قال نائب مدير برنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، إنّ إمدادات الغذاء إلى جنوب قطاع غزة مهددة بالخطر بعد توسيع الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية هناك، مؤكدًا أنّ النازحين يواجهون أزمة صحية عامة.
ولفت "سكاو" في تصريحاتٍ صحفية إلى أن الجوع وخطر المجاعة كانا أكثر حدة في شمال قطاع غزة في الأشهر الأخيرة، ولكن الوضع يتدهور الآن في الجنوب.
وأوضح أن الأنبوب الرئيسي للمساعدات كان يأتي من مصر إلى جنوب القطاع، لكن ذلك تم قطعه بشكل كبير عندما وسّعت "إسرائيل" حملتها في مدينة رفح، حيث يتواجد الآلاف من سكان غزة.
وأضاف: "كنا قد قدمنا إمدادات الطعام قبل العملية في رفح، ولكن هذا بدأ ينفد"، مؤكدًا أنّ أزمة النزوح جلبت كارثة حقيقية، حيث أن مليونًا تقريبًا من الأشخاص الذين تم دفعهم من رفح مكدسون الآن في مساحة ضيقة على طول الشاطئ.
ووصف المسؤول الأممي الوضع الصحي عمومًا بأنه "سيئ للغاية"، مبينًا أنه "على الرغم من وصول المزيد من الغذاء إلى شمال القطاع، إلا أن الرعاية الصحية الأساسية والمياه والصرف الصحي لاتزال مطلوبة لـ "تغيير المنحنى في شمال غزة بالكامل فيما يتعلق بالمجاعة".
وبعد رحلة استطلاعية دامت يومين في غزة تحدث عن صدمته بمستوى الدمار، قائلًا: "عندما كنت هناك في ديسمبر، كانوا غاضبين ومحبطي، أما الآن فأكثر ما شعرت به هو أن الناس متعبون، يريدون فقط أن تنتهي هذه الحرب".
وتتواصل الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة لليوم الـ 253 على التوالي، وسط قصف عنيف لقوات الاحتلال يخلّف مئات الشهداء والجرحى يومياً، فضلاً عن تدمير كل ما بقي من مقومات الحياة من مبانٍ ومدارس ومراكز صحية.
يأتي ذلك فيما تحذر مؤسسات محلية ودولية وأممية ومسؤولون من مجاعة حقيقية في قطاع غزة في حال عدم رفع الاحتلال يده عن المعابر، التي تعتبر شريان الحياة الرئيسي للفلسطينيين، وسماحه بدخول المُساعدات الإنسانية، والمواد الغذائية والأدوية والوقود الذي يتيح عودة الخدمات الأساسية والحيوية للفلسطينيين في مجالات توفير المياه النظيفة، والرعاية الصحية، وجهود مكافحة سوء التغذية.