بعد 200 يوم من الحرب على غزة، لا تزال المقاومة الفلسطينية تطلق رشقات صاروخية باتجاه مستوطنات غلاف غزة والمدن المحتلة المحيطة بالقطاع، والتصدي لقواته المتوغلة في قطاع غزّة، ما يعكس اخفاق العدو في تحقيق أهدافه الأساسية في إبعاد المقاومة عن مستوطنات الغلاف رغم كل الدمار وشهور القتال شمال القطاع.
وفي السياق، دوّت أصوات صفارات الإنذار، صباح اليوم الثلاثاء في مستوطنات سديروت وإيفيم ونير عام بغلاف قطاع غزة الشمالي. وأفادت إذاعة جيش الإحتلال بأنّ أربعة صواريخ أطلقت باتجاه سديروت من شمال قطاع غزة، مما ادّى إلى اشتعال النيران في مبنى داخل المستوطنة.
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قصفها "سديروت" و"نيرعام" ومستوطنات غلاف غزّة برشقات صاروخية، مؤكّدةً أنّه يأتي رداً على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وأكدت القناة "الـ 12" الإسرائيلية سقوط صواريخ في مستوطنات غلاف غزة، موثّقة "اشتعال النيران داخل مستودع في سديروت بعد القصف الصاروخي الأخير من غزّة".
كذلك، ذكرت إذاعة "جيش" الاحتلال الإسرائيلي أنّ الصواريخ التي أصابت مستوطنة سديروت أُطلقت من شمالي قطاع غزّة، المنطقة التي أعلن الاحتلال منذ أشهر أنه أنهى عملياته فيها، زاعماً تحقيق أهدافه في تدمير قدرات المقاومة.
وفي وقتٍ لاحق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بدوي صفارات الإنذار في زيكيم شمال غربي قطاع غزة.
وأعلنت قناة "الـ 13" الإسرائيلية إطلاق صاروخين من قطاع غزة تجاه زيكيم.
هذا وأعلنت كتائب شهداء الأقصى أنّ مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال وآلياتهم العسكرية، بالأسلحة الرشاشة و قذائف الـ "آر بي جي" في محور قتال في مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزّة.
وأمس، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، تمكّن مجاهديها من قنص جندي إسرائيلي في بيت حانون، شمالي القطاع.
وفي المنطقة نفسها، استهدفت كتائب القسّام جرافةً عسكريةً إسرائيليةً من نوع "D9"، بقذيفة "الياسين 105"، فيما دكّت تجمّعاً لقوات الاحتلال المتوغّلة، بقذائف "الهاون".
بدورها، قصفت كتائب شهداء الأقصى تجمّعات لجنود الاحتلال وآلياته العسكرية بقذائف "الهاون"، شرقي بيت حانون.
وفي وسط القطاع، وتحديداً في شرقي مخيم البريج، تمكّنت "شهداء الأقصى" من قصف تحشدات آليات "جيش" الاحتلال، بقذائف "الهاون" أيضاً.
وبينما تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها ضدّ قوات الاحتلال في غزة، أبلغ رئيس القيادة المركزية في "الجيش" الإسرائيلي رئيسَ الأركان أنّه سيتقاعد في آب/أغسطس المقبل، "كونه جزءاً من الأركان العامة التي فشلت في الـ7 من أكتوبر".
وجاء ذلك بعد إعلان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، "أمان"، أهارون حاليفا، عزمه الاستقالة من منصبه، نظراً إلى مسؤوليته عن الإخفاق في الـ7 من أكتوبر، أمام الهجوم غير المسبوق الذي شنّته المقاومة الفلسطينية على كيان الاحتلال.
في غضون ذلك، أكّدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنّ الاحتلال الإسرائيلي فشل في تحقيق هدفيه الأساسيين من الحرب على غزة، المتمثّلين في تدمير حركة حماس، وإعادة أسراه من القطاع، بعد أكثر من 6 أشهر على اندلاعها.