قائمة الموقع

عن المقاومةِ ووهمِ الحُدود

2024-06-09T13:26:00+03:00
حزب الله صواريخ على الحدود اللبنانية.jpeg
شمس نيوز - هبة دهيني

أمامَ كلّ ملحمةِ نصرٍ تخطّها المقاومةُ في غزّة، يبرز صوتُ النّضال في جبهات الإسناد، تخترقُ الصّواريخ صَلَف الحدود الوهميّة، وتشقُّ براثنَ المحتلّ وأدواته في المنطقة، يقاتل كلّ مقاومٍ حتّى الرّمق الأخير، وتُذكِّرُ الصّواريخُ العدوَّ أنَّ طريقَ السّابع من أكتوبر لا يزالُ ممتدًّا يستميتُ في انتزاعِ النّصرِ القادم.

وعودٌ ناجزةٌ تكشفُ النّقابَ عن عدوٍّ هزيل، فمن الشّمال تأتي مغبَّةُ الفعلِ "الإسرائيليّ"، إذ تضيء المقاومةُ في لبنان ليلَ الجليل بنيرانِ صواريخها، وتدكّ بذلك رُعاةَ المُحتلِّ جنودًا ومُستوطنين، كما أشعَلَت من قبلُ مساحاتٍ واسعةً من كريات شمونة إلى كفار جلعادي حتّى جنوب الجولان، فعانى "جهاز الإطفاء الإسرائيلي" للسيطرة عليها والانتضاح من تُهمة "الحماقة" في دخولهمُ الوغى مع مقاومين يُدركون كيفَ تُستَمَدُّ القوّةُ وكيفَ تُخرَقُ الحُدود.

مواقع وثكنات ومرابض تقع تحت أيدي المقاومينَ الّذينَ ينتصرونَ كلّ يومٍ بقوّة الله، ويُسقطونَ عنجهيّةَ الولايات المتّحدة الأميركيّة الّتي أبدَت منذُ بداية الحربِ انخراطها المباشر في حمام الدم "الإسرائيليّ"، "أميركا" هذه، باتت الآن، بطُغيانها وتكبّرها وتعنّتها وأسلحتها ودماء أهل غزّة في رقبة بيتها الأبيض، ترزَحُ تحتَ صواريخِ المجاهدين، وتكتشفُ أنَّ "دولتها" العبريّةَ الّتي بنَتها على دماء الفلسطينيّين، والإمبرياليّة الّتي ربّتها كطفلٍ مدلّلٍ في أحضانِ الحركة الصّهيونيّة، كلّ هؤلاء ليسوا سوى كيانًا هشًّا يقودُ نفسه كلّ يومٍ إلى جُبٍّ لا خَلاص منه، وخبالٍ للغرب وأهله.

وكمُناصرةٍ لغزّة ومقاومتها، يبرز صوت اليمن تَعاضُدًا مع العراق، إذ أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عمليتين مشتركتين مع المقاومة الإسلاميّة في العراق، استهدفت أولاهما سفينتين كانتا تحملان معدّات عسكريّة في ميناء حيفا، والأخرى سفينة انتهكت قرار حظر الدّخول إلى الميناء المذكور. العمليّتان نُفّذتا بمسيّراتٍ وكانت الإصاباتُ فيهما دقيقة، في سياقِ الرّدّ على مجازر الاحتلال في رفح جنوبيّ القطاع، وخُتم التّصريح اليمنيّ بتهديدٍ يطالُ تلّ أبيب، داعيًا العدوّ "لتوقّع المزيد من العمليّات النّوعيّة المشتركة في الفترة المُقبلة".

تعاضُدُ المقاومةِ بعيدًا عن وهم الحدود الّتي لا غروَ بأنّ زوالها قريب، يوصل للعدوّ كلّ يومٍ رسائل تصلُه من فوّهة بنادق المجاهدين، أنّ المعاناة المطبوعةَ من قِبَلِ قذائفه على غزّة وأهلها، لَهِيَ ممتدّةٌ إلى كلّ بلادنا المُسانِدة، وبالتّالي، فكما صوتُ المُستضعَفِ يتمدّد ويصل، فإنّ هذا الأخيرَ الّذي يخشاهُ الإمبرياليّ المُستَعمِر، يستطيعُ أن ينتزع سلاحه ويقاتل، وأن يحوّلَ حزنه إلى غضب، وأن يعتَلِيَ صهوةَ الانتصار، بكفاحه المسلَّحِ الممتدّ بعيدًا عن خديعة الجغرافيا، لأنّ معجمَ المقاومةِ في كلّ عمليّةِ مُساندَةٍ يؤكّد؛ أنْ "كلّ بلادنا فلسطين".

اخبار ذات صلة