غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بالصور "هيكل عظمي" .. الشاب السباخي يحكي قصته المؤلمة وكيف فقد 30 كيلو في أقل من شهر؟

شمس نيوز - مطر الزق

تدور عينيه يمنة ويسرة داخل غرفة صغيرة تراقب مرة جهاز الأكسجين الذي يلازمه طوال الوقت، ومرات عدة عيون الزوار التي تنظر لجسده المنهك، فتنهمر الدموع على وجنتيه، ولسان حاله يردد "والله منا قادر أحرك جسمي رحمتك يا رب".

بصعوبة شديدة وآلام تنخر عظامه، يرفع الشاب عبد المجيد السباخي (20 عاما) أقدامه محاولا الجلوس؛ لتكشف عن حجم المأساة.. "سيقان تكسوها الجلد" فجسده أشبه بهيكل عظمي يذكرنا بالأسرى الأبطال في سجون الاحتلال عندما يضربون عن الطعام.

يرقد الشاب السباخي على سرير المرض في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة، لا يفارقه جهاز الأكسجين مطلقا، كما تلازمه المروحة "ليلا ونهارا - صيفا وشتاء".

4eacc4b1-cccf-4456-b3c8-de41bc8903e2.jpeg
 

يعاني السباخي أزمة التهابات على الرئتين منذ ولادته؛ لكنها تفاقمت بشكل خرج عن سيطرة الأطباء عقب استنشاقه كميات هائلة من غازات الصواريخ الإسرائيلية التي استهدفت منزل جيرانه.

يصف شقيقه أسامة معاناة عبد المجيد ب"المأساة" المزمنة إذ يقول: "عندما ولد عبد المجيد كان يعاني من التهابات شديدة على الرئتين؛ لكن الأطباء بعد محاولات عدة تمكنوا من السيطرة على المرض وعلاجه".

وبات عبد المجيد يدخل المستشفى مرتين في الأسبوع ثم يخرج ليمارس حياته بشكل طبيعي، وخلال هذه السنوات العشرين بلغ وزنه نحو (55 كيلو)، لكن حياته تغيرت رأسا على عقب منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في (السابع من أكتوبر 2023).

يعيش السباخي في مخيم النصيرات وسط القطاع، وأثناء العملية العسكرية الإسرائيلية الإرهابية في النصيرات اضطر للنزوح مع أهله إلى مدينة رفح؛ لكن سرعان ما عاد أدراجه لعدم قدرته على التأقلم مع ارتفاع الحرارة والاكتظاظ السكاني.

وقبل نحو شهرين تقريبا استهدف الاحتلال الإسرائيلي منزلا مجاورا لمنزل السباخي بصوت مثقل بالهموم والآلام يقول لمراسل "شمس نيوز ": "عندما استهدف الاحتلال منزل جيراننا تحول المكان لكومة من الدخان المتصاعد والغازات السامة التي استقرت كميات هائلة منه في جسد عبد المجيد قبل أن يتم انقاذه من تحت الركام".

ومنذ تلك الحادثة تغيرت حياة عبد المجيد وبدأ يفقد وزنه بشكل ملفت إذ كان يزن نحو (55 كيلو) قبل استنشاقه للغازات السامة الإسرائيلية وبات اليوم يزن (20 كيلو فقط)، وتفاقمت أزمته الصحية؛ ليتحول إلى هيكل عظمي.

5b6492d7-b231-4351-834d-b0e82b3ce4bf.jpeg
 

يمرر أسامة كلتا يديه خلف رأس شقيقه عبد المجيد محاولا رفع رأسه بهدوء تام يقول والألم يوخز قلبه: "أشعر بالألم لعدم تمكن أخي من إدارة أموره الشخصية وتزداد آلامي لأن عبد المجيد لم يفقد شهية الأكل؛ لكنه لا يستطيع الأكل لعدم قدرته على ازالة جهاز التنفس".

وأثناء حديثنا أمال عبد المجيد رأسه على اليسار وأسدل رموشه، فأصيب شقيقه أسامة بالخوف؛ لكن سرعان ما حرك عبد المجيد أنامله محاولا ترتيب شعره المنسدل على عينيه يقول: "كل يوم أشعر بالخوف فهو يحتاج لزراعة رئتين بشكل عاجل قبل فوات الأوان".

زراعة الرئتين لا يمكن أن تتم في قطاع عزة فهو بحاجة ماسة لتحويلة خارجية: "قدمنا تحويلة للخارج؛ لكن احتلال إسرائيل لمعبر رفح حال دون خروج الآلاف من المرضى لتلقى العلاج اللازم وانقاذ حياتهم ما يعرضهم للخطر الشديد.