باتت المحادثات الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن الذي يمكن أن يوقف الحرب في غزة موضع شك مساء الثلاثاء حين وصفت "إسرائيل" رد حماس على الاقتراح الأخير بأنه رفض له، ما عجل بتيادل اللوم بين الجانبين.
قدمت حماس ردّها إلى الوسطاء القطريين، واقترحت تعديلات على الاقتراح "الإسرائيلي"، بما في ذلك جدول زمني لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب "إسرائيلي" كامل من غزة، حسبما قال مصدر مطلع على المحادثات لشبكة CNN في وقت سابق يوم الثلاثاء.
وأضاف المصدر أنه من المتوقع أن تستمر المحادثات عبر الوسطاء القطريين والمصريين بالتنسيق مع الولايات المتحدة لمعرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق.
وبعد تقديم ردها يوم الثلاثاء، قال المتحدث باسم حماس وعضو المكتب السياسي أسامة حمدان لقناة الميادين اللبنانية، إن الحركة ملتزمة بتحقيق وقف إطلاق النار. وأضاف: "ردنا هو إعادة تأكيد واضحة لالتزامنا بوقف إطلاق النار والانسحاب من غزة، وهو التزام نتمسك به باستمرار".
لكن، وفي إشارة محتملة إلى كيفية رؤية "إسرائيل" للتعديلات المقترحة، وصف مسؤول إسرائيلي رد حماس على الصفقة الأصلية بالرفض.
وقال المسؤول لشبكة CNN: "تلقت إسرائيل رد حماس من الوسطاء. وفي ردها، هي رفضت الخطوط العريضة لصفقة إطلاق سراح الرهائن التي قدمها الرئيس الأمريكي بايدن". كما نشرت وسائل إعلام أخرى الرد "الإسرائيلي" الأولي ذاته.
وسرعان ما ردت قيادة حماس على هذا الادعاء بمحاولتها التراجع عن الاقتراح.
قال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء إن الرد ينسجم مع مطالب شعبنا ومطالب المقاومة، ويفتح الطريق أمام التوصل إلى اتفاق. وأضاف أن رد حماس والفصائل الفلسطينية على اقتراح التهدئة كان مسؤولاً وجدياً وإيجابياً.
وتابع أن "تحريض وسائل الإعلام "الإسرائيلية" على رد حماس مؤشر على محاولات التهرب من التزامات الاتفاق".
تطفو هذه التوترات في لحظة حساسة. يقوم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حاليًا بجولة دبلوماسية في المنطقة في محاولة للتوصل إلى اتفاق بشأن الخطة التي كشف عنها الرئيس بايدن لأول مرة قبل أحد عشر يومًا.
لم يتم الإعلان عن الخطة التي صاغتها "إسرائيل" بالكامل. تنص الخطة، التي أقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين، على وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع - تقوم حماس خلالها بإطلاق سراح رهائن وتطلق إسرائيل سراح سجناء فلسطينيين – ما من شأنه أن يتطور إلى وقف دائم للأعمال العدائية من خلال المفاوضات.
وبذل البيت الأبيض قصارى جهده للتأكيد على أنها خطة "إسرائيلية" وقال مراراً وتكراراً إن "إسرائيل" قبلتها، على الرغم من اعتراضات رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو.
إشارات متضاربة
في وقت سابق من يوم الثلاثاء، قدمت "إسرائيل" أوضح إشارة لغاية الآن بأنها مستعدة للتوقيع رسميًا على الخطة - على الرغم من أنها أشارت في البيان القصير نفسه إلى أنها تعتزم الحفاظ على حرية مواصلة القتال.
بدأت الرسالة "الإسرائيلية" القصيرة، المنسوبة فقط إلى مسؤول حكومي "إسرائيلي"، رغم أنها مفهومة على نطاق واسع على أنها تعني مكتب رئيس الوزراء، بتأكيد أهداف "إسرائيل" من الحرب قبل التعبير عن دعمها للاقتراح المدعوم من الولايات المتحدة والمطروح حالياً على الطاولة.
وأضافت أن "إسرائيل لن تنهي الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها الحربية: تدمير قدرات حماس العسكرية والحكمية، وإطلاق سراح جميع الرهائن وضمان ألا تشكل غزة تهديدا "لإسرائيل" في المستقبل".
وخلص البيان إلى أن "الاقتراح المقدم يمكّن "إسرائيل" من تحقيق هذه الأهداف، وستقوم "إسرائيل" بذلك بالفعل". ولم يتم ذكر وعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتكرر بتحقيق النصر الكامل والقضاء على حماس.
الزعيم "الإسرائيلي" عالق بين أصوات الكثيرين في (كيانه)، من الذين يعتقدون أن اتفاق وقف إطلاق النار هو أفضل وسيلة لضمان إطلاق سراح الرهائن الـ 120 الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة، وبين شركائه في التحالف اليميني المتطرف الذين يصرون على استمرار الحرب.
هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريش ووزير الأمن القومي إيتامار بن غفير بتفكيك الحكومة إذا وافق نتنياهو على الصفقة في شكلها الحالي.
على النقيض من ذلك، كانت شخصيات معارضة بارزة مثل بيني غانتس، عضو مجلس الوزراء الحربي سابقاً، وزعيم المعارضة يائير لابيد، من بين أولئك الذين حثوا نتنياهو على تبني الخطة المدعومة من الولايات المتحدة.
كما تتعرض حماس أيضاً لضغوط للموافقة على الاقتراح الذي تدعمه الولايات المتحدة لكنها قالت الأسبوع الماضي إنها تشعر بالقلق من أن إسرائيل قد لا تمضي قدماً في المرحلة الثانية من الخطة – وهي إنهاء دائم للقتال.
حذر المتحدث باسم حماس، وعضو المكتب السياسي، اسامة حمدان، خلال الأسبوع الماضي: "ما لم يكن هناك موقف واضح [من إسرائيل] للاستعداد لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل من قطاع غزة، وهو ما يمكن أن يفتح الباب على مصراعيه أمام استكمال الاتفاق… [فإنه] لا يمكننا التوصل إلى اتفاق".
----------------------
العنوان الأصلي: Ceasefire talks in turmoil as Hamas responds to proposal
الكاتب: Andrew Carey, Hamdi Alkhshali and Mostafa Salem
المصدر: CNN
التاريخ: 12 حزيران / يونيو 2024