قائمة الموقع

بالصور شهادات مروعة للولادة في غزة زمن الحرب: أجنةٌ مشوهة ومخاض عسير على قارعة الطريق!

2024-06-28T10:05:00+03:00
IMG_5817.jpeg
شمس نيوز - محمد السيقلي / شمال قطاع غزة

كشف المدير الإداري والطبي في مجمع مستشفيات الصحابة الطبي د. نعيم عثمان أيوب النقاب عن ظروفمأساوية، وشاهدات مروعة، وإحصائيات صادمة عانت منها السيدات الحوامل ومواليدهنَّ جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل.

ووفقاً للدكتور نعيم أيوب أيوب فقد ارتفعت نسب حالات الإجهاض بشكل كبير، وحالات الولادة المبكرة؛ وبالتالي ارتفاع نسب المواليد غير مكتملي النمو (الخُدج) ، إلى جانب تصاعد نسب التشوهات التي لحقت بالأجنة والمواليد، إضافة إلى ارتفاع كبير في نسبة الولادات القيصرية، كما سجل التقرير اصابة سيدات حوامل وأجنتهنَّ بالرصاص والشظايا من جراء العدوان، كما وارتفعت نسب أخرى لنساء مصابات بـ"تَكُسَياتِ المبايض، وانفجارِ الرحم، والزُلال".

ويؤكد د. أيوب أن كل ما سبق من رصد للحالة المأسوية التي وصلت اليها السيدات الحوامل وما لحق بأجنتهنَّ أو مواليدهنَّ مرده للعدوان الإسرائيلي، خاصة ما يتعلق بالتشوهات الخُلقية التي أصابت المواليد والأجنة، إذ سجلت حالات تشوهات صعبة جراء الغازات والغارات الإسرائيلية وسوء التغذية مثل (أجنة دون رأس، أجنة دون هيكل عظمي، مواليد فاقدي لأعضاء أو حواس).

حواملٌ ثكلى وجرحى وجوعى!

وتطرق د. ايوب إلى الأوضاع النفسية الصعبة التي عانت منها السيدات من جراء الحرب، إذ يقول في مشاهداته وتبدو عليه علامات التأثر  "كنا نجري عمليات ولادة لسيدات يبكين أثناء المخاض، وعند الاستفسار نتفاجأ أنها فقدت أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى مثل (الأب، الأم، الاخوة، الزوج، الابن)، بل بعض تلك السيدات فقدنَّ كل عائلاتهنَّ.

يضيف: "مرَّت السيدات الحوامل بأوضاع عصيبة، بل إنَّ بعض السيدات كنا نجري لهنَّ العمليات وهنَّ مُصابات ويقطُرْنَّ دماً، ولديهنَّ كسور خطيرة في الأطراف، بل لدينا أجنة ومواليد تعرضوا للإصابة داخل أرحام أمهاتهم، فكنا نجري عملية الولادة ونشرع في عمليات جراحية للمواليد وامهاتهنَّ".

ومن أكثر الأوقات العصيبة التي مرت بها النساء الحوامل –وفقاً للدكتور أبوب- فترة (المجاعة) التي اجتاحت شمال غزة، إذ باتت السيدات الحوامل يعانين من سوء التغذية بشكل هدد حياتهنَّ وحياة الأجنة، إذ كانت السيدات تفقد حوالي 4 كيلوجرام من وزنهنَّ، بينما يكون متوسط الزيادة الطبيعية في الأوضاع الطبيعية حوالي 12 كيلوجراماً، وهو ما ترك تأثيراته السلبية على صحتهنَّ وصحة مواليدهنَّ، إذ كان متوسط وزن المولود عند الوضع في تلك الفترة حوالي 2 إلى 2.5 كيلوجرام، وهو دون الوزن الطبيعي.

فقدنَّ حياتهنَّ!

وذكر أنَّ ما زاد من حالات (الولادة المبكرة) بشكل كبير هي أصوات القذائف والقنابل التي تتسبب بخوف مُفرط لدى النساء الحوامل، وهو ما يسبب الولادة في غير أوانها، وعندها تحدث مضاعفات خطيرة لدى الوالدة والجنين، مثل النزيف وما إلى ذلك، وهو ما يضطر المستشفى إلى اتخاذ قرار بإجراء عمليات قيصرية سريعة، كما أشار د. أيوب

ونوه د. أيوب أنَّ تلك الشهادات والإحصائيات والأرقام ربما تكون بنسبٍ مضاعفة في مناطق أخرى لما تستطع الطواقم الوصول لها؛ نظراً لأن كثيراً من السيدات الحوامل وضِعْنَّ في أماكن نزوحهنَّ وايوائهنَّ وداخل بيوتهنَّ، وفي حصارٍ مطبق، إذ يعتقد أنَّ كثيراً من السيدات فقدنَّ حياتهنَّ اثناء المخاض في تلك الأماكن، نظراً لعدم خبرة الأهالي فيما يتعلق بالتوليد.

إجراء عمليات على ضوء الشموع!

وروى د. أيوب الكثيرِ من المشاهد التي تُدمي القلب من جراء العدوان الإسرائيلي وما أصاب الوالدات والأجنة والمواليد من مآسي، لكن أكثر ما أجهشه من البكاء -وفق تعبيره-، هو إجهاض سيدة لثلاثةِ أجنة في شهرها السادس جراء اصابتها بقصف إسرائيلي، وكانت تنتظر تلك التوائم بشغف بعد تأخرٍ استمر طيلة 16 عاماً. 

وعن مجمع الصحابة الطبي الذي يُعدُ المستشفى الوحيد والأخير في شمال قطاع غزة الذي يقدم خدماته للسيدات الحوامل، أوضح أنَّ المستشفى يتمكن شهرياً من توليد حوالي 650 سيدةً بينهنَّ على الأقل 150 حالةً ولادة قيصرية، مشيراً إلى أنَّ المستشفى استحدث قسم لحضانة المواليد غير مكتملي النمو (الخُدج)، تضم 6 حضَّانات، في محاولةٍ لإنقاذ ما يمكن انقاذه من المواليد.

وبيَّنَ ايوب أنَّ المستشفى يعاني من نقص حادٍ في المحروقات اللازمة لتشغيل المستشفى، وهو ما يؤثر على الخدمات الصحية المقدمة للسيدات الحوامل، إذ يشير أنه أجرى شخصياً العديد من "القَيْصَرِيَات" والعمليات الحساسة مستعيناً بمصباح الهاتف المحمول للإنارة داخل غرف العمليات.

واستشعاراً بالمسؤولية تجاه الحالة الصعبة التي تعيشها الأهالي في شمال قطاع غزة، لفت إلى أنَّ المستشفى –تأسس عام 2004- قدَّم للمواليد بعضاً من معلبات الحليب المخصص لهم، وبعض الحفاضات، وما يمكن تدبيره من ملابس للمواليد، إذ يشير أنَّ كثيراً من الحالاتِ كنَّ يفتقدنَّ إلى تلك الحاجياتِ.

 


 


 

 


 

 


 


 

 

 

 

 

اخبار ذات صلة