غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

«نتساريم» تحت نيران المقاومة الفلسطينية: ممنوع استقرار العدوّ

صواريخ المقاومة.jpg
شمس نيوز -متابعة

سجّلت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة في قطاع غزة، أمس، حضوراً ميدانياً لافتاً في مختلف جبهات القتال، كان الأبرز فيه، استهداف محور «نتساريم» الذي يفصل بين جنوب القطاع وشماله، بهدف واضح هو جعل بقاء العدوّ هناك مكلفاً جداً. كذلك، عاودت قصف عدد من المستوطنات والمدن "الإسرائيلية"، لتؤكد مرة جديدة فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه، في وقت يكثّف فيه هذا الجيش استعداداته لتنفيذ عملية في مدينة رفح.

وبدا واضحاً أن محور «نتساريم» ينتظره مخطّط إشغال طويل المدى من قبل المقاومة، سيجعل من بقاء جيش العدوّ فيه عبئاً ثقيلاً على الأخير، ويضطرّه إلى السعي للتخفّف منه في أسرع وقت. واستغلّت المقاومة هدوء محاور القتال في شمال وادي غزة، وقصفت بعشرات القذائف والصواريخ القصيرة المدى، القوات التي تعسكر هناك. وأعلنت «كتائب القسام» دك حاجز «نتساريم» بوابل من قذائف الهاون الثقيلة. كذلك، قصفت «كتائب شهداء الأقصى» المحور نفسه بالقذائف والصواريخ القصيرة المدى.

أما محاور القتال الساخنة، وتحديداً منطقة المغراقة وسط القطاع، فقد شهدت سلسلة من العمليات النوعية، إذ تمكّن مقاومو «كتائب القسام» من تفجير فتحتَي نفق بعدد من جنود العدوّ من أفراد وحدة الهندسة، ما تسبّب بوقوعهم بين قتيل وجريح، وفق ما ذكرت الكتائب. وفي المحور نفسه، أعلنت «القسام» أن جنودها تمكّنوا من تفجير حقل ألغام بعدد من آليات العدوّ، ما تسبّب بوقوع طواقمها بين قتيل وجريح.

ومرة جديدة، أظهرت المقاومة قدرتها على الاستمرار في دكّ المستوطنات والمدن الإسرائيلية، إذ أعلنت «سرايا القدس» أن مقاتليها قصفوا «عسقلان» و«سديروت» ومستوطنات «غلاف غزة» برشقة صاروخية.

كذلك، أظهرت صور بثتها «السرايا» المقاومين وهم يعملون في ظروف مريحة، وفق النمط المعروف لتربيض الصواريخ وإطلاقها، في جولات القتال الأقل زخماً، ما يشير إلى أن المقاومة ما زالت تحافظ إلى اليوم على مخزون جيد من القوة الصاروخية، وتستطيع التكيّف مع أصعب الظروف الميدانية.

أيضاً، نشر «الإعلام العسكري التابع لكتائب القسام»، مشاهد مصوّرة أظهرت عملية قنص جندي "إسرائيلي" خلال التوغل في مدينة بيت حانون في أقصى شمال القطاع، حيث استمر الاجتياح الأخير قرابة 36 ساعة، قبل أن تنسحب قوات الاحتلال.

هنا، يقدر مصدر ميداني في المقاومة، تحدّث إلى «الأخبار»، أن «سرعة الانسحاب من بيت حانون، على رغم عدم تحقيق أيّ منجز ميداني سوى تجريف أرض زراعية، سببها يقين العدوّ بأن أي حضور في البلدة الحدودية، سيقود إلى عمليات استنزاف كبيرة للقوات المتوغّلة، إذ أن المقاومة بحاجة إلى عدة ساعات لتحدّد نقاط تمركز العدوّ، وتبدأ بالتعاطي معها». كذلك، انسحبت قوات الاحتلال من المخيم الجديد شمال غرب مخيم النصيرات، وأطراف مدينة الزهراء، في وسط القطاع، مخلّفة دماراً كبيراً، بينما زعم جيش العدوّ أنه استطاع تدمير نفق ومعدات قتالية.

وفي سياق ذي صلة، تسارعت تصريحات قادة العدوّ عن قرب بدء العملية البرّية في مدينة رفح جنوب القطاع. وقدّرت أوساط عبرية أن ثمّة صفقة عُقدت بين الولايات المتحدة ورئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، تقضي بأن يُحجم جيش الاحتلال عن توجيه ضربة عسكرية انتقامية لإيران، مقابل أخذ الضوء الأخضر لبدء عملية برية في رفح، وهو ما نفته وزارة الخارجية الأميركية مساء أمس، في حين أعلن «البيت الأبيض»، بدوره، أن اجتماعاً أميركياً – "إسرائيلياً" ضم «المجموعة الاستشارية الاستراتيجية الأميركية - الإسرائيلية»، عقده مستشار الأمن القومي الأميركي، جايك سوليفان، ناقش، «الهدف المشترك المتمثل في هزيمة حماس في رفح».

غير أن الجانب الأميركي أعرب، لنظيره "الإسرائيلي"، عن «المخاوف بشأن مسارات العمل المختلفة في رفح»، ليتعهد الأخير بـ«إجراء مزيد من المناقشات»، وفقاً للبيت الأبيض، الذي أشار إلى أن «المسؤولين سيجتمعون مجدداً قريباً».

وضاعف جيش العدو، في هذا الوقت، حشد القوات العسكرية والدبابات على تخوم رفح، فيما تحدّثت وسائل إعلام عبرية عن أن العملية المزمعة هناك ستتم على مرحلتين، الأولى تتضمّن إخلاء النازحين إلى 40 ألف خيمة سيشتريها جيش الاحتلال خصيصاً لهذا الغرض، والثانية اجتياح المدينة. لكن أمام هذه الدعاية، لا يبدو أن الأهالي في رفح مستعدون لتكرار مسلسل النزوح مجدداً.