نشرت مجلة "الإيكونوميست" مقالا، بعنوان "هل ستجبر مغادرة غانتس وآيزنكوت بنيامين نتنياهو على اتخاذ قرار بالدفع باتجاه وقف إطلاق النار؟"؛ قالت فيه: "إن بيني غانتس أمضى 37 عاما من حياته صاعدا سلم مناصب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى القمة".
وتابعت: "انضم مرتين -في أوقات الطوارئ- إلى الحكومات التي يقودها بنيامين نتنياهو، وقاد غانتس السياسة نهاية عام 2018 بنيّة واضحة ليحل مكان نتنياهو، فيما تشير استطلاعات الرأي الآن إلى أنه من شبه المؤكد أنه قادر على ذلك، لكن شريطة إجراء الانتخابات هذه الأيام".
وتضيف الصحيفة أن غانتس وآيزنكوت، لا يعتقدان أن حرب دولة الاحتلال الإسرائيلي مع "حماس" في غزة قد انتهت، لكنّ كليهما يعتقدان أنه من الممكن، بل وينبغي، إيقاف هذه العملية مؤقتا، لبضعة أشهر على الأقل، وذلك من أجل السماح بالإفراج عن الأسرى الباقين على قيد الحياة.
وفي السياق نفسه، أكّدت الصحيفة أن "نتنياهو ليس في عجلة من أمره من أجل إنهاء الحرب، وإن من شأن وقف إطلاق النار أن يزيد من صعوبة تجنّبه المحاسبة بعد الحرب على كل الأخطاء التي ارتكبت، والتركيز على استراتيجية ’فرّق تسُد’ التي اتبعها على مر السنين للسماح لحركة حماس بترسيخ نفسها في غزة، من أجل تعميق الانقسامات داخل القيادة الفلسطينية بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية".
واسترسلت المجلة، بحسب المقال نفسه، بأن "استقالة غانتس بحد ذاتها، لن تؤدي إلى فرض إجراء انتخابات، نظرا إلى لأغلبية التي يمتلكها نتنياهو في الكنيست، لكنها استقالة قد تترك نتنياهو معتمدا بشكل كامل على اليمين المتطرف".
وأكد المقال التحليلي نفسه، أن "نتنياهو، لا يرغب أيضاً في التصعيد، وخاصة مع ممارسة أميركا ضغوطا متزايدة تجاه ضرورة وقف إطلاق النار"، مضيفا أنه "سوف يفتقد شركاءه الوسطيين الذين ساعدوه في تفادي القيام بعمل عسكري أكثر تدميراً، والذي من شأنه أن يؤدي إلى عزلة دولية أكبر من أي وقت مضى وتعميق الأزمة غير المسبوقة بالفعل مع الولايات المتحدة".
إلى ذلك، تشير الصحيفة إلى أن "رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي سوف يواصل محاولته كسب الوقت، غير أنه سيتعين عليه الاختيار بين التصعيد أو تقليص حجم التوترات في مرحلة ما، ولن يتمكن بعد الآن من الاعتماد على النفوذ المعتدل للوزراء الوسطيين لمنحه مساحة للمناورة".
واختتم المقال التحليلي بالقول، إن "نتنياهو يمتلك بدائل للتصعيد؛ بالانفصال عن اليمين المتطرف وقبول غطاء المعارضة لدعم حكومته مقابل وقف إطلاق النار واتفاق لإطلاق سراح الأسرى، والخيار الآخر هو حل الكنيست والرهان على الانتخابات"، مستطردا بأن "حل الكنيست خطوة تشبه المقامرة، حيث تقول استطلاعات الرأي الأخيرة إن ثلاثة أرباع الإسرائيليين يؤيدون رحيل نتيناهو إن لم يكن الآن، فبعد الحرب".