بعد عودة وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، من واشنطن، إثر زيارة التقى خلالها مختلف المسؤولين في الإدارة الأميركية، ووُصفت بـ«الاستثنائية» و«الحاسمة»، بدأ يتكشّف بعض ما جرى نقاشه في الولايات المتحدة، وما عاد به الرجل إلى «كابينت الحرب»، الذي انعقد مساء أول من أمس، وتناول في جزء من جلسته اللقاءات التي أجراها غالانت.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين، تفاصيل ما وصفوه بـ«خطة غالانت لليوم التالي»، وعبّروا عن تأييدهم لها.
وتتضمن تلك الخطة، بحسب الصحيفة الأميركية:
- تشكيل لجنة توجيه بقيادة الولايات المتحدة، وعضوية دول عربية معتدلة، للإشراف على تنفيذ الخطة.
- تشكيل قوة دولية توكل فيها مهام الأمن إلى كل من مصر والأردن والإمارات والمغرب، في حين سيدير الجنود الأميركيون الجانبين القيادي واللوجستي من خارج غزة، وعلى الأرجح من مصر.
- التنفيذ سيتم على مراحل، من شمال القطاع إلى جنوبه، مع تحسين الظروف التي ستجعل التطبيق ممكناً.
- يفترض المقترح أن قدرات «حماس» العسكرية قد تمّ تقليصها بالقدر الكافي، بحيث لن تكون قادرة على تنفيذ هجمات واسعة النطاق.
في حين أعرب المسؤولون الأميركيون عن دعمهم خطة غالانت، فإنهم نبّهوا إلى أن «الحكومات العربية قالت إنها لن تدعم الخطة، ما لم تشارك السلطة الفلسطينية بشكل مباشر فيها». كما تريد الحكومات العربية «أُفُقاً لدولة فلسطينية، وهذا أمر لا يدعمه غالانت».
وفي السياق نفسه، بدا لافتاً ما نقلته «يديعوت أحرونوت» عن مصادر أمنية إسرائيلية، من أن «نتنياهو أزال معارضته لمشاركة حركة فتح في «اليوم التالي» في غزة»، وهو ما يعدّ - إذا ما صحّ - تبدلاً جوهرياً في مسألة اليوم التالي.
وعلى صعيد متصل، نقلت قناة «كان» الإسرائيلية عن مصدر قوله إنه «بعد المرحلة الثالثة من الحرب، ستبقى قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي في محورَي فلادلفيا ونتساريم، من أجل الضغط عسكرياً على حماس لإتمام الصفقة»، فيما أبلغ المسؤولون الأميركيون نظراءهم المصريين بأن «إسرائيل تعتزم الاستمرار في التواجد في نقاط محددة على الشريط الحدودي حتى بعد الإعلان عن انتهاء العمليات في رفح»، وهو أمر «أبدت القاهرة رفضاً له وطلبت عقد اجتماعات بشأنه خلال الأيام المقبلة»، بحسب مصادر مصرية مطّلعة.
وفي «كابينت الحرب»، أول من أمس، هاجم وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، مشيراً إلى أن «الجيش كان نائماً في السادس من أكتوبر»، وفق تعبيره.
وتعليقاً على ذلك، ذكرت «القناة الـ12» الإسرائيلية أن «هناك تنافساً داخل الكابينت على من يهين هاليفي أكثر»، فيما نقلت «القناة الـ13» عن الوزير غالانت قوله لنتنياهو إنه «لا يجب أن يُسمح بأن يهاجم الوزراء الجيش والشاباك لأن ذلك يعرّض إسرائيل للخطر».
على خطّ مواز، أكّد المسؤولون الأميركيون، في اتصالات مع نظرائهم المصريين، أن «انفراجة» في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مُنتظرة خلال الأيام المقبلة، بينما سُجّل دخول مسؤولين إماراتيين على خط التواصل مع نظرائهم الإسرائيليين، بشأن إدخال المساعدات، في واحد من الاتصالات القليلة التي يحاول فيها الإماراتيون لعب «دور أكبر».
ومع الفشل المتكرّر للرصيف البحري الأميركي، وتفكّكه مرة بعد أخرى، يشير الأميركيون إلى أن «المساعدات التي كانت ستدخل من الرصيف البحري سيجري العمل على إدخالها من معبر كرم أبو سالم».
ويأتي ذلك في وقت نقل فيه موقع «أكسيوس» الأميركي، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، قولهم إن «إدارة بايدن ستفرج عن قنابل بوزن 500 رطل كانت ضمن شحنة إلى إسرائيل»، كما أن «الإدارة تراجع جزءاً آخر من الشحنة يضمّ قنابل بوزن 1800 وألفي رطل». وفي المقابل، «تمّ إبلاغ مسؤولين إسرائيليين أن بايدن لا يتلقّى أوامر من نتنياهو للإفراج عن الشحنة».