لم يطرأ على المشهد الميداني في محوري شمال قطاع غزة وجنوبه أي تغيير يُذكر، حيث تتواصل العملية البرية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، كما يتواصل الجهد الميداني في محور القتال في مناطق متفرقة من مدينة رفح جنوبي القطاع.
وبالتوازي مع ذلك، كثّفت الطائرات الحربية من عمليات قصف المنازل الآمنة على رؤوس سكانها، خصوصاً في أحياء الدرج والتفاح الغربي ومختلف مناطق شمال وادي غزة.
وكان لافتاً أيضاً تركيز جيش الاحتلال على قصف مدارس إيواء وسوق تجاري في شمال القطاع، ما تسبب بارتقاء عدد كبير من الشهداء.في المقابل، شهدت ساعات نهار أمس، أعلى مستويات الضغط الميداني النوعي في حي الشجاعية، حيث اعترف جيش الاحتلال بمقتل جندي في اشتباك وقع وجهاً لوجه داخل منزل تم تدميره بشكل جزئي في وقت سابق. كذلك، أقرّ بوقوع عدد من الإصابات الخطيرة جراء القصف الذي طاول محور الانتشار في قاطع «نتساريم» وسط القطاع.
أما أبرز العمليات الموثّقة بالصورة، فكانت استهداف طائرة مروحية في سماء حي الشجاعية بصاروخين من نوع «سام»، وهو ما أعلنت «كتائب القسام»، بالاشتراك مع «مجموعات عبد القادر الحسيني»، مسؤوليتهما عنه. وفي مدينة رفح، كررت المقاومة مصائد الجنود، حيث تمكّنت من استدراج قوة راجلة إلى عين نفق تمّ تفخيخه سلفاً، قبل أن تفجّر بالقوة عبوات ناسفة تسببت بوقوع أفرادها بين قتيل وجريح.
وفي التفاصيل، أعلنت «كتائب القسام» أن مقاوميها أبلغوا عقب عودتهم من العقد القتالية عن استهداف دبابتي «ميركافا 4» بقذائف «الياسين» شرق حي الشجاعية. كذلك، أعلنت «القسام» أن مقاوميها استهدفوا مقر قيادة العمليات قرب محور ناحل عوز برشقات من صواريخ «رجوم» التكتيكية القصيرة المدى من عيار 114 ملم.
كما أفادت «كتائب شهداء الأقصى» بتمكّن مقاتليها من قصف تحشدات العدو شرق حي الشجاعية بقذائف «الهاون»، وأشارت أيضاً إلى إسقاط طائرة استخبارات مُسيّرة من نوع «سكاي لارك» في محور شمال القطاع.
وبدورها، قالت «سرايا القدس» إن مقاوميها العائدين من خطوط القتال أبلغوا عن تمكّنهم من تفجير عبوة برميلية من نوع «ثاقب» بآلية عسكرية في محيط منطقة السنترال في حي الشجاعية، مضيفة أنها فجّرت بمشاركة «القسام» دبابة «ميركافا 4» بعبوة برميلية شديدة الانفجار، فيما دكّ مقاوموها بـ«الهاون النظامي» من عيار 60 ملم تموضعات العدو المتوغّلة شرق الشجاعية.
وفي مدينة رفح، أكدت «كتائب القسام» تمكّن مقاوميها من استهداف دبابة «ميركافا 4» بقذيفة «الياسين 105» في تل زعرب غرب المدينة، بينما ذكرت «السرايا» أن مقاوميها تمكّنوا من قنص جندي في مدينة رفح، ونشرت مقطعاً مصوّراً أظهر إطلاق مقاوميها وابلاً من قذائف «الهاون» تجاه قوات العدو المتحشدة في حي الشجاعية.
ويشير النسق القتالي الذي تمضي وفقه معارك الأيام الأخيرة، إلى ارتفاع التكلفة البشرية في صفوف جنود الاحتلال، وهو ما أقرّ به جيش العدو مساء أمس، حيث أعلن مقتل 13 عسكرياً خلال الأسبوع الأخير، مقرّاً بأنه يواجه تحدياً في منطقة الشجاعية، وفق إذاعة الجيش. ويعود ذلك، إلى تطوير المقاومة أساليبها القتالية التي تتقدّم في كل مرة خطوات على سلوك الاحتلال، الذي أصبح يتخذ نمط التقليد ويقع في إطار التوقع والحسبان من طرف المقاومة.