قائمة الموقع

بالصور مدير "الاغاثة الطبية": "الكُولِيرا" واخواتها قد تضرب غزة في قابل الأيام ونتوقع "سيناريوهات كارثية"

2024-06-30T17:52:00+03:00
الكوليرا تضرب غزة في زمن الحرب القمامة تنتشر في كل مكان.jpg
شمس نيوز - محمد السيقلي/ شمال قطاع غزة

أَطلقَ مدير الإغاثة الطبية في مدينة غزة وشمالها د. محمد أبو عفش ومختصونَ نداءات استغاثة عاجلة على وقع تفشي أمراضٍ تنفسية وجلدية ووبائية معدية وخطيرة بين سكان قطاع غزة؛ وتحديداً في مناطق شمال الوادي، مع تحذيراته من الوصول إلى نقطة اللاعودة حال تفشي مرض (الكوليرا) بين السكان، لاسيما أنَّ أسباب تفشيه الموضوعية أصبحت مهيأة أكثر من أي وقتٍ مضى، وذلك في ظل الظروف اللاإنسانية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على القطاع الذي اقترب من تجاوز شهره التاسع.

ويتوقع د. أبو عفش في حوار مع "شمس نيوز" انتشار العديد من الوبائيات في قابل الأيام، خاصة أنها تكثر وتنتشر في ظل فصل الصيف، مع إشارته إلى انه أطْلَعَ جهات ومنظمات صحية دولية وأممية على الواقع الصحي والوبائي في قطاع غزة.

ويشير إلى أنَّ هناك تسجيل ورصد لكثير من الحالات التي اصيبت بأمراض وبائية مثل الكبد الوبائي (A)، واليرقان،  وحالات أخرى اصيبت بأمراض جلدية معدية، وأخرى تنفسية خطيرة، مبيناً أنَّ تلك الحالات وانتشار مثل تلك الأمراض الوبائية والمعدية مؤشر خطير ومقدمة موضوعية لتفشي مرض الكوليرا والسحايا وغيرها من الوبائيات.

ووفقاً للدكتور أبو عفش فإنَّ انتشار الإصابات المعدية بين النازحين والسكان في قطاع غزة وتحديداً في شمالها مؤشر يدق ناقوس الخطر، بأن انتشار أي وباء ومن بينه الكوليرا سينتشر كالنار في الهشيم في السكان والنازحين في قطاع غزة وشمالها، لاسيما في ظل المنظومة التي يصفها د. أبو عفش بـ"المتهالكة" في جميع نواحيها.

ويعزو د. أبو عفش الأسباب الدافعة لتحذيراته إلى ندرة المياه الصالحة للشرب والاستحمام، وعدم وجود غذاء كافي وصحي، وعدم وجود تصريف للنفايات الصلبة ومياه الصرف الصحي، والافتقار إلى اماكن نزوح ملائمة، وعدم القدرة على اخلاء الجثث البشرية المتحللة في المنازل، وأخرى لحيوانات في الطرقات.

 

لمتابعة آخر المستجدات الميدانية والسياسية للحرب على غزة اشترك بقناة شمس نيوز على منصة تيلجرام

 

وعن السيناريو المتوقع حال تفاقم الأمراض الوبائية، يقول: "إذا ما تفشت بعض الوبائيات وتحديداً الكوليراً، لحظتها سنذهب إلى الهلاك الحقيقي، ولحظتها لا ينفع مع هذا الأمر أي إجراء اسعافي أو وقائي، لاسيما في ظل العدوان المتواصل".

ويضيف في تصوراته حال انتشار الوبائيات المميتة: "الامكانيات المحدودة التي بحوزة وزارة الصحة، وبعض المؤسسات الصحية العاملة مثل الاغاثة الطبية لا يمكن أن تحتمل مثل هذه الوبائيات المميتة، فلا يوجد لا مستشفيات، ولا أسرة، ولا معازل صحية، ولا علاجات، ولا اجراءات، قادرة على مواجهة الوبائيات".

