيبي في منطقة السدرة بمدينة غزة القديمة".

لم ترَ عيناه النوم مطلقًا فهذه هي المجزرة الثالثة بحق أبناء العائلة وفي كل مجزرة يرتقي أكثر من 30 شهيدًا، حاول رمضان إخفاء الحادث عن أبنائه، وفي تلك اللحظة أعلنت وسائل الإعلام عن مجزرة بحق عائلة الطباطيبي في مدينة غزة لينتشر الخبر كالنار في الهشيم.

وما أن بزغت أشعة شمس يوم الجمعة (ثالث أيام عيد الفطر) حتى تبين أن عدد الشهداء الذين انتشلهم الجيران والدفاع المدني بلغ نحو 25 شهيدًا، فيما سجل الدفاع المدني عدد كبير من المفقودين تحت ركام المنزل.

يقول رمضان: "إن طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدف منزل مختار عائلة الطباطيبي المكون من 4 طوابق في منطقة السدرة -غزة القديمة- بصاروخ كبير ما أدى لتدمير المنزل بشكل كامل إذ استشهد المختار وثلاثة من بناته وأزواجهن وأبنائهن إضافة إلى عدد آخر من الجيران".

"ما ذنب الأطفال الذين يولدون في الحرب ويتم قتلهم مع والآباء والأمهات"، يُشير رمضان إلى أن إحدى بنات المختار أنجبت طفلة في بداية الحرب تبلغ قبل ليلة من استشهادها 5 شهور، فيما أنجبت الأخرى طفل بلغ من العمر قبل أن يرتقي شهيدًا نحو 4 شهور.

احتضن منزل مختار عائلة الطباطيبي منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بناته وأزواجهن وأولادهن؛ إذ لم تكن المنطقة تشكل أي خطرًا على جيش الاحتلال وبعد مرور 189 يومًا للحرب استهدف الاحتلال المنزل بشكل مفاجئ ودمره على رؤوس ساكنيه.

يلفت المواطن رمضان الطباطيبي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف عائلته منذ بداية الحرب أكثر من مرة وارتكب بحق العائلة ثلاثة مجازر دامية في رفح والنصيرات وغزة، فيما انتشر ما تبقى من العائلة في جميع مناطق قطاع غزة؛ أملًا في الحفاظ على نسلهم، إذ ارتقى نحو 100 شهيد من أبنائها منذ السابع من أكتوبر 2023.

يُشار إلى أن وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت ارتفاع حصيلة شهداء الحرب الإسرائيلية يوم الخميس، إلى 33 ألفاً و545 شهيداً وما يزيد من 76 ألف مصاب منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عقب وصول 63 شهيداً و45 جريحاً إلى مستشفيات غزة.