لليوم السابع على التوالي، تواصل الممرضة الأميركية جنيفر كونينغز إضرابها عن الطعام من أجل غزة، حيث تقف لبضع ساعات يوميا أمام البيت الأبيض وهي تحمل صور أطفال فلسطينيين يعانون من المجاعة، ومعها لافتة: ممرضة أميركية مضربة عن الطعام من أجل غزة.
أجرت "العربي الجديد" حواراً مع الممرضة جنيفر، التي أوضحت أنها لا تتوقع إحداث تغيير من خلال إضرابها عن الطعام، وإنما هدفها هو مجرد زيادة الوعي بالوضع الحالي في فلسطين وإعلام الناس بما يحدث، ولفت انتباه الفلسطينيين إلى أننا "لم ننس وسنواصل النضال من أجلهم". وتسربت كلمات الإحباط والحزن أكثر من مرة في كلمات جنيفر، التي عادت أخيراً من الضفة الغربية في فلسطين، حيث وصفت الأوضاع هناك بأنها "إبادة جماعية بطيئة"، وحاولت أن تستجمع الكلمات أكثر من مرة، وطلبت أكثر من مرة وقف التصوير.
وقالت جنيفر كونينغز: "أنا ممرضة من نيويورك، وسافرت إلى تركيا لمحاولة السفر إلى غزة في القافلة التي كان من المفترض أن يكون معها 5500 طن من المساعدات الإنسانية لمساعدة سكان غزة المحاصرين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وبعد منع القافلة من السفر، تمكنت من الذهاب إلى الضفة الغربية وقضاء بعض الوقت هناك كمراقب لحقوق الإنسان ورؤية الظروف المعيشية هناك، وشعرت بالرعب مما يحدث، فإذا كان ما يحدث في غزة - دون شك - هو بوضوح إبادة جماعية، فما يحدث في الضفة الغربية هو إبادة جماعية بطيئة، وبعدما غادرت كنت أحاول أن أفكر في ما يمكنني أن أفعله كأميركية من أجل الشعب الفلسطيني الذي تتم إبادته حاليا على يد الإسرائيليين، بتمويل ودعم من الإدارة الأميركية".
ولا تعد جنيفر أول مواطن أميركي يضرب عن الطعام من أجل غزة، حيث سبقها منذ نحو شهرين الطيار في القوات الجوية لاري هيبرت، الذي أضرب عن الطعام لأكثر من أسبوع من أجل تسليط الضوء على معاناة أطفال غزة، قبل أن يعود إلى وحدته بالقوات الجوية بعد انتهاء إجازته. تقول جنيفر: "لقد كنت محظوظة بمقابلة لاري، الذي كان مضربا عن الطعام في آخر مرة كان فيها في العاصمة، وأدى ذلك إلى زيادة الوعي بالوضع في غزة".
تؤمن جنيفر كونينغز بأن إضرابها عن الطعام لن يغير الوضع في غزة، وتتذكر بإحباط كل الأنشطة والاحتجاجات التي شاركت فيها من أجل تغيير الأوضاع من دون أن تسفر عن تغيير في مواقف الولايات المتحدة، قائلة "لا أعتقد أن أي شيء قمنا به قد غيّر أي شيء، لقد مرت ثمانية أشهر على بدء الإبادة الجماعية، وجميع الإجراءات التي كنا نقوم بها، وكل الاحتجاجات والفعاليات، والكتابة إلى أعضاء الكونغرس، ولم يتغير شيء، لقد أصبح الأمر أسوأ". وترى جنيفر أن هناك سببا لعدم الاستجابة للاحتجاجات التي من شأنها في أي وضع طبيعي أن تغير الكثير، حيث تقول: "للأسف حكومتنا بيعت، وكلهم عملاء أجانب في هذه المرحلة، وجميعهم اشترتهم إسرائيل ودفعت ثمنهم".
وردا على سؤال: هل فقدت الأمل؟ تنهدت بحرقة وهي تردد أنها لا تعرف، لكنها أكدت أنها لا تملك خيارا آخر في هذا الوقت، خاصة "مع النظر إلى ما يمر به الشعب الفلسطيني من احتلال منذ 76 عاما، دون أن يفقد الأمل"، وأكدت أنها تشعر في بعض الأحيان باليأس، مشيرة إلى أنه من الصعب عليها التمسك بالأمل خاصة عندما تتحدث مع أعضاء الكونغرس "الذين لا يهتمون نهائيا بالإبادة الجماعية"، ولكنها في الوقت ذاته تشدد على ضرورة الاستمرار في النضال من أجل فلسطين والتمسك بالإنسانية لأن "الخيار الآخر هو الجلوس في المنزل ونسيان أننا بشر، وأنا لن أفعل ذلك".