غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الفارس الأسير المحرر يترجل عن صهوة جواده! ياسر المؤذن حي في وجدان أُمّة

الاسرى - المعتقلات
بقلم/ رفيدة عطايا

الفارس الأسير المحرر يترجل عن صهوة جواده!
ياسر المؤذن حي في وجدان أُمّة

بقلم/ رفيدة عطايا

لم تكن وفاتك يا ياسر عادية، كحياتك المليئة بالمغامرات البطولية ضد عدو غاصب لم ينل من عزيمتك يومًا، فقد توفاك الله في أعظم أيامه، في يوم الجمعة!
إلى روحك التي استفزت كيانًا بأكمله السلام، إلى روحك التي حاربت العدو الصهيوني منذ الـ16 ربيعًا، والتي أبت الرضوخ لزنازين الاحتلال، وانتزعت منه قرارًا وحكمًا قضائيًّا بالحنكة والذكاء، وإلى سنواتك التي قضيتها خلف قطبان حديدية بكل بسالة وشجاعة ألف تحية وسلام!
لن نبكيك اليوم، بل سنزف خبر وفاتك بكل فخر واعتزاز، فقد كنت الرقم الصعب عند كيان الاحتلال الذي أسرك، ولم يأسر سوى نفسه! ولن أنسى من كلامك كلمة سيسطرها التاريخ يومًا ما، وستكون أيقونة للأسرى والأسيرات في فلسطين الحبيبة، حين حزنت عندما علمت بأن مدة اعتقالك أقل من أسرى آخرين حكموا بالمؤبدات، قائلاً: "أنا كيف بدي أقابل الشباب جوا بالسجن وكلهم مؤبدات، إلا أنا 25 سنة؟! كيف بدو يكون منظري قدامهن؟!". وأنت الذي حزنت عند تحررك من الأسر، قائلاً: "كيف سأترك أصدقائي الذين قضيت سنيني معهم وأخرج!". يا لك من إنسان عظيم، لا بل يا لك من فلسطيني!
فراقك هو ألم لكل فلسطيني حر، وليس فقط لعائلتك وأبنائك، فأنت خسارة للوطن العربي أجمع، وقدوة لكل مقاوم شريف يسعى لتحرير فلسطين. أنت الأسير الشجاع الذي حاول أن يرمي المولوتوف في قاعة محكمة الاحتلال، والأسير الذي أربك السجانين لأيام عدة بسبب سبحة زيتون، والأسير الذي رافق الشهيد القائد أحمد ياسين!
لقد نلت منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، فقد كرست حياتك في سبيله، وضحيت بنفسك فداء لفلسطين الحبيبة، فكنت خير مجاهد ومقاوم وأسير، وكنت القدوة الحسنة للأمة العربية جمعاء.
لا يسعنا اليوم سوى أن نبارك لعائلتك مكانتك الرفيعة لدى كل من عرفك، ونهنئ أنفسنا بالرصيد الوطني والنضالي الكبير الذي تركته لنا، ونحن نستقبل خبر رحيلك المؤلم أيها الأسير المقعد الذي خرج من سجون الاحتلال مريضًا بسبب التعذيب والإهمال الطبي.
عزائي اليوم، وأنا أحتسبك شهيدًا من شهداء فلسطين العظماء، أنني نلت شرف الجلوس معك ومقابلتك! وهذا كان مدعاة فخر واعتزاز لي على المستوى الشخصي...
لك الرحمة والمغفرة، ولعائلتك الكريمة المقاومة التي ستكمل الطريق الذي بدأته أحر التعازي والمواساة، فأنت الذي أوصيت ابنك البكر بأن يكون ياسرًا من بعدك، و"اللي خلف ما مات"، أنت حي في قلب ابنك وعقله، وفي وجدان الكثيرين، حملت لأمتك مشروعًا مقاومًا وفكرًا نيرًا، سيبقى حيًّا على مرّ الأجيال!

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".