جاء خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن وحديثه عن فرصة أخيرة لوقف الحرب، في توقيت مهم بالنسبة للإسرائيليين، لاسيما وأنه يأتي عشية استقالة محتملة للوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، مما يثير كثيرا من التساؤلات حول الفرصة التي لا ينبغي تفويتها وفق تحذير بايدن للاحتلال.
وهذه جملة من ردود فعل المعلقين الإسرائيليين حول خطاب بايدن، والموقف الاسرائيلي المتوقع، وفرص تحقيق وقف العدوان.
دانا فايس مراسلة الشئون السياسية في "القناة 12" أكدت أن "بايدن أراد مخاطبة الجمهور الإسرائيلي مباشرة أولاً وقبل كل شيء، بقوله إن هناك فرصة هنا يجب على الاسرائيليين اغتنامها، من خلال قبول صفقة التبادل، ووضع حد للحرب على غزة، ورؤية حماس ضعيفة لا يمكنها تهديدهم، والحصول على الدعم الكامل مع الضمانات من الولايات المتحدة، ومن قطر ومصر إذا خرقت حماس الصفقة".
وأضافت أن "شرط بايدن لكل بنود الصفقة التي تشمل التطبيع مع السعودية، ووقف التوتر في الجبهة الشمالية، واضح جداً، ويتضمن ثلاث مراحل تحدث عنها بالتفصيل، لكن الأهم أن الخطاب يعبر عن الإحباط الأمريكي الكبير المتمثل في عدم قدرة الإدارة على إقناع الحكومة الإسرائيلية بقبول العرض الذي قدمته بنفسها أمام الوسطاء".
وأشارت إلى أن "بايدن صحيح أنه لا يلزم الاحتلال بإنهاء الحرب، لكنه يعطي حماس ضمانة بأنه لن ينتهك وقف إطلاق النار بعد المرحلة الأولى، محاولا التغلب على خوف حماس من أن الاحتلال سيفعل ذلك، وفي الوقت ذاته يعطي الاحتلال ضمانة بأنه سيفعل ذلك، ومن الممكن دائماً العودة للقتال".
وأكدت أن "توقيت الخطاب ليس صدفة، لأن بيتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير لا يستطيعان الرد عليه بسبب عطلة السبت اليهودية، كما أن الخطاب تم قبل خروج متوقع لمعسكر الدولة برئاسة غانتس من الحكومة، وفي المحصلة فإن الخطاب يتوافق مع الجدول السياسي الإسرائيلي، لأنه إذا انسحب أولئك الاثنين، فإن هناك شبكة أمان يمنحها غانتس وآيزنكوت لنتنياهو".
نير دفوري المراسل العسكري للقناة 12 اعتبر أن خطاب بايدن يمكن تسميته "الفرصة الأخيرة لاتخاذ القرارات، رغم أنه أوضح بعض النقاط، وأبقى بعض علامات الاستفهام، لكن المحصلة أن خطابه تحدث عن نقطة القرار والوقت المناسب لاتخاذه، وفي الواقع، فقد أعطى فرصة أخيرة لوقف الحرب، رغم أنه حتى في ظل الاقتراح الإسرائيلي، تظل حماس في السلطة، مما يطرح علامة الاستفهام حول ما إذا كان سيتم إبعادها عنها، واللافت أن بايدن لم يتحدث أبدا عما سيحدث مع السلطة الفلسطينية، مكتفيا بالحديث عن ترتيبات محلية وإقليمية".
وأضاف أن "بايدن تحدث صراحةً، على غير العادة، أن المشكلة تكمن في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، واصفاً إياه بأنه يتراجع خطوة للوراء، صحيح أنه أكد على أن الكرة في ملعب حماس حالياً، لكن ليس ذلك فحسب، بل هي في ملعب إسرائيل أيضاً، وبالتالي فإن استماع الجمهور الإسرائيلي لهذا الخطاب، وبهذه التفاصيل، للمرة الأولى، سينعكس في استطلاعات الرأي".
يونا ليبزون مراسلة الشؤون الدولية في القناة 12 اعتبرت أننا "أمام خطاب نهاية الحرب، كلنا نتذكر خطاب بايدن في بدايتها، وخطاب الليلة ربما نتذكره باعتباره خطابه في نهاية الحرب، لقد قالها رسميًا، ولأول مرة بمثل هذه العبارات، بكلماته الخاصة، وليس خلف الكواليس، أو في أي نوع من الإحاطات الخاصة المغلقة، لقد قدم الخطوط العريضة الحقيقية لإنهاء الحرب، وليس مجرد وقف إطلاق النار، واتفاق إطلاق سراح المختطفين".
وأضافت أن "ما يجب ملاحظته في كلام بايدن أنه طوال الوقت أكد على هدف القضاء على حماس، وأنها لن تكون قادرة على تنفيذ هجوم السابع من أكتوبر مرة أخرى، مما يعني من وجهة نظر الأميركيين، فإن جميع الأهداف العسكرية التي حددتها إسرائيل قد انتهت، صحيح أن الخطاب يحمل نداءً مباشراً للجمهور الإسرائيلي، وهذا شيء كان البيت الأبيض يفكر فيه لفترة طويلة جدًا، لكن بايدن تحدث معهم فوق رأس الحكومة".
غاي بيليغ مراسل الشؤون الحزبية في القناة ذاتها أشار أن "العنوان الأكثر مناسبة لخطاب بايدن أنه "يحفظنا من أنفسنا، مما يجعلنا نتذكر خطابه الافتتاحي في بداية الحرب، عندما وصل هنا، وأرسل رسائل إلى حزب الله وإيران وجميع أعدائنا بألا يعبثوا معنا، ثم حمانا من أعدائنا، واليوم يحمينا من أنفسنا، لقد كان هذا في الواقع خطابه الليلة، رغم إدراكه أن هناك عناصر سياسية في الحكومة تبتزّ نتنياهو، وتسيطر عليه، لكنه حذره من الاستسلام لتلك العناصر الخطيرة"