بتهمة الإرهاب والتحريض عليه، وجهت النيابة العامة في إسرائيل لائحة اتهام لصباح هنية، شقيقة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية. وقدمت النيابة اللائحة أمام محكمة الصلح في بئر السبع بعد التحقيق معها بواسطة الشرطة الإسرائيلية وجهاز الشاباك.
وفي تصريحات صحفية ، أوضح خالد زبارقة، محامي شقيقة هنية أنه تم تمديد اعتقالها 21 يومًا من أجل استكمال التحقيقات، التي تمحورت حول حديث دار بينها وبين عائلتها في مجموعة واتساب عائلية، وأن أسئلة المحققين كانت على شاكلة: متى كانت آخر مرة تواصلت فيها مع شقيقها عبر الهاتف، وعن العلاقات الاجتماعية والشخصية بينها وبين الأقارب في غزة وعمّان، إذ ادعت الشرطة أن مثل هذا الحديث “يشكل تحريضًا على الإرهاب ويتماهى مع أعمال إرهابية”، وفق تعريف السلطات الإسرائيلية.
وأوضح زبارقة أن “الوضع القانوني حتى الآن بعد تقديم لائحة الاتهام هو المطالبة بتأجيل الجلسة إلى الأول من مايو/أيار المقبل، من أجل الاطلاع على الملف وعلى الأدلة التي يتضمنها، إضافة إلى الاطلاع على أقوال صباح هنية خلال التحقيقات، وسنطالب المحكمة بالإفراج عنها للحبس المنزلي، حتى يتسنى لها إدارة الملف من خارج السجن وتفنيد هذه الادعاءات”.
وأضاف محامي شقيقة هنية أن هذا الاعتقال كيديّ، وأكد أن “هذا الملف الهدف منه هو الانتقام، لأنه وبحسب المعايير القانونية الإسرائيلية المتبعة، لا يمكن ملاحقة الناس على خلفية محادثات شخصية على واتساب أو أي تطبيقات أخرى، لأنه لا يرقى إلى مستوى النشر العام (الممنوع قانونا). ولكن من الواضح أن هذا الاعتقال تعسفي، وأن هناك استغلالًا للأجهزة القانونية من أجل ملاحقة العرب”.
وداهمت شرطة الاحتلال منزل عائلة صباح هنية، في قرية تل السبع بمنطقة النقب، وفتشت المنزل واحتجزت هاتفها الجوال وأموالها ومصوغاتها الذهبية، وفق محاميها.
يُذكر أن صباح اعتقلت سابقا مع شقيقتها ليلى، بعد أن زارتا قطاع غزة، عقب عودتهما إلى الأراضي المحتلة، بتهمة “الدخول غير القانوني إلى قطاع غزة، والتآمر لتنفيذ جريمة”. وواجهت حينها صباح هنية عقوبة تتراوح بين 3 و5 سنوات.
وتبلغ صباح هنية من العمر 57 عامًا، وتقيم في بلدة تل السبع بجنوب إسرائيل، واعتقلت في الأول من إبريل/نيسان، واعتمدت النيابة في لائحة اتهامها على ما زعمته من وجود رسائل أرسلتها شقيقة هنية إلى عدد من الأشخاص، بينهم شقيقها إسماعيل، أشادت فيها بعملية طوفان الأقصى التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتلتها حربٌ مستمرة في قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر.
وتابع زبارقة “أصدرت الشرطة الإسرائيلية في ذلك اليوم بيانًا، وجهته للإعلام الإسرائيلي بشكل خاص، مفاده إلقاء القبض على صباح هنية، ليتبين لنا بعد ذلك أن هذا الاعتقال وهذا المشهد الدرامي كان بهدف الاعتقال بذاته بعد تحريض وسائل الإعلام الإسرائيلية عليها. بمعنى آخر، أنه لم يكن هناك أي سبب لمثل هذا الاعتقال التعسفي”.