قائمة الموقع

تقرير سمّ يسري في جسم هيئة الأركان.. والألوية تهاجم هاليفي: من يوقف “الانهيار المطلق”؟

2024-06-07T12:43:00+03:00
حرائق لدى الاحتلال.png
شمس نيوز -متابعة

الشمال يحترق، واللهب يتصاعد من “كريات شمونا”، وهناك مدن وبلدات كاملة باتت مهجورة ومنقطعة عن البنى التحتية وعن وسائل الإعلام.

عشرات آلاف المخلين بلا بيت حتى الآن منذ ثمانية أشهر، وتقرر موت أربعة مخطوفين آخرين في أسر “حماس”، أما باقي المخطوفين فيذوون في الأسر.

السم يتسلل إلى هيئة الأركان، والألوية تهاجم رئيس الأركان. "إسرائيل" تراوح مكانها في غزة، و”حماس” ما زالت مسيطرة هناك. وبلدات الغلاف تقصف. وبلدات خط التماس مهددة، وإيران تقترب من القنبلة بخطى واسعة، والمجتمع "الإسرائيلي" ممزق. الرئيس بايدن يؤكد بأن نتنياهو يماطل، والعزلة الدولية والتسونامي السياسي يحتدمان، وكلنا نلعق جراح مذبحة 7 أكتوبر.

وفي الوقت نفسه، وفي مشهد تجريدي وغير مفهوم، نرى الشخص ذاته المسؤول عن إخفاق 7 أكتوبر، وعن إدارة الحرب الأكثر فشلاً في تاريخ "إسرائيل" ولكل الشرور التي أحصيناها لتونا، لا يزال جالساً على كرسيه، معتداً بنفسه، ويواصل الخداع والكذب، ويفضل ائتلاف الكهانيين خاصته على الدولة، وحتى لا يفكر بالرحيل إلى بيته.

وإذا لم يكن هذا بكافٍ، فإن الحريديم يواصلون التملص من الجيش، والوزير سموتريتش يتجاهل المخطوفين وينشغل بالإدارة المدنية في “يهودا والسامرة”، والوزير بن غفير يسيطر على الشرطة ويهرب بجبن من عائلات المخطوفين، وهذا رئيس هيئة الأمن القومي يهين العائلات، ومحاولة الانقلاب النظامي تتواصل، وميري ريغف تعتقد أن الحكومة قامت بأفعال مذهلة، وقناة الدعاية الحكومية تحصي قتلى مذبحة 7 أكتوبر وفقاً لانتمائهم السياسي. "إسرائيل" تتفتّت.

نعم، من الصعب التصديق، لكن "إسرائيل" تتفتّت. البلاد التي حلمنا بها ألفي سنة، البلاد التي تعلمنا عنها بدم الكثيرين والطيبين، بلاد دافيد وشلومو، بلاد الحشمونائيم، بلاد بن غوريون وبيغن على شفا الخراب، ولا مخلص.

ماذا حصل لنا؟ كيف وصلنا إلى أيام ظلماء كهذه؟ أين "إسرائيل" الجميلة والقوية والمحقة؟ ألا يوجد بضعة أولياء يقفون بشجاعة ويوقفون الانهيار؟ أين أعضاء اليهود الأسوياء، وأعضاء الحزب الذي كان ذات مرة قومياً ليبرالياً، لماذا لا يقولون كفى! لماذا يسمحون لهذه الحكومة السيئة أن تنزلنا بكرب؟ أين رئيس الدولة الصامت ليحذر ويقف على الباب ويوقف الجنون؟ أين المعارضة التي تغرِّد بغضب لكنها تفشل في إيجاد بديل سلطوي حقيقي؟ واجب استبدال الحكومة ملقى على كل هؤلاء، وإذا كان ممكناً حتى في الكنيست الحالية ومنع تفتت "إسرائيل". عليهم أن يقوموا، ويقيموا حكومة طوارئ حقيقية، حكومة مسؤولة وسوية عقل تنقذ "إسرائيل" وترمم الحيطان. الزمن نفد منذ زمن.

لو لم يفشل نتنياهو في إدارة الحرب، لحيدنا “حماس” وأعدنا المخطوفين. لكن الآن، بعد أشهر طويلة من المراوحة في المكان، لا مفر من قبول الصفقة التي على الطاولة. نعم، يمكن النظر بعيداً والرؤية بوضوح.

على الحكومة الجديدة القومية- الليبرالية والصهيونية التي ستقوم، أن ترى بوضوح وتعترف بأنه ينبغي تصفية “حماس” الإجرامية واللعينة، وتعترف أيضاً بأن السلطة الفلسطينية هي بالفعل داعمة للإرهاب. ومع ذلك، عليها أن تنظر بعيداً أيضاً، باتجاه صفقة شاملة وتطبيع مع السعودية.

سنعود ونعالج “حماس” في أقرب وقت ممكن. لن يتطلب جهد خاص لإيجاد الأسباب، وعندها سنهزمها تماماً، وستتمتع الحكومة الجديدة التي ستقوم، بشرعية دولية أكبر لعمل هذا.

عندما يفيض اليأس لا يتبقى لنا غير التمسك بالأمل في أن: “انفضي الغبار، قومي والبسي أحلى ملابسك، استيقظي إذ جاء نورك، قومي ونوري”.

-------------------

الكاتب: يوسي هدار

 

المصدر: معاريف

 

التاريخ: 6/6/2024

 

اخبار ذات صلة