غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"إسرائيل" بينَ 7 أكتوبر و13 نيسان: الحضنُ الأميركيُّ ليس آمنًا!

شمس نيوز -

لم تكُن "إسرائيل" تُدرك قبل الصّفعةِ الإيرانيّة أنّ هيبتها الّتي أُسقِطَت في السّابع من أكتوبر لا تزالُ تمسحُ بها المقاومةُ الأرض المحتلّة من فلسطينَ فالجولان حتّى الجنوب اللبنانيّ، فقد أعاد الرّدّ المباشر على استهداف القنصليّة في دمشق تذكيرَ "الإسرائيليّ" أن لا ديمومةَ لكيانه المختبئ وراء واشنطن، ولا تفوّقَ لقدراته العسكريّة أمامَ الوعد الصّادق!

صرخاتٌ "إسرائيليّةٌ" سُمعت من قلبِ الكيان المحتلّ وأذرُعه يوم مُزِّقَ "أمنُ" غلاف غزّة في السّابع من أكتوبر، تبعتها هتافاتُ نضالٍ من قلبِ داعمي المقاومة وقرارها، وبين الصّرخة والهتاف، صدًى سُمع دويُّه في الثّالث عشر من نيسان الحاليّ، فتلّ أبيب نفسها، تتجرّعُ نتائجَ آلتها الحربيّة بعاقِبَتَين أحلاهُما مُرٌّ على قلب البيت الأبيض: ما بينَ صدقِ الوعدِ الإيرانيّ وطوفانِ الأقصى.

بالحديثِ عن طهران، فقد أعادَ الرّدّ ترميمَ نقاطٍ على حروفِ صَلَف الصّهيونيّة، ومهما حاولت الألسُنُ العبريّة التّقليل من الاستهداف، فإنّ أحدًا لا يمكن أن ينكر أنّ العملية العسكرية الإيرانيّة أغرقت العدوّ "الإسرائيليّ" بالمسيّرات والصّواريخ لساعاتٍ عجافٍ على قلبِ داعميهِ الّذين ما كلّوا عن التّفكير بكيفيّةِ اعتراضِ صواريخ المقاومة، محاولاتٌ واهيةٌ لم تغيّر في نتيجة التّصدّي، إذ أثبتت العمليّةُ أنّ إيران في قلب المعادلة الجديدة للصّراع مع الكيان، فأيّ اعتداءٍ على الجمهورية الإسلامية ستلاقيه صفعةٌ جليّة، أيّ ردُّ مباشرٌ من الأراضي الإيرانيّة، وليس عبر حليفٍ أو وسيط.

من هنا، فإنّ التّفكيرَ الصّهيونيّ بالرّدّ صاحبتهُ رغبةٌ أميركيّة في إعادة ترميم لوثة الفعل "الإسرائيليّ"، إذ تحاول الولايات المتّحدة شدَّ أزرِ التّحالُف الّذي تتزّعمُه في منطقة الشّرق الأوسط لتُخفي أثرَ الرّدّ المحوريّ في قلبِ تلّ أبيب، هذه الضّربةُ المؤثّرةُ على مستقبل الصّراع مع العدوّ وتواجده، وبالتّالي، على تبجُّج واشنطن وتوسّع مصالحها. فعلى مدى عقود تغيَّرت السّياسات في أميركا وتبدلت أسماء الرؤساء، لكنّ شيئًا بقيَ ثابتًا، وهو الشّعارُ الدّميم: "حقّ إسرائيل في الدّفاع عن نفسها"، فبالنّسبة للرّجل الأبيض ذاك، ما "إسرائيلُ" سوى مشروع سيطرةٍ على ثروات المنطقة ومواردها، وفقَ ما قاله الرئيس الأميركي جو بايدن "لو لم تكن هناك إسرائيل لاخترعنا واحدةً لحماية مصالحنا في المنطقة".

أرسَتِ الصّفعةُ قواعد اشتباكٍ جديدة أبصرتها الصّحفُ العبريّة بشكلٍ ملحوظ، إذ أفادت صحيفة هآرتس "الإسرائيليّة" أنّ حاجة "إسرائيل" إلى الدعم الأميركي في مواجهة إيران يكشف عن تآكُل الرّدع "الإسرائيليّ"، أمّا يديعوت أحرونوت فوصفت الرّدّ "بمهزلة استراتيجية"، مع تركيز صحيفة معاريف على انتصار الإيرانيّين "قبل أن يطلقوا صواريخهم علينا". وقد بدا هذا الكيانُ مهمّشَ القناع حين ذكرت إسرائيل هيوم أنّ "الهجوم" الإيراني يعدّ تذكيرًا صارخًا بفقدان الرّدع الاستراتيجي لكلٍّ من "إسرائيل" والولايات المتّحدة.

"إسرائيل" هذه الّتي شدّت ظهرها بواشنطن، كُسرَت لهشاشةِ ما تتّكئُ عليه، وتذرّعت بتصدّيها لتسعةٍ وتسعينَ جسمًا معدنيًّا متفجّرًا كان متوجّهًا إلى فلسطين المحتلّة، كبحثٍ عن ماءِ وجهٍ أمام الجيوش والدّول الّتي سَعت لاعتراضِ المسيّرات ففشلت.

فشلٌ لاحقَ الصّهيونيّةَ منذُ بدء تغذّيها في الحضن الأميركيّ، حتّى انتقالها إلى الأحضان "العربيّة"، وسيظلُّ يلاحقها من الطّوفانِ حتّى الوعود الصّادقة، فالمقاومةُ حينَ تعِدُ تَفي، إن كان بخيبَر أم بشاهد أم بغيرهما، ولتَدفَعَ تلّ أبيب بذلكَ ملياراتٍ لِقاءَ محاولةِ جمعِ بقايا "نجاة" من قلبِ القواعد الّتي انطلقَت منها الاعتداءاتُ على العاصمةِ دمشق، وليعرف العالم، العدوُّ منهُ قبلَ الصّديق، أنّ ما بين السّابع من أكتوبر والثّالث عشر من نيسان، قاعدةٌ راسخةٌ لا تتبدّل.. لكي تهزِمَ "إسرائيل"، عليكَ أن تهزم أميركا أوّلًا، أقلُّه في إقليمك.