يحاول المواطن رمضان بدوان وعائلته إزالة أطنان من ركام الأسمنت التي سقطت فوق أبنائه الخمس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منزل مكون من (5 طوابق) في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
في الأيام الأولى للقصف تمكن رمضان من انتشال (4) من جثامين أبنائه وهم (غسان 19 عاما، وحلا 17 عاما وشهد 15 عاما وليان 10 أعوام) وبقيت الطفلة تالا (11 عاما) في غياهب الأرض تحت ركام منزلها.
فعندما وصل مؤشر عقارب الساعة إلى الرابعة عصر يوم الأحد (6/5/2024) تفاجأ الجميع بدخول سيارة الدفاع المدني ويعلوها رجال إطفاء وبعض المدنيين.
قفز أحدهم من أعلى السيارة إلى الأرض والآخر اختار النزول عبر السلم، فيما أمسك ثالثٌ كيس أبيض اللون فانزله بهدوء وسط صدمة الجميع.
"من أين جئت بهذا الكيس؟"، كان السؤال حديث جميع الناس والصحفيين الذين هبوا لتصوير الحادثة كونها الأولى التي تحدث في مستشفى شهداء الأقصى قبل أن يجيبهم أحد الرجال بأعلى صوته "أخيرا انتشلنا جثمان الطفلة تالا بدون بعد 90 يوما من البحث والنبش في ركام منزلهم".
تعاون فريق الدفاع المدني ووالد الطفلة تالا ومؤسسة "إكرام الميت دفنه" بنقل الجثمان إلى ثلاجات الموتى لتسجيل إسمها ضمن شهداء الابادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ (السابع من أكتوبر 2023) ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة.
"احنا شو ذنبنا الي ماتوا كلهم أطفال أصغرهم لا يتجاوز (10 أعوام وأكبرهم لا يتخطى 19 عاما) ولا يحملون صواريخ ولم يمت معهم أيُّ مقاوم أين العالم العربي والإسلامي لحماية شعبنا".
وما أن أدى والد الطفلة شام صلاة الجنازة حتى هدأت نفسه وقال: "الحمد الله سأدفن تالا اليوم قرب أشقائها الأربعة".
ولم يكن من رجل الدفاع المدني إلا أن ناشد العالم بضرورة إدخال الآلات الثقيلة لإزالة ركام المنازل المدمرة فوق أصحابها.
فمع تمكن رجال الدفاع المدني بمساعدة مؤسسة "إكرام الميت دفنه" من انتشال جثمان الطفلة تالا بدوان، ما زال هناك نحو 10 آلاف شخص مفقود قد يكونوا دفنوا تحت الركام بانتظار من ينتشل جثامينهم.