غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

أردوغان يشبه حماس بالقوات الوطنية التركية.. ما هي الدلالات التاريخية والسياسية ؟

إردوغان يلتقي هنية نهاية هذا الأسبوع
شمس نيوز - وكالات

تصدّر كلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي شبّه فيه حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالقوات الوطنية التركية إبان حرب الاستقلال، واجهة المشهد المتعلق بملف غزة والقضية الفلسطينية في عموم تركيا .

مراقبون ومحللون أكاديميون، شددوا أن كلام أردوغان يحمل معاني ومغازي عديدة، تتراوح بين البعد التاريخي والسياسي والاستراتيجي.

والأربعاء 17 نيسان/أبريل 2024، أكد أردوغان أنه سيواصل الدفاع عن نضال فلسطين ويكون “صوت شعبها المظلوم”.

وقال أردوغان خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في العاصمة التركية أنقرة “سأواصل الدفاع عن النضال الفلسطيني وسأكون صوت الشعب الفلسطيني المظلوم ما أعطاني الله الحياة حتى لو تركت وحدي”.

وأشار إلى أنه “لا فرق بين القوات الوطنية التركية إبان حرب الاستقلال وحركة (حماس) اليوم”، مؤكدًا أنه “يدرك ثمن ذلك”.

واعتبر مراقبون أن هذا التشبيه “يُظهر نظرة أردوغان لـ(حماس) كحركة مقاومة في فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي، على غرار القوات الوطنية التركية التي قاومت الاحتلال اليوناني والغربي للأناضول بعد الحرب العالمية الأولى.. كما يهدف هذا الربط إلى إضفاء شرعية تاريخية على نضال (حماس)، وجعله كجزء من سلسلة طويلة من حركات التحرر الوطني في العالم”.

ولفتوا إلى أن “التشبيه يُلمح إلى رغبة أردوغان برؤية فلسطين دولة مستقلة ذات سيادة، كما حدث لتركيا بعد حرب الاستقلال تماما”.

ويُعدّ كلام أردوغان تأكيدًا على موقف تركيا الداعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، ورفضها للاحتلال الإسرائيلي، وتحديًا صريحًا لدولة الاحتلال الإسرائيلي التي تصنف “حماس” أنها “منظمة إرهابية”، وتحديًا لكثير من الجهات الدولية التي تطالب تركيا بالحد من دعمها لـ”حماس”.

أمّا تأكيد أردوغان على إدراكه لثمن هذا التشبيه، فإنه “يشير إلى وعيه بالتبعات السياسية والدبلوماسية المحتملة، بما في ذلك توتير العلاقات مع دولة الاحتلال إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية، ولكنه يُظهر أيضًا استعداده لتحمل هذه التبعات في سبيل دعم القضية الفلسطينية وتحقيق أهدافه الاستراتيجية”، حسب المراقبين.

 

وحول ذلك، قال المحلل السياسي والباحث الفلسطيني، محمد القيق لـ”وكالة أنباء تركيا”، إن “صمود المقاومة الفلسطينية وتعزيز حالة التحرر جعلت ودفعت أردوغان وكثير من الأطياف والفئات سواء التركية أو حتى العربية والإسلامية بشكل عام وأيضا بعض أحرار العالم، إلى أخذ (حماس) نموذج”.

وأضاف “لا يعقل أن يقارن أردوغان حركة ضعيفة أو ستنهزم في الحرب بالحركة الوطنية التركية، لأن هذا سيهين الحركة الوطنية التركية”.

وتابع القيق “لماذا قارب أردوغان؟ لأنه أدرك وهذا أيضا بفعل قوة المقاومة وبفعل صمود الجبهة الداخلية في غزة وبفعل نتاج المقاومة على الجيش الذي يعتبر من أقوى الجيش العالم (جيش الاحتلال الإسرائيلي)، هذا دفع أردوغان وسمح لأردوغان أن يقارن أمام شعبه، وأمام برلمانه، وأمام سياسييه تلك المقارنة، وهذا أيضا كأنه يأخذ الشرعية التاريخية التركية لتقديم خطوات جديدة مرتبطة بالسياسة الخارجية لتركيا تختلف  بشأن (حماس) كحركة مقاومة”.

وزاد القيق قائلا إنه “من الواضح أن الملف يخص التعامل السياسي المباشر في المرحلة المقبلة مع القضية الفلسطينية”.

وعن الثمن الذي تحدث عنه هو أردوغان، رأى القيق أنه “يأتي في سياق أولاً ما يحاك لتركيا دولياً، وإذا ما تماشى مع المقاومة الفلسطينية فإن هناك أحداث فوضى أمنية ستخلق من خلال (داعش) ومن خلال الحزب الكردستاني (تنظيم PKK الإرهابي) وكل أدوات الأمريكية ستتحرك بالإضافة للملف الاقتصادي والليرة التركية، وهو يدرك أن هناك ثمن في ذلك، ومع ذلك أراد أن يأخذ الشرعية من التاريخ التركي والشعب التركي والجماهير التركية”.

 

وفي سياق متصل، رأى محللون أنه “بالنظر إلى الروابط التاريخية والثقافية العميقة بين تركيا وفلسطين، يعكس تشبيه أردوغان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بحرب الاستقلال التركية، رؤيةً متجذرة في التضامن والدعم المتبادل بين تركيا وفلسطين”.

ومع استمرار التحديات التي تواجهها فلسطين، يظهر دعم تركيا الثابت كعنصرٍ حيوي في مسار تحقيق العدالة والسلام في المنطقة.

من جانبه، قال الدكتور محمد العقيد مدير عام مركز ديوان الأزهر للعلاقات الدولية في إسطنبول “يدخل ثبات المقاومة في غزة ضد المحتل الغاصب شهره السابع وكل يوم بل كل ساعة نرى بطولات تاريخية عظيمة يسطرها رجال ونساء غزة في مواجهة العدو المحتل، وتبدع المقاومة الاسلامية في غزة في قتال العدو الغازي بالكمائن وباستهداف آلياته العسكرية وقتل جنوده في كل شارع وكل شبر تطأه قدم المحتل”.

وأضاف العقيد لـ”وكالة أنباء تركيا”، قائلا “اليوم، نحن مع موقف مقدر من تركيا على لسان رئيسها السيد رجب طيب أردوغان، وهو يشبّه بصورة واضحة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل المقاومة التي تدافع عن غزة بالقوات الوطنية التي دافعت عن تركيا ضد التقسيم وحافظت عليها كدولة واحدة في بدايات القرن العشرين.. ونحن هنا أمام أخوة واضحة الأهداف وهو هدف التحرر من الاحتلال والعيش الكريم، وهو قريب بإذن الله لفلسطين كما كان لتركيا وكثير من بلادنا العربية والإسلامية”.

ومع توجه أردوغان إلى تسليط الضوء على حركة “حماس” وتشبيهها بقوات الاستقلال التركية، يُظهر تفسيرًا لهذا التشبيه أنه يأتي كرسالة واضحة لدعم فلسطين والتضامن مع قضيتها العادلة.

ووسط كل ذلك، تؤكد تركيا أنها تفعل كل ما بوسعها لدعم القضية الفلسطينية التي لا تراها مجرد مسألة عابرة، بل تراها جزءاً لايتجزأ من سياستها الوطنية.