واوضح د. أبو عفش أنَّ "ايقاف الحرب" هو كلمة السر بإبعاد الوبائيات عن قطاع غزة، مناشداً المنظمات الدولية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات المجتمع المدني بإدخال مستشفيات ميدانية، وتمكين طواقم عمل البلديات والحكم المحلي لإزالة النفايات، وتصريف جيد لمياه الصرف الصحي، وضخ مياه نظيفة وفق المعايير الدولية في شبكة المياه في غزة.

وسبق تفشي الكثير من الأمراضٍ التنفسية والجلدية والوبائية المعدية والخطيرة من مثل الكبد الوبائي (A)، تحذيرات من الوصول إلى تلك المرحلة الصحية الخطيرة، كان أطلقها مدير منظمة الصحة العالمية تيدورس غيبريسوس في يناير من العام الحالي، وفي الوقت الحالي يُطْلِقُ المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني تحذيراته من تفشي مرض (الكوليرا) الوبائي.

و"الكوليرا" مرض معوي بكتيري خطير، من الأمراض المعدية، وينتشر عادة من خلال المياه والأغذية المُلوثة، ويسب الاسهال الشديد، وجفاف الجسم في غضون ساعات، وقد يؤدي إلى الموت في كثير من الأحيان.

ويعاني قطاع غزةَ من بيئة غير صحية مطلقاً ومشجعة لانتشار الأوبئة والأمراض المُعدية؛ إذ يتكدس ما نسبته حوالي 70% من سكان القطاع في أماكن محدودة وغير صحية، إضافة إلى نقصٍ حاد في الماء والغذاء، عوضاً عن تلوثهما، إلى جانب تلوث الهواء بفعل انبعاث غازات الغارات الإسرائيلية، وتعطل  عمل البلديات الذي أدى إلى تكدس ملايين الأطنان من النفايات الصلبة، وطفح مياه الصرف الصحي في أماكن النزوح ومحيطها، وفي المناطق العامة مثل الأسواق المركزية والشوارع الحيوية.

خلية نحل لا تتوقف!

وعن جهود الاغاثة الطبية، يشير د. ابو عفش إلى أنَّ الاغاثة الطبية لم تتوقف منذ بداية الحرب من تقديم خدماتها للأهالي في قطاع غزة، على الرغم من تدمير مقرهم الرئيسي الكائن في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة، إلى جانب تدمير مقرهم في جباليا وشارع النصر، مبيناً إلى أن الاغاثة تقدم خدماتها المختلفة من خلال مقرها الواقع بالقرب من مفترق السامر وسط مدينة غزة.

وذكر أنَّ الاغاثة الطبية انشأت عيادة كاملة في جميع التخصصات، وتمكنت من توفير المستلزمات اللازمة للعمل، سواء من طواقم ومن  وتخصصات طبية، إذ يعمل في الاغاثة حوالي  40 موظفاً، يسخرون كل طاقاتهم لمساعدة الاهالي في غزة.

ويشير إلى أنَّ آلاف المرضى يتلقون العلاجات والاستشارات من كافة التخصصات، إذ أنَّ تخصصات للنساء والولادة، والباطنة، والأطفال، والصدرية، والقلب، والسرطان، والعلاج الطبيعي، لافتاً إلى ان الاغاثة تقدم خدماتها لحوالي 450 – 500 جريح بشكل يومي، من خلال متابعة جروحهم واصاباتهم، إلى جانب عمل الفرق الميدانية التي تجاوز عددها 30 فريقاً ميدانياً، يتابعون الجرحى في بيوتهم ومناطق نزوحهم.

ونوه إلى أنَّ الاغاثة كذلك وزعت الحليب على الرضع في مدينة غزة وشمالها، لاسيما في ظل المجاعة ونقص التغذية اللازمة للمواليد وامهاتهن.

كذلك، وأشار إلى أن الاغاثة فتحت مركزاً في منطقة النصر لذوي الأمراض المزمنة (سرطان، الفشل الكلوي، الثلاثيميا، الصرع)، إذ يتم صرف الدواء المناسب لهم، وتقديم الاستشارات الطبية لحالاتهم

 





 

اخبار ذات صلة