"لا يوجد أضاحي هذا العام وإن وجدت فأسعارها خيالية"، بهذه الكلمات بدأ سامح عبد الجواد صاحب مزرعة لتربية المواشي في دير البلح وسط قطاع غزة حديثه عن موسم الأضاحي في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ضد البشر والحجر والشجر والحيوانات في القطاع.
ويعيش سكان قطاع غزة ظروفًا مأساوية منذ أكثر من (250 يومًا) نتيجة الحرب الإسرائيلية؛ إذ استشهد وفقد أكثر من (50 ألف) مواطنٍ، عدا عن نفوق آلاف الحيوانات نتيجة استهداف مزارع المواشي في كافة مناطق القطاع.
صاحب مزرعة المواشي عبد الجواد وصف لمراسل "شمس نيوز" موسم الأضاحي هذا العام بالسيء جدًا إذ أن عدد المضحين بالنسبة للأعوام الماضية بلغ "صفر%" وفقًا لقوله، موضحًا بأن عدد الأضاحي ضئيل والأسعار مرتفعة جدًا.
وعن عدد الأضاحي في مزرعته يقول: "لم نتمكن من استيراد أي ماشية بسبب استمرار الحرب وإغلاق المعابر ومنع الاحتلال من استيراد أي شيء لقطاع غزة"، لافتًا أن المواشي المتوفرة في مزرعته هي نتاج العام الماضي.
وحاول عبد الجواد الحفاظ على المواشي من "خراف وأغنام وأبقار" بصعوبة كبيرة نتيجة الحرب الإسرائيلية مشيرًا إلى أن مزرعته الأساسية موجودة في شارع صلاح الدين من مدينة دير البلح، وعندما هدد الاحتلال الإسرائيلي باجتياح المناطق الشرقية من المحافظة الوسطى اضطر عبد الجواد لنقل المواشي إلى منطقة خانيونس جنوب القطاع.
ولم تسلم الماشية في خانيونس أيضًا من جرائم الاحتلال الإسرائيلي، مضيفًا: "عندما اجتاح جيش الاحتلال مدينة خانيونس نقلنا المواشي إلى مزرعة في مدينة رفح، لكن ذلك لم يدم طويلًا، إذ أن قرار الاحتلال باجتياح رفح دفعنا للعودة من جديد إلى المزرعة الأساسية في دير البلح".
ويؤكد عبد الجواد بأن عملية نقل المواشي من منطقة إلى أخرى لم تكن بالأمر السهل، قائلًا: "إن تكاليف نقل المواشي باهظة الثمن لأن شاحنات النقل الخاصة بالمواشي عددها قليل، وإن وجدت فهي بحاجة إلى وقود لتشغيلها"، ويعاني قطاع غزة منذ اندلاع الحرب منع إدخال الوقود إلا للمستشفيات العاملة فقط.
وعن جودة اللحوم رصد مراسلنا نحافة المواشي بشكل لافت وقلة جودة لحومها ويقول عبد الجواد عن ذلك بأن الحرب ونتائجها من اغلاق المعابر منعت دخول الأعلاف الخاصة للمواشي ومنعت دخول الأدوية البيطرية لعلاج المواشي في حال أصيبت بأمراض معينة.
ويستخدم عبد الجواد أعلاف بديلة لأعلاف التسمين مثل الخبز الناشف والبازيلاء والحشائش الطبيعية إن وجدت، لكن هذه البدائل لا تؤدي إلى تسمين المواشي أو تحسين جودة لحومها.
وبين أن عدم دخول المواشي بسبب الحرب واغلاق المعابر، إضافة إلى التكاليف الباهظة لنقلها من منطقة لأخرى من أجل الحفاظ على ما تبقى من المواشي تسببا بارتفاع أسعارها بشكل جنوني".
ولفت إلى أن الأسعار زادت أضعاف مضاعفة نتيجة الأسباب السابقة، إذ أن سعر كيلو الخراف سابقا كان (25 شيكل) أما اليوم وصل سعر الكيلو إلى (110 شيكل)، بينما سعر كيلو الأبقار كان سابقًا (18 شيكلًا) للكيلو أما الآن فبات سعر الكيلو (80 شيكلًا)، وعن سعر الناقة المستوفاة لشروط الأضحية هذا العام بلغت 4 آلاف دينار أردني.
وشدد عبد الجواد بأن عدم توفر المواشي وأسعارها المرتفعة انعكس سلبًا على البائع والمضحين، مستذكرا: "في مثل هذه الأوقات من كل عام لا نستطيع أن نعد أعداد المضحين ولا نستطيع افراغ المزرعة من الناس لكن هذا العام نحن -نكش الذباب- في إشارة إلى سوء الموسم بشكل كامل.
وناشد عبد الجواد العالم أجمع بضرورة وقف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة؛ لإنقاذ ما تبقى داخل القطاع من إنسان وحيوان وشجر وحجر